صدر عن دار ثقافة في بيروت، رواية الكاتب العراقي المقيم في مدريد عبد الهادي سعدون، وجاءت الرواية بـ 176 صفحة زينت غلافها لوحة الفنان الإسباني غويا.
تدور الرواية على لسان الكلب العراقي المدعو (ليدر). وهي تذكير لتقاليد حكائية تدور على ألسنة الحيوانات وإن جاءت بأسلوب وبنمط روائي معاصر، عليه هي تقارب بأسلوبها الروايات البكاريسك (الصعلوكية) من خلال تتبع حياة الواحد منذ لحظة ولادته حتى نهاية أيامه
يسرد البطل في مذكراته الوقائع الغريبة والأحداث العجيبة التي جرت له في 28 فصلاً: ولادته عند نهر دجلة، رفقته لصاحبه المعلم المعارض السياسي لأوضاع البلاد في ظل الحكم البعثي، رحلات الصيد، ظروف تشرده وحبسه وانفصاله عن صاحبه. فقدانه لعائلته و تهجير أشقائه ومن ثم موت معلمه على يد الغوغاء بعد أن عانى من سجون الحكم السابق. يتابع ما جاءت به الأوضاع الجديدة بعد سقوط الطاغية وما حدث للبلاد من انقلاب عصف بكل شيء. تنقلاته الكثيرة ما بين مدينة واخرى ووضع وآخر والكلاب التي يلتقيها في ترحاله. العصابات الكلبية، الأشقاء المبعثرون كل في جهة ومصير مختلف، الأصدقاء والأعداء المتنامين، الحب المتأخر والفقدان الدائم، حتى هروبه الأخير من البلاد والإقامة في بلد آخر ( لا أريد أن أذكر له إسماً؛ على حد قوله) ومن ثم انتظار لحظته القادمة مركزاً اهتمامه على كتابة مذكراته الكلبية هذه كي تنفع بترك آثاره للقادمين ممن يرغبون بسرد وقائع حياتهم.
البطل الكلب (نتاج تزاوج سلوقي عراقي وسوبيسو إسباني) كلب حكيم يتقن أكثر من لغة تعلمها على يد صاحبه المعلم، محب للقراءة ومراقبة البشر، صياد حاذق سيكره القتل ويتحول إلى كلب نباتي بعد أن مقت الدم والطرائد. سيدرك بعد مسار حياته المليئة بالمواقف المتباينة أن كل واحد منا يخط طريقه بنفسه، وهو الطريق المحتم علينا أن نقطعه رغم الانعطافات و التغيرات التي نجربها في حياتنا القصيرة.
من المعروف أن الكاتب عبدالهادي سعدون (بغداد 1968) سبق وان أصدر كتباً عديدة في الرواية والقصة والشعر والدراسات، فضلاً عن عشرات الأعمال الأدبية المترجمة من الإسبانية للعربية. يكتب وينشر باللغتين العربية والإسبانية، كما ترجمت بعض أعماله للغات مختلفة مثل الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية و التركية.