“مِسودة مسرحية رقم 1” لـ صاموئيل بيكيت

فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

بقلم:صاموئيل بيكيت،1950

ترجمة: د.إقبال محمدعلي

تدور الأحداث، في زاوية خَرِبة في شارع ما…
الشخصيات:A- ألِف (رجلٌ أعمى)…B- باء ( رجلٌ مُقْعَد)

المشهد: ألِف، يجلس على كرسي مطوي، يعزف على الكمان. بجانبه حقيبة نصف مفتوحة، مقلوبة و عليها طاسة فارغة للصَدَقات. يتوقف عن العزف ويلتفت إلى الجمهور الجالس يمين القاعة، مُصْغياَ. (صمت)، بعدها يلتفت إلى الجمهور الجالس يسار القاعة، مُصْغياً(صمت).
ألِف: قرش لعجوز مسكين.. قرش لعجوز مسكين…(يستمر في العزف ثم يتوقف. يدير رأسه ناحية اليسار مُصْغياً ).
يدخل (باء) من جانب اليمين على كرسي بعجلات، بيده عصا طويلة يستخدمها لدفع الكرسي.
باء:(يتوقف عن الدَفْع)…إذاً ، ما سمعت لم يكن حُلما أو رؤيا فكلتاهما ضعفتا،كما ضعف جسدٌ بقبلهُما.(يدفع بكرسيه إلى الأمام ثم يتوقف. ينظر إلى الطاسة بوجه خالٍ من التعابير). مجردعجوز بائس… زالَ الغموض الذي كان يتملكني. بإمكاني الآن، العودة إلى زاويتي.(يبدأ بدفع كرسيه إلى الوراء ثم يتوقف)… ما رأيك بفكرة الإنضمام إليك والعيش معك، حتى يفرقنا الموت.(صمت).. ماذا تقول،يا بيلي؟ هل يمكنني أن أسميك بيلي، على إسم إبني ؟ هل أنت بحاجة لِرفقة، بيلي؟ هل ترغب بشيء من الطعام المعلب؟
ألِف: عن أي طعام معلب تتحدث؟
باء: لحم معلب، تغذّي به روحك و جسدك حتى الصيف (صمت). كلا؟ (صمت)….لربما بعض البطاطا، بيلي؟ (صمت)….رطل من البطاطا.. هل تحب البطاطا، بيلي؟ (صمت).. يمكننا خزنها و زرع براعمها فيما بعد …. مجرد محاولة ( صمت)…أنا أختار المكان و أنت تزرعها في الأرض (صمت)، لا؟ (صمت).
ألِف: كيف حال الشَجَر؟
باء: من الصعب القول، فنحن في فصل الشتاء كما تعرف.
ألِف: هل الوقت نهار أم ليل؟
باء: (يتطلع إلى السماء)،نهار، إن شئت…لِم تسألني و أنت تعرف ان اليوم غير مشمس! (صمت).بيلي، هل فهِمْت ما قُلته لك، أم أُصابك الخرف؟ هل مازلِت محتفظاً بقواك العقلية، بيلي؟
ألِف: و الضوء؟
باء: نعم (يرفع رأسه إلى السماء)، تسألني عن الضوء؟ و هل للضوء أسمٌ آخر؟ هل تريد منّي أنْ اصفه لك أم أنك ترغب أن أعطيك فكرة عنه؟
ألِف: يُخيل لي في بعض الأحيان، أنني قضيت الليل بطوله، أعزف و أصغي، و عند الشفق، أضع الكمان و الطاسة في الحقيبة ثم أستعد للوقوف، منتظراً مجيئها لتأخذ بيدي.(صمت)
باء: هيَ؟
ألِف: امرأتي.(صمت) إمرأة (صمت).. أما الآن….(صمت)
باء: الآن؟
ألِف:لا أدري متى يحين موعد عودتي..لا أدري متى جئت إلى هنا.. و حين اكون هنا، لا أدري إن كان الوقت ليلاً أم نهاراً.
باء: يخيّلُ لي انك لم تكن على هذا الحال سابقا، فما الذي حَلّ بك؟ النساء؟… القمار؟…الله؟
ألِف: هكذا وُلدت.
باء: لا أصدق!
ألِف: (بعصبية)، قُلت لك أنني خُلِقت هكذا…أجلس مقرفصاً في ظُلمتي هذهِ،أخربش بِآلتي، أشكيها حظي التعس.
باء: (بعصبية)، كان لدينا زوجات، أليس كذلك؟؟.كانت امرأتك تقودك بيدها و امرأتي تنزلني من على كرسيي مساءاً لتعيدني عليه في الصباح و حين يجن جنوني، كانت تدفعني إلى أبعد زاوية في الشارع.
ألِف:كَسيحْ؟ (بدون أية مشاعر) يالك من بائس مسكين.
باء: لديّ مشكلة واحدة: الإستدارة.أنه لمن السهل عليّ الدوران حول الأرض على أن أدير كرسيي، حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أنني أستطيع العودة إلى مكاني، حين أترك كرسيّي يرجع إلى الوراء من تلقاء نفسه. (صمت). على سبيل المثال…أنا الآن عند النقطة ألِف. (يدفع الكرسي بعصاه إلى الأمام قليلا ثم يتوقف). أدفع الكرسي إلى النقطة باء(يدفع كرسيه قليلاً، إلى الخلف)، ثم استدير ثانية، متجهاً إلى النقطة ألِف. بهذهِ الطريقة يمكنني التراجع و التقدم مِنْ مكاني إلى مكانك، بخطٍ مستقيم. يبدو لي أنك بدأت، تستلطِفني؟
ألِف: أحيانا أسمع خُطى أقدام و أصوات أخرى، فأقول لنفسي، ها هم يعودون…. فالبعض كما تعرف، يرجعون للإستقرار في أماكنهم القديمة… البعض الآخر يعود للبحث عن شيءٍ تركوه وراءهم أو العثور على شخص تَخَلّف عن الركب.
باء: العودة؟ و من يفكر بالعودة إلى هنا؟ (صمت)، هل جرّبت يوما، أن تصيح؟ (صمت)، أن تصرخ؟ (صمت)، كلا؟ لم تفعل؟
ألِف: هل حاولت مراقبة ما حولك؟
باء : أنا؟(بغضب)، كيف تريد مني مراقبة الأشياء من هذا الجُحر المظلم، مبسمراً على هذا الكرسيّ، 23 ساعة من 24 ساعة؟ (صمت). هل بإمكاننا أن نصبح أصدقاء، بعد أن بدأت بالتعرف عليّ، قليلاً؟
ألِف: هل قُلتَ لحم مُعَلّب؟
باء: الفضلات.أهَذا ما كنت تعتاش عليه طوال هذا الوقت؟ يبدو لي أنك تشعر فعلاً بالجوع.
ألِف: ألتقط، الأشياء التي أجدها على الأرض.
باء: هل كانت صالحة للأكل؟
ألِف: أحياناً.
باء: لِم لا تدع نفسك تموت؟
ألِف: أشعر بأنني محظوظ على الدوام.. بالأمس تعثّرت بكيس من المكسرات.
باء: لا!!
ألِف: كيس صغير مليء بالمكسرات، مرميٌّ في وسط الشارع.
باء: طيب، طيب…أرجع إلى سؤالي، لم لا تريد أن تموت؟
ألِف: فكرت بذلك.
باء: (بسخط)،لكنك لم تفعل!.
ألِف: أنا لست تعيساً إلى هذا الحد. (صمت). صحيح أنني لست سعيداً بما فيه الكفاية، لكنني لست تعيساً.
باء: لكن الشعور باليأس يلازمك على الدوام.
ألِف:(بغضب) لكني لا أحس باليأس كما يصور لك عقلك.
باء: يبدو لي، أننا خلقنا لبعضنا.
ألِف: (مستفهماً)،كيف تبدو الأشياء حولنا الآن؟
باء: لا تسألني.. فأنا هنا لأول مرة و قلما أبتعدت عن باب بيتي…
ألِف: لكنك تنظر فيما حولك؟
باء: لا و ألف لا.. .
ألِف: كلا. رغم الظلام الذي تعيشه، أنت لا……؟
باء: (بسخط) قلت لك لا. (صمت). لكني سأفعل لو طلبتَ مني ذلك. وإن لم يكن لديك مانع بدفع كرسيي، سأصف لك المشهد أثناء السير.
ألِف: تقصد، أنك ستقودني بنفسك، و لن أضلّ طريقي مرة أخرى؟
باء: تماماً. سأطلب منك أن تتمهل، حين نقترب من كومة روث و كل ما عليك أن تفعل، الرجوع قليلاً للوراء و إدارة العجلة ناحية اليسار، حين أطلب منك ذلك.
ألِف: ستفعل!
باء: (يبدأ بإستخدام صلاحياته): تمهل بيلي..تمهل… أرى هناك، عند البالوعة علبة مدورة… لربما علبة شوربة أو فاصولياء مطبوخة.. .
ألِف: فاصولياء مطبوخة!! (وقفة)
باء: هل أتخيل أم أنك بدأت تَسْتحسِن صحبتي؟
ألِف: فاصولياء مطبوخة!! (ينهض مِن مكانه.يضع الكمان و الطاسة على الكرسيّ و يتلمس طريقه متوجهاً إلى باء). أين أنتَ؟
باء: أنا هنا يا صديقي العزيز.(يمسك ألِف بالكرسي و يبدأ بدفعه عشوائياً)… توقف.
ألِف: (يواصل دفع الكرسي) أنها لمعجزة.. معجزة..
باء: توقف(يضرب ألِف بعصاه… ألِف يسحب يده و يتراجع إلى الخلف (وقفة)….يبدأ ألِف بتلمس طريقه محاولًا الوصول إلى كرسيّه بعدها يتوقف و هو يصرخ شاعراً بالضياع).. سامحني (وقفة).. أرجوك أن تسامحني يا بيلي!!
ألِف: أين أنا الآن؟ (وقفة).. أين كنت؟
باء: ضاع مني بعد أن ضربته…. سيتركني و لن أراه أبداً…لن أرى أحداً مرة أخرى… ولنْ يكون بإمكاني، سماع صوتٍ بشريٍّ مرةً أخرى..
ألِف: الأسطوانةُ نفسها، النواح و الشكوى مِنذ أن نولد حتى نموت.
باء: (بأنين)..هل يمكنك أن تقدم خدمة لي، قبل ذهابك؟
ألِف:ها هيّ… هل تسمعها؟ (وقفة.. و أنين)لن أذهب! (وقفة) هل تسمعها؟
باء: ألا تريد الذهاب؟
ألِف: لن أتحرك دونَ العثورِ على أغراضي.
باء: و ما نفعها لكَ؟
ألِف: لا نفع لها.
باء: لكنك لن تذهب دونها؟
ألِف: كلا.(يبدأ بتلمس طريقه مرة أخرى. وقفة). سأعثر عليها آخر الأمر (وقفة) أو أتركها خلفي، إلى الأبد.( ثم عاد يتلمس فيما حوله ثانية).
باء: عليّ تعديل دِثاري فقد بدأ البرد يتسلل إلى قدمي (أليف يتوقف). سَأسويه بنفسي، حتى و أن أستغرق ذلك مني وقتاً طويلاً.. (وقفة). ساعدني يا بيلي على تعديله، كي أتمكن من العودة و الركون في زاويتي المعتادة و لَوْم نفسي على ضرب آخر رجل التقيت به، رغم مساعدته لي (وقفة). لعل شذرات الحب المتبقية تعينني أن أُكفِّرَ عن ذنوبي فأُدفن مطمئنّاً بين الأموات.(وقفة)لِمَ تنظر إليّ بهذهِ الطريقة؟ (وقفة). ما الذي حلَّ بيّ؟
ألِف: أصدِرْ صوتاً.
(باء يُصدِرُ صوتاً. ألِف يتلمس طريقه بإتجاه الصوت)
باء:هل فقدت حاسة الشَم أيضاً؟
ألِف: كل ما حولي يعِج بالنتانة.(يمد يده).هل أنا قريبٌ من يدك الآن؟
(يقف دون حركة ماداً يده)
باء: إنتظر. هل ستخدمني دون مقابل؟ (وقفة)، أقصد دون شروط؟ (وقفة).كم أنتَ رحيم يا رب (يأخذ بيد ألِف و يسحبها بإتجاهه).
ألِف: قدمك.
باء: ماذا؟
ألِف: قلتَ قدمك.
باء: (وقفة). نعم. نعم قدمي، دِسها داخل الدِثار.( ألِف ينحني متلمسا).. إركع على ركبتيك…على ركبتيك، ستشعر براحة أكثر. ( يساعده في الركوع على ركبتيه)..هكذا.
ألِف: (بسخط): إترك يدي…كيف تريد مني مساعدتك و أنت تمسك يدي! (باء يسحب يده…ألِف يركع متحسساً الدِثار بيده). لديكَ رجل واحدة؟
باء: واحدة فقط.
ألِف: و ماذا عن الأخرى؟
باء: ساء حالها فبتروها.
(ألِف يغطي القدم بالدِثار)
ألِف: هل هذا كافياً؟
باء: شدها قليلاً. (ألِف يشدها أكثر).. يا لطيف!!! (وقفة)
72
ألِف: (يتلمس جذع باء)، هل أنّ أشياءكَ الأخرى لا تزال في مكانها؟
باء: يمكنك النهوض الآن، و أطلب مني ما شئت.
ألِف:هل أنّ أشياءك الأخرى لا تزال في مكانها؟
باء: لم يبتروا شيئاً آخر إن كان ذلك ما تقصد. (تصعد يد ألِف إلى الأعلى لتصل الوجه ويتوقف عن اللمس).
ألِف: هل هذا وجهك؟
باء: أقُرُّ و أعترف إن هذا وجهي. ماذا كنت تعتقد أن يكون؟( أصابع ألِف تجوب متلمسة وجه باء ثم يتوقف). هذهِ دُمَّلة.
ألِف: حمراء؟
باء:بنفسجية. ( ألِف يسدل يديه و يبقى راكعاً).. لديكَ كفّان من ذهب!!
(صمت).
ألِف: هل الوقتُ نهاراً؟
باء: نهار؟ (ينظر إلى السماء).. نهاراً إنْ شِئتَ (يتطلع إلى السماء)لا توجد تسمية أُخرى له.
ألِف:هل سيحل الليل قريبا؟
(باء ينحي على أليف و يهزه )
باء:هيا إنهض يا بيلي. بدأت تضايقني.
ألِف: هل حَلَّ المساء ؟
(ينظر باء إلى السماء)باء: نهار…ليل… يخيل إليّ في بعض الأحيان ان الكرة الأرض توقفت عن الدوران لِنَعْلق بمساء يومٍ رمادي، حزين لا شمس فيه. (ينحني على ألِف و يهزه من كتفيه)، إنهض يا بيلي .. بدأت تزعجني.
ألِف: هل توجد خضرة حولنا؟
باء: لا أرى شيئاً.
ألِف: (بعصبية) لا خضرة حولنا، على الإطلاق؟؟
باء: هنالك بعض الطحالِب. (يشبك ألِف كفيه فوق الدِثار ويضع رأسه عليهما). بإسم الرب. لا تقل لي انك ستُصلي؟
ألِف: لا.
باء: أو تَبْكي؟
ألِف: لا. (وقفة). يُمكنني البقاء لساعاتٍ، خاشعاً على ركبتَيِّ رجل عجوز.
باء: ركبة واحدة. (ثم يهزه بعنف)، إنهض، أرجوك…
ألِف: (يجلس نفسه براحة أكثر)،ما أطيب الشعور بالطمأنينة. ( يدفعه باء بعنف…يسقط ألِف على ركبتيه و يديه)… كانت دورا تقول لي: اليوم الذي تأتي فيه خالي الوفاض عليك أن تحبو مع قيثارتك على يديك و رجليك لأعلق على مؤخرتك أوسمة والدك و أضع صندوق النقود حول رقبتك، و لتذهبا معاً إلى الجحيم . من تظن نفسك، ها؟ بعدها، تجبرني في النوم على الأرض… ماذا كنت أظن نفسي؟…..(صمت)..آخ.. لم أكن قادراً على…(صمت. ينهض من مكانه)… لم أكُنْ قادراً على…(يبدأ في البحث عن كرسيّه و كمانه ثمّ يتوقف ليّصيخ السمع). لو تَنَصِت أكثر، لَسمِعتَ رنين أوتارها..
باء: قيثارتك؟ (وقفة).. حدثني عن هذهِ القيثارة؟
ألِف: كان لديّ قيثارة صغيرة … لا تتحرك، دعني أصْغي. (وقفة)
باء: إلى متى ستبقى على هذا الوضع؟
ألِف: يُمكنني البقاء لساعات أنْصِتَ إلى هذهِ الأصوات. (ينصتان)
باء: أية أصوات؟
ألِف: لا أدري.(ينْصِتان)
باء: أستطيع رؤيتها (وقفة)، أستطيع…
ألِف: (متوسلاً)..ألا يمكنك البقاء ساكناً؟
باء: كلا!(ألِف يضع رأسه بين يديه).. يمكنني رؤيتها بوضوح من مكاني هذا، ملقيةً على الكرسي، هناك. (وقفة).. ماذا لو أخذتها يا بيلي و هربت بها (وقفة) ما رأيك بهذهِ الفكرة بيلي،ها؟. لربما سيخرج رجلٌ عجوزٌ آخر من جحره يوما، ليجدك تعزف على الهارمونيكا، عند ذاك يمكنك أن تحدثه عن الكمان الصغير الذي كنت تملك. (وقفة)، أو ربما ستغني له. ما رأيك بهذهِ الفكرة، بيلي (وقفة). يا لبؤسكَ يا بيلي.. يا لبؤسكَ… (وقفة). (بفظاظة). أو لربما سيكون من الأفضل أن تنعب لريح الشتاء القارصة، بعد ضياعها رمونيكتك الصغيرة.
(يبدأ باء بنكز ألِف بالعصا في ظهره) آهٍ منك، يا بيلي..أهٍ منك، يابيلي؟
( يدور ألِف، حول نفسه و ينتزع نهاية العصى من يد باء).
النهاية

………………

لمحة: كتب و أخرج بيكيت في بداية الخمسينات، أي بعد الحرب العالمية الثانية، مجموعة من المسرحيات القصيرة باللغة الفرنسية حيث أشرف بنفسه على إخراجها في استديوهات التلفزيون الفرنسي و الألماني. في نهاية السبعينات قام بترجمة هذهِ الأعمال إلى لغته الأم (الإنجليزية).
“مسودة مسرحية رقم 1″، كانت واحدة من الأعمال التي ألقت الضوء على بشاعة حالة الجوع والضياع التي عانى منها إنسان ما بعد الحرب العالمية الثانية.

مقالات من نفس القسم