“وزارة السعادة القصوى” لأرونداتي روي.. رواية تدين الحرب والرأسمالية الجديدة

وزارة السعادة القصوى
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ممدوح فرّاج النّابي

بعد مضي أكثر من عشرين عامًا على صدور روايتها الأولى “إله الأشياء الصغيرة” 1997، تعود الكاتبة والناشطة الحقوقية الهندية “أرونداتي روي” إلى عالم الرواية من جديد بروايتها الثانية “وزارة السعادة القصوى” (التي صدرت عام 2017، وترجمها إلى العربية أحمد الشافعي، عن دار الكتب خان بالقاهرة 2019) فوفق تعبير المؤلفة نفسه أن الرواية “وحدها قادرةٌ على احتضان العالم الذي كان يتكوّن داخلي”.  

خلال فترة الانقطاع، تواصلت أرونداتي روي مع فنون كتابية أخرى غير السرد، فأصدرت حوالي 18 كتابًا، كانت بمثابة تعليقات ثقافية وسياسية شملت الشأن الهندي والعالمي، كما أن هذه الكتابات جعلتها دائمًا في دائرة الاتهام بل وقادتها إلى المحاكمة. ومن هذه الكتب: “نهاية الخيال” 1998، و”ثمن العيش” 1999، و”حديث الحرب” 2003، و”الرأسمالية: قصة مرعبة” 2014. أحداث روايتها الجديدة لا تبْعُد عن سياق تلك الكتابات التي تحدثت فيها عن أوضاع الهند وقضية الصراع مع كشمير. أو تلك المقالات التي كانت تكتبها منذ مقالتها “نهاية الخيال” التي كانت إعلانًا رافضًا لمشروع الهند النووي، حتى أنها قالت إن “دخولنا السباق النووي سيستعمر خيالنا” ومن ثم فإن كان ولابد فأنني ” أنفصل وأعلن نفسي جمهوريةً متنقلة”.

مدنيّة زائفة

لا ينفصل العالم الروائي في الرواية الجديدة، عن العوالم التي نسجتها في الرواية الأولى “إله الأشياء الصغيرة”؛ فالانقسام الحادّ في بنية المجتمع الهندي، وصراعاته الدينيّة والإثنيّة والطبقيّة، التي لم تتغيّر على الرغم من حدوث متغيرات عالميّة، وأخرى محليّة، إلا أنّ الظروف السياسيّة لم تتبدّل، ولم تحدث بارقة أمل، أو تعايش أو حتى وجود حالة من الاحتواء وخفض أصوات الصراع؛ هو الثيمة الأساسيّة المشتركة بين الروايتيْن.

تتوسّع الكاتبة في الرواية الجديدة “وزارة السعادة القصوى” لترصد لنا التحولات السياسية وتبدُّل أنظمة الحُكم وَفْق أيديولوجيات حزبية، وقوى خفيّة تُحرك خيوط اللُّعبة لصالح مصالحها الشخصية (أرباحها)، وعلو نبرة الخطابات والشعارات المنسجمة مع المرحلة الجديدة، بنبذ الفساد، وإعلاء القومية كشعارات “أمنا الهند / الهند الهند” وغيرها. وكذلك حركة الصعود التي بدأتها الهند، في رحلة سباقها مع اقتصاديات العالم الأوّل.

ولكن، وهو العجيب، أن الهند استمرت في رحلة صعودها دون أن تتخلَّى عن ميراث الماضي، الحافل بالاضطهاد، والعنصرية، فأخذت آفاق الحداثة والمدنية تُشرق، وفي الوقت ذاته كانت آثارهما تسحق الفقراء دون شفقة. وهي مدفوعة بحملة من الانتهازيين لترويج هذه المدنيّة، ففي نظرهم أن “أحدًا ما ينبغي أن يدفع ثمن التقدُّم”، ومن ثمَّ اكتست المُدن بروح المدنيّة الغربيّة فما “عاد لزامًا على الفرد أن يُسافر للتسوق بالخارج؛ فالبضائع المستوردة متاحة هنا”، ولِمَ لا فبومباي صارت نيويورك الهندية، وبالمثل دلهي صارت واشنطن الهندية، وكشمير هي سويسرا الهندية.

هذه الصُّورة المؤغلة في القتامة والسّلبيّة والعدوانيّة التي تشكّلت عليها الهند الجديدة، والتي تتوازي مع الرأسماليّة الغربيّة، خلقتْ طبقة جديدة “لديهم سيارات لكلابهم، وحدائق لسياراتهم”، في مقابلها تشكّلت طبقة نقيضة “ممن يعيشون في شقوق المدينة وصدوعها، ظهروا يحومون حول السّيارات يبيعون فراشي الثياب وشواحن الهواتف المحمولة، ونماذج الطائرات والمجلات التجارية وكتب الإدارة المقرصنة.”

هذه المدنية الزائفة المؤطّرة بالفساد والعنف والإضرار بالبيئة، وقف الجميع مناهضًا لها، بالاعتصام في ساحة (جنْتر منْتر)، تارة، وبالإضراب – تارة ثانية – (الدكتور آزاد بهارتيا) الذي أضرب عن الطعام لمدة أحد عشر عامًا، مناضلًا من أجل عالم أفضل في حديقة حيوانات الديمقراطية. وهو ما كلّفهم حملات الاعتقال كـ (السيد أجاروال).

الإرهاب الجديد

يتجلّى في الرواية – بصورة مُعمّقة – واقع الهند المأساوى، وصراعاته التي تمتد إلى عصور طويلة، التي تبدأ مع تاريخه الحافل بالإقصاء والتمييز العنصري. وأيضًا تبرز هيمنة الإرهاب على العالم، فلم يعد الإرهاب شأنًا محليًّا يخصُّ القضية الهندية، ومحاولات أطراف الصراع الهندوس – المسلمين إبادة بعضهم البعض، وهو ما وَلّد حالة من الفوبيا من إعلان الديانة، فصار المسلمون يخفون هويتهم الدينيّة، في ظل هذا العداء المستميت.

وكذلك برزت قضية كشمير ومحاولات الانفصال، وما تبعها من احتراب واغتيالات. حالة الاحتراب تتجاوز الهند إلى العالم كله، فنرى أبراج التجارة العالمية تنهار في الحادي عشر من سبتمبر، وإعدام صدام، واقتحام القوات الأمريكية للعراق وغيرها من أحداث، والحرب الأمريكية على أفغانستان، وما أعقبها من نزوح الملايين إلى الهند.

وقد ولَّدت هذه السياسات القمعية الجديدة، إرهابًا جديدًا عبر خلق طبقات من الرأسمالية الجديدة، التي كانت قاسية القلوب في معاملتها واستغلالها للعمال على نحو مدام سنجيتا صاحبة “شركة الأمن والأمان لخدمات الحراسة”، أو تلك التي تمثلت في الشركات العابرة للقارات التي سعت للاستحواذ على الكعكة الجديدة. واستلاب خيراتها، بحجج إعادة الإعمار، لذا كانت السخرية من مصطلح “عملية السلام” الذي غدا فرصة تجارية مختلفة تمام الاختلاف عن السّلام نفسه.

تكشف أرونداتي الجُرح المؤلم في مجتمعها والتناقضات في هذا المجتمع، الذي يقود امرأتيْن إلى أن تنسحبا إلى الهامش، بعدما فشلتا في الاندماج في هويته. وأيضًا ما يعتري الشخصيات من تقلبات بسبب الأجواء السياسية كشخصية “ناجا” الذي كان مشبّعًا بالأفكار اليسارية، ومحل دهشة أصدقائه، فيتساءلون: “من أين تعلَّم لغة اليسار النارية؟”، يرتمي في حضن السلطة، بل يأخذ بعدًا آخر حيث يتخلّى عن ناجا القديم “فصار يكلّم الخدم بغطرسة أمه”، بل صارت تصرفاته التي عرفه بها الأصدقاء من قبل “حلمًا محمومًا من حياة سابقة”. إلى أن ينتهي به الحال إلى الاستقالة وتفضيل الاختفاء.

وبالمثل الرائد أمريك سنج، الذي يضطر للهروب من الهند بعد تورطه في مقتل المحامي والناشط جالب قدري، فيطلب اللجوء الأمريكي، وهناك يعمل سائقًا لشاحنة، إلا أن جريمة الماضي تطارده، فيضطر بعد يأس من الهروب إلى إطلاق الرصاص على زوجته وأبنائه الثلاثة الصغار وينتحر. وكذلك موسى الطالب الكشميري الذي كان يدرس العمارة مع تِلُو، وكانت بينهما علاقة حب، ثم عاد إلى كشمير بعد أن أنهى دراسته، ينتهي به الحال قائدًا في حزب المجاهدين، وتتواصل حياته تحت الأرض. يظهر ويختفي إلى أن يموت وهو يدافع عن قضية بلاده كشمير في الاستقلال.

عوالم متناقضة

تقدّم الروائية، عبر زمن الرواية الممتد – في رحابة وسعة مقصودتيْن – يبلغ ستين عامًا، تاريخ الهند في أساطيره، وخرافاته التي نسجها وآمن بها العامة حول رجال الدين وأصحاب الأضرحة (حضرة سرمد الشهيد)، وأيضًا في صراعاته وانقساماته ونكباته وأزماته التي رافقته في رحلة صعوده، ما بين صراعات طائفية، وحزبية، وهمينة جماعات متطرفة، أغرقت الهند في بركة من الدماء، حتى وجب على البعض “أن يموتوا لكي ينجوا من الموت”، وأوجاع لم يندمل جُرحها، كما تكشف عن لعبة الخيانات والولاءات التي قادت القادة لجرائم لم تغتفر. هذا الانقسام وتنامي الموجة الثورية دفعا بموسى إلى أن يترك أباه بسبب تعاونه مع الجيش، وهو الذي أرسله إلى دلهي لدراسة العمارة.

لا يأتي هذا الحضور لتاريخ الهند، في مساره الصراعي وفقط، وإنما أيضًا في كافة مناحي الحياة. هي تكتب عن الهند كمكان وتاريخ وبشر؛ فالرواية أشبه بسجل اجتماعي حافل بالعادات والتقاليد، وصنوف الأزياء الشعبية المحلية، وأزياء المهرجانات في الاحتفالات، والأطعمة الخاصة كالبرياني والقورمة وسمبوسة وفلودا وفيرني وزمزم، وغيرها من الأطعمة والحلوى، وأيضًا الديانات المتعدِّدة، وطقوسها في الدفن والإخصاء وغيرها. وكذلك الطقسية التي تُميّز احتفالاتها ومهرجاناتها كمهرجان الدسهْرا الهندوسي. إضافة إلى سجل لغوي بالكثير من المفردات التي مررتها عبر مستويات مختلفة من الخطاب، أبرزها المقتطفات من الشعر الأردي، وقاموس المفردات.

كما ترصد الرواية في أحد جوانبها لأشكال التباينات بين الطبقات الاجتماعية (المسحوقة) التي تُكابد من أجل قوت يومها، أو حتى تلك المنبوذة، كطبقة الهجيرات وعوالمها المختلفة المعقدة مثل الدنيا، وإن كانوا متصالحين معها؛ فالهجيرات على حدّ تعريف كلثوم بي “قوم اصطفاهم الله، وأحبهم” فكلمة الهجيرا تعني: “الجسد الذي تعيش فيه الروح المقدسة”، وصولاً إلى الطبقات العُليا وحياتهم الباذخة كما جاء في فرح ناجا بتِلُو ابن الأسرة العريقة سليلة السفراء والملوك.

توزّع المؤلفة مسارات الحكي في روايتها التي تصل إلى أكثر من 600 صفحة على عالميْن؛ عالم أنجم منذ ولادتها لأسرة فقيرة، واعتقاد الأم أنها ذكر أطلقت عليه آفتاب، وتمردها على الجزء الذكوري، استيجابة إلى طبيعة الأنثى فيها، وسط معارضة الأسرة، ومقاطعة الأب لها، وانتقالها إلى العيش مع الهيجرات في “الخواب جاه“، إلى هجرهم وانتقالها إلى عالمها الخاص في المقابر، لتؤسّس عالمًا بديلاً عرف باسم “نزل جنة للضيافة” يأتنس به كل مطرود من عالم الدنيا. كانت المقبرة الملاذ الجامع للمتناقضات؛ حيث استقرت فيه بسلام أجساد من لفظتهم أيديولوجيا العالم؛ (أم تلو) التي رفضت الكنسية دفنها، ووالد صدام (الذي قتل عند مركز الشرطة) وأخيرًا والدة جبين الرفيقة ماسي ريفائي.

وبين عالم تِلُو المعمارية، التي تعكس هي الأخرى عالم العُنصرية والانتهازية التي يعيش فيه مجتمع الطبقة المخمليّة، ومن ثم تهرب هي الأخرى من الحي الدبلوماسي الذي كان يقيم فيه ابن السفير شيفاشنكار هاريهاران، إلى مجتمع أنجم، وتقيم معها في نزل جنة للضيافة. فتكشف بهذا الانسحاب انتهازية العالم الذي تركته، ناشدة البراءة والنقاء.

التوالد والتشعُّب

تتميز الرواية بالتشعُّب في الحكاية، حيث تتوالد حكايات من حكاية، وكأننا إزاء بكرة خيط تتداخل الخيوط باختلاف ألوانها؛ لتكوِّن في النهاية لوحة البازلت الخلّابة، التي لا تبرز فيها الخيوط منفصلة، بل مدغمة في تكوينها الكليّ، حيث تقدُّم صورة دقيقة أقرب للتوثيق والتسجيل لمجتمع الهند في كافة ظروفة، من خلال شهادات لجنود أسرى مُورس عليهم التعذيب (الصبي إعجاز وشهادته)، وشهادات الأفراد على جريمة مقتل جالب قدري، وتأكيدهم بأن القاتل هو الرائد سنج. أو تقارير طبيّة ترصد للمعاناة النفسية (زوجة أمريج سنج)، وحوادث مختلفة، وأيضًا عن طريق يوميات أو منقذات موسى التي أرسلها إلى تِلُو بعد الفيضان في كشمير.

وهي حكايات بسيطة تكشف عن الصراعات داخل الأحزاب، وأيضًا هواجس الخوف التي هيمنت على العسكريين، وعلاقات التوتر بين الأجهزة الأمنية والمجاهدين. وهناك أيضًا مذكّرات تحقيق، كما في طلب لجوء أمريج سنج وزوجته. فالحكايات المتولدة بقدر ما أنها تأتي في إطار حكائي تخييلي، إلا أنها تعكس جانبًا مهمًّا من البني الإيديولوجية الحاكمة، فحكاية صدام ابن الحياة، الذي تخفّى خلف اسم ديكتاتور عربي بغية الانتقام من قتلة أبيه، تعكس واقعًا فاجعًا، وبنى الوعي المهيمنة والمحركة للهندوس، وبالمثل حكاية المقاول صديق أنجم الذي ذهب إلى العراق.

لا تتورط الكاتبة في صيغة المؤلف الضمني مع الوقائع، بل تسرد بحيادية، فكما تعرض للانتهاكات التي تعرّض لها المسلمون لأسباب عدة، كتحديد النسل، وهو ما تبلوّر في خطاب عنصري من قبل الرجال ذوي الأزياء الزعفرانية “ما للمسلمين إلا مكانان، المقبرة أو باكستان” أو تلك التي تعرضوا لها من الهندوس، تعرض أيضًا لصور من الإرهاب الذي تعرَّض لها الهندوس من الجماعات الإسلامية، التي لم تتوانَ عن إحراق المئات في قطار الجوغارات، بعد أن شاركوا في شعيرة وضع حجارة في أساسيات معبد هندوسي عظيم، بُني على أنقاض مسجد هدم قبل عشرات السنوات على أيدي حشد زاعق من الغوغاء.

ليست قيمة الرواية في موضوعاتها التي نسجتها الروائية باقتدار، بل في  تقنياتها الأسلوبية، التي تمكنت من خلالها أن تتحايل على الملل الذي يتسرب إلى قارئها من قراءة رواية ضخمة بهذا الحجم، خاصة وقد بشّرنا كالفينو “بأن عصرنا لم يعُد عصر الروايات الطويلة“. فكسرت الملل بتقنيات حديثة، وعملت على إحداث التشويق، بتقنيتي القطع والتضفير، حيث زاوجت بين الحكايات والشهادات، والتوثيق وهو ما جعل حكايتها تتقاطع بين التخييلي والواقعي / التاريخي. فتتوازى عين الراوي مع عين المؤرخ في سرد الكثير من التفاصيل، التي قدمت صورة تاريخية متسلسلة زمنيا لهذا الصراع، وطبيعته ودوافعه.

تتقاطع شخصيتا أنجم وتلو، على رغم بعد عالميهما، حتى تصل بينهما لا فقط على مستوى لجوئهما إلى ذات المكان، بل كانتا شاهدتين على مآسي ومذابح وحملات إقصاء وقتل وإبادة، إضافة إلى أن كلتيهما اعتنت بطفلة، أنجم بزينب، التي وجدتها تبكي على درج جامع، فصارت هي الحب الوحيد في حياتها. وتِلُو اعتنت بالطفلة جبين وقد وجدتها في ساحة جنْتر منْتر، وظروف العثور على الطفلتين واحدة، في إدانة كاملة الحروب التي يتجرع ويلاتها الصغار قبل الكبار.

في نهاية الرواية يلتقي موسى مع جارسون هوبارت كما كانت تطلق عليه تِلُو أو “بيبلاب داسجُبتا” الضابط في المخابرات، بعد أن استقال الأخير من عمله في مكتب المخابرات، كان موسى ذاهبًا إلى الشقة التي استأجرتها تِلُو من جارسون، وأخفت فيها منقذات موسى، ولكن كان جارسون قد اضلطع في وقت سابق (أيام تنسُّكه وزهده) على هذه الأوراق، وتأكّد من أن موسى لم يمت في ليلة هجوم أمريك سنج على العوامة، ويدور بينهما حوار عن كشمير، قال جارسون: “إنكم قد تكونون على حق في نهاية المطاف، ولكن لن تنتصروا أبدًا”. أجابه موسى وهو يُقلِّبُ القِدْر الذي كان يُعدُّ الطعام فيه: “بل على العكس تمامًا. لقد انتصرنا تمامًا”.

ثم تأتي النقلة الأهم في الحوار، عندما أراد منه الضابط لبيبلاب أن يستفسر منه هل قتلَ أمريج سنج أم لا، فيقول: “إنه لم يفعل”، ولكن جعله يقتل نفسه بنفسه، ثم أشار إلى أن كشمير يومًا ما سوف تحعل الهند تدمّر نفسها بهذه الطريقة أيضًا. يتماهى صوت موسى مع صوت المؤلف الحقيقي عبر المؤلف الضمني (أرونداتي روي). فروي لا تحلم كما الآخرين “بإمكانية خلق عالم آخر” فالحروب الرأسمالية العبثية بكل ما تحمل من جشع لتضع الكوكب تحت التهديد، وتملأه باللاجئين، وإن كانت تحمّل حكومة الولايات المتحدة أو الدولة المارقة كما وصفتها، نتائج هذا العبث.

في الأخير، روي كاتبة كبيرة مزجت السياسي بالاجتماعي وخلقت عالمًا أقل ما يوصف بأنه “مبهر منسوج بإحكام”.

مقالات من نفس القسم