حوار: نائل الطوخى
يستعد الكاتب مصطفي ذكري لنشر كتابه الجديد “علي اطراف الاصابع.. يوميات” وقد نشر منه نصوصاً كثيرة علي الفيسبوك.. اتهامات كثيرة وجهت لمصطفي منذ بداية كتابته منها عدم اعتنائه بالشخصيات، التأثر ببورخيس وضيق عالمه.. وكان كتابه الاخير فرصة لمحاورته.
نبدأ بكتاب اليوميات الذي تنشره قريباً ما هي فكرته؟
ـ هو عبارة عن مقالات تجمعها اشياء مشتركة.. الحديث المتكرر عن كافكا وعن هيتشكوك. لا اشغل نفسي بتصنيف ان كان هذا الكتاب ادباً ام لا.. الاساس فيه كان قوة الفقرة وجمالها هناك دراما، شخصيات واحداث ولكنه يحوي ايضاً افكاراً ساخرة تسخر احياناً من علاء الاسواني او جابر عصفور او ادوارد الخراط من الصعب علي افتراض تصنيف محدد لهذا الكتاب.
> اتهمت في بداية طريقك بالتأثر ببورخيس هل تشعر الآن بالرغبة في الرد علي هذا الاتهام؟
ـ ذوقي يتغير بين الحين والآخر، انا مثل القطط “أأكل عيالي” كل تقديري لبورخيس مع طول الزمن.. هو بالطبع اثر فيّ كثيراً في البداية.. ولكن عندما ادركت ان هذه النظريات الواقعية تفوقت كثيراً علي خيال بورخيس.. في المقابل فلدي ادباء لم يقل تقديري لهم مع الزمن مثل دوستوفيسكي، وجيمس جويس علي سبيل المثال.
> وتتهم الآن بأن عالمك ضيق للغاية؟
ـ شوف انا لا ادافع عن نفسي امام هذا الكلام، لا يهمني اتساع العالم بقدر ما يهمني ان تكون الكتابة قوية.. كافكا عالمه ضيق لكنه كاتب قوي.. هنري ميللر عالمه متسع جداً لكنه كاتب متوسط.
> ولكنك تكرر تيمات بعينها مثل السيمترية مثلاً أو المرأة..
ـ آه اتفق معك هنا.. ردي هو ان لكل كاتب قدرات، وان الكاتب لا يستطيع الخروج من جلده.. ربما اكون واعياً جداً بالتكرار لدي كاتب آخر، لكني لست واعياً لدي نفسي هذا يحدث وفي المقابل هناك نماذج لكتاب حاولوا الخروج من جلدهم والنتيجة لم تكن مرضية مثل محمد البساطي عندما بدأ يكتب عن النساء في رواية مثل “فردوس” ولكنني احاول احياناً التغيير من كتابتي قبل رواية “مرآه ٢٠٢” كنت اعتمد علي تيمة الاعداد كثيراً ولكنها لم تظهر الا مرة واحدة في هذه الرواية.
> هناك اشياء معينة تأخذ اهمية ثانوية في كتابتك مثل الشخصيات والاماكن.. هل تراها عناصر مهمة في الكتابة؟
ـ الاماكن غير مهمة عندي، دائماً الاماكن التي تتحرك فيها الشخصيات هي اماكن “كروكية” انا غير معني بوصف مكان واقعي، كما انني غير معني بأن تكون الشخصية عندي من “لحم ودم” إلا لو حدث هذا عرضاً.. هذا حدث في فيلم “جنة الشياطين” مثلاً لأن الشخصية اساس الدراما بينما في الادب انا اكثر حرية احيانا تأتي معي شخصية قوية بشكل عرض.. في احدي قصصي مثلاً وصفت جبهة الرجل بأنها تشبه “التندة” هذا الوصف خطر لي فجأه ولم اكن اطمع في اكثر منه لوصف الرجل عندما تقرأ القلعة “المحاكمة” لكافكا ستجد انه ليس هناك اي وصف فيها.
> تستعين بكافكا لتبرر كتابتك؟
لا انا لا اقول هذا ولكنني مازلت احب كافكا.. لعبتنا غير موضوعية والكلام عن الموضوعية هو كلام صالونات، انا ادافع عن ذوقي والكتاب الذين احبهم وادعم منطقي باستشهادات منهم كونديرا مثلاً يبدو موضوعياً ولكنه ليس كذلك.. هناك خمسة او ستة ادباء يحبهم وكل مهارته تكمن في اخفاء انحيازه هذا.
> السؤال الاخير عن رواياتك ذات الحجم القصير للغاية: ألم تشعر بإغراء في رواية الحجم الكبير؟
ـ نعم اتمني كسر حاجز المائة صفحة بشرط ان تأتي كتابتي بنفس الكثافة لو تنازلت عن شرط الكثافة فالروايات الطويلة ليست صعبة.. اضع الحوار كله في جانب والسرد في جانب اصف الاماكن اوصافاً مطولة.. في نفس الوقت فالاغراء الذي تمثله لي الكتب الكبيرة ذات “الكعب”هو اغراء فاشي اذا امكن وصفه هكذا (يضحك) اتمني كتابة كتاب كبير لأتباهي بأنني كتبت كل هذا الحجم بنفسي .