“بمناسبة الكذب، يمكننى أن أتفهّم عندما يكذب علىّ أحدهم، وأتسامح معه، ليس لأنى أكذب أحيانًا، وهذا يحدث، لكن لأن الإنسان فى رأيى هو البيئة الطبيعية للكذب والصدق، إن لم يكن باستطاعة كائن ما أن يختار بين ضدّين، فلا يمكن القول أنه فَعَلَ أحدهما، والإنسان لديه القدرة، على الأقل فى معظم الأحوال، أن يختار بين الصدق والكذب”
“تتلألأ أرواح المتشردين فى الليل”
“العالم يحتفظ بأصواتنا، كلامنا، وأفعالنا، لا يُضيّعها، حتى أطيافنا تظل موجودة فى الأماكن التى مرَرْنا بها، وعندما يأتى أشخاص بعدنا ويمرّون بتلك الأماكن، فإنهم يمرّون داخل أطيافنا، ويتوّحدون معنا للحظة، مثلما نمرّ نحن داخل أطياف تركها أشخاص قبلنا، هكذا نتداخل جميعًا فى بعضنا بعضًا دون أن نشعر”
“ماذا لو لم يكن للأيام اسم أبدًا، هل كانت لتبدو مثل وقت ممتد، ليس فيه غد أو أمس، هل كان هذا ليريح البشر أم يتعبهم؟”
“لا يمكننا أن نعرف كيف تعمل الأحلام، هذا جمالها ورُعبها”
“يُمكنكَ أن تُشارك الآخرين الطعام آلاف المرات، لكن كم مرة تدخل حجرتك وتجد شخصًا نائمًا فى سريرك؟ المئات لهم اسمك الأول نفسه، لكن كم مرة تصادف شخصًا يحمل نفس تاريخ ميلادك؟ ربما تمرض بمرض يُصيب آلافًا غيرك، لكن كم مرة تتبرّع بدمك أو عضوًا من جسدك لشخص ما؟ هذه التفاصيل قد تفعل بنا أشياء كبيرة”
“الحب من أول نظرة موجود طوال الوقت، يحدث كل يوم تقريبًا، حتى من يَشكّون فى وجوده، أو لا يؤمنون به، يتمنّون أن يكون موجودًا، وأكثر من ذلك، يتمنّون أن يعيشوه يومًا ما”
“مَشَتْ على الشريط الشفاف، نصف جسدها فى الليل والنصف الآخر فى النهار، شعرَتْ للحظة أن إحدى عينيها رأت الشمس، والأخرى رأت القمر، دارتْ حول نفسها، قفزَتْ على جانبى الشريط الشفاف، تبادلَتْ الدخول بين الليل والنهار، ارتعشَتْ روحها، انفلَتَتْ منها ضحكات ومقاطع من أغنيات إنسانية لا تعرف كيف خطرَتْ ببالها، أو إن كان لها وجود قبل هذه اللحظة، وقفَتْ بين الليل والنهار، قلبها وعقلها صافيان، فى عينيها نور العالم وظلامه، لا تفكر فى شىء، يحتويها سلام تام، شعرَتْ بدائرة صغيرة تنفتح فى صدرها، دخلَ منها الكون على مهل، صارت هى الكون كله”
“العالم فى جوهره رومانسى”
“أنا لم أكن لأقبل أن أظل شابة وأُفَوّتُ على نفسى أن أبدو كامرأة أربعينية، لا يمكننى التفريط فى الأربعين الغالى، أيضًا لم أكن لأفَوّت هذا الشعر الأبيض”
“كانا ينظران مباشرة إلى سرّ البحر”
“رقصْتُ مع الموسيقا، طارت منى روحى، فارقنى جسدى، وبقيت وحدى كيانًا ثالثًا، أو أنه الكيان الأول، حيًا، لا أدرك طبيعته، خفّته، حضوره، فناءه، أبديّته، لم يكن مادة ولا روحًا”
“كان لدىّ فضول لأعرف ما حدث للأم بعد أن أخذها البحر، خاصة بعد ما سمعتُهم يتحدثون عنها عند الجبل، وما قالته جدّتى عن أن وجودها بشكل حقيقى فى العالم ربما يكون متوقفًا على وجودها فى أحلامى”
“قصص الحب الآمنة مثل أن تولَد لأسرة توفّر لك كل شىء، مُمِلّ وغير ممتع، القصص غير الآمنة مثل أن تولد مُشرّدًا، تعيش الخطر والمتعة”
“شمّتْ رائحة شيكولاتة تختلف عن التى تأكلها وأىّ نوع آخر، كانت أكثر خِفّة وحساسية، تلفّتَتْ حولها، اكتشفَتْ أنها نفسها مصدر الرائحة، شمّتْ يديها، ذراعيها، خلَعَتْ ملابسها كلها، شَمّتْ صدرها، تحت إبطيها، قدميها، فخذيها، وكل ما استطاعت الوصول إليه فى جسدها، تذكّرَتْ ما قالته له جدّتها أن رائحة الشيكولاتة تفوح منها مع بداية قصة حبها، أو عندما تكون جدّة، أيهما أقرَب”
“كانت لى ضحكة لا أحد يستطيع أن يُخرجها منى إلا دوفو، ولا أضحكها إلا معه وله، كانت لى نظرة خاصة لأجله وحده، أكون فى أروع حالاتى معه”
“المشهد الثالث: رأت نفسها ميتة، مُمَدّدَة على عشب وردىّ، وجهها وملابسها مُبلّلين بالمطر، وبجوارها كمان أزرق شفاف”
“لا أتخيّلُ أن أشخاصًا يهربون من المطر، أُشفقُ عليهم وأنا أراهم يجرون ليحتموا بالمظلات أو مداخل البنايات، من المطر؟ أريد أن أمسك بهم، أقول لهم لا تهربوا، ابقوا معه، استمتعوا به، يهربون فى كل مرة، والمطر الرائع يستمر أحيانًا لساعات، يمنحهم الفرصة كى يعودوا إليه، لا يفعلون، فيتوقف، ولأنه طيّب يعود بعد قليل بالحب نفسه، لكنهم يهربون منه ثانية، أتساءل كيف أنه يمارس لعبته تلك مع البشر طوال عمره، ويردّون بتصرفهم غير الناضج هذا، أعتقد أن ما يُبقيه سعيدًا فى النهاية هو أن هناك أشخاصًا يحبون المشى معه، يُبلّلون به ملابسهم، أجسادهم، وأرواحهم”
“البحر، كائنى المُفضّل، لو كان مُتاحًا لى أن أكون كائنًا آخر لبعض الوقت، لاخترْتُ أن أكون البحر”
“لن أنسى حفلاً حضرْتُه لعازفة بيانو، كانت تُمرّر أصابعها برقّة على أصابعه، وتسحبها، تميل بصدرها عليه مُغمّضة العينين، كان هناك شىء حسّى جدًا بينهما، تفتّحَتْ مسام جلدى، وتورّدَ دمى، تقلّبَ جسدى فى ذلك الحسّى بين العازفة والبيانو، وحلّقَتْ روحى مع الموسيقا، توقّعْتُ أن تخلع العازفة ملابسها فى أيّة لحظة وتمارس الحب مع البيانو”
“فكّرْتُ أنه من المُحزِن جدًا أن يفقد إنسان كل المشاعر، الأفكار، والصور، التى عرفَها فى حياته لأىّ سبب، لا بد أنها تبقى فى مكان ما بداخله، مكان لا يفقد أبدًا ما لديه، القلب: منبع المشاعر، التفكير، الخيال، وموطن الذكريات”
“لطالما تمنّيتُ أن أقضى سنة كاملة فى البحر لا أرى اليابسة، ليس معى أىّ جهاز يصلنى بالعالم، أو يسمح له بالوصول إلىّ، لا هاتف، تليفزيون، أو حاسوب، فقط أنا والبحر والسماء”
“لا أجمل من وجه مغسول بالمطر”
“أدركْتُ أن الأمر أكثر عمقًا من مُجرّد تحقيق الأحلام أو خسارتها”
“حسنًا، الشيكولاتة، كما تعرف، حب كبير فى حياتى، لا أُهديها، ولا أسمح لأحد أن يشاركنى فيها، لأن الفتاة، برأيى، عندما تُهدى قطعة شيكولاتة لشاب فإنها بذلك تقول له: أنا أُحبك، أو تدعوه ليمارس معها الحب، هذا شعورى على الأقل، عندما آكل الشيكولاتة تتسرّب إلى روحى، تَدخلنى، أُسَلّم نفسى لها، أتلاشى فيها، أذوب فى اللذّة، وأشعر أحيانًا ببلل خفيف فى سروالى الداخلى، الرجل لا يُعامِل الشيكولاتة مثلما تُعاملها المرأة، أنتم تمزّقون غلافها بقسوة، كأنكم تغتصبونها، تأكلونها بلا إحساس، فقط لتسدّوا جوعكم، المرأة تفتح غلاف الشيكولاتة برقّة، تحافظ عليه كأنه قطعة من ملابسها، تأكلها للمتعة، السعادة، واللذّة، أنتم لا تهتمون أيًا كان نوع الشيكولاتة التى تأكلونها، نحن نهتم، لكل فتاة نوع مُفضّل، ربما تأكل أكثر من نوع، لكن يبقى لديها نوع حبيب، وكما تعرف، أنا لا أتخلّص من غلاف الشيكولاتة، أشعر أنه قطعة حميمة من ملابسى، لهذا كله، لن ترى إعلانًا عن الشيكولاتة يُقدّمُه رجل، ولو حدَثَ، أعرف أن العالم أصيب بخلل ما”
“أفعلُ هذا بكامل قواى القلبيّة”
“الكمان من أحب ثلاث آلات موسيقية إلى قلبى، أعتبرها فتاة متجوّلة، كثيرة الشجن، ضحكتها الحلوة مُبللة بالدموع، من أجمل المناظر التى أُحِب أن أراها، فتاة أو امرأة تعزف الكمان، خاصة لو كانت واقفة، أعتبرهما كيانًا واحدًا، وفى الوقت نفسه تعزف كلٌ منهما الأخرى”
“بالمناسبة، لا توجد لحظة فاصلة، الكون متصل”
“لو كان باستطاعة الإنسان أن يطير بنفس السهولة التى يمشى بها، أيهما يكون ممتعًا له أكثر، الطيران أم المشى؟”
“بداية كل قصة حب هى لحظة استثنائية، وحسب ما أتوقع، وأتمنى، تنشأ قصص حب كثيرة كل لحظة، لذا، الكون استثنائى طوال الوقت”
“لا تفقد شغفك”
____________________
صدرت حديثًا عن الكتب خان.