صوفى أندر جراوند ـ Soufi underground

محمد الفخراني
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد الفخراني

تسمعين موسيقا الأندر جراوند من غرفتى، لن تحبيها فى البداية، تسألينى عنها، أقول لك: “موسيقا أندر جراوند”، تتساءلين: “أرضًا هه؟”، أبتسم: “أندر.. أندر جراوند”، تقولين: “أرضًا جران؟”، تُكرِّرينها: “أرضًا جران، أرضًا جران”، وتحصلين على الإسم الصحيح: “أرضًا جيران”، تقولينها بفرحة، “موسيقا أرضًا جيران”، يعجبكِ الإسم، ويعجبنى، أقولها “أرضًا جيران، لم لا؟”، بالنسبة لهذه الموسيقا، كل شخص فى العالم هو جيران، والأرض تتَّسع للجميع، أرضًا جيران فعلاً، تقولين إنَّ لهم طريقة غريبة فى الحزن والفرح، ليست حزنًا ولا فرحًا، هى أيضًا لا تُشبه أىّ فرح أو حزن، فى الوقت نفسه تُشبه كل فرح وحزن، هذا صحيح جدَّتى، ستشعرين أنهم يُغنُّون لك، عنك، عنى، عن أنفسهم، عن الأرض، الجيران، البشر، إذن الاسم الذى أطلقتيه عليهم يُعَبِّر عنهم “موسيقا أرضًا جيران”، وأُغَيِّر اسم ملف الموسيقا المُخصَّص لهم على اللاب توب من “أندر جراوند” إلى “أرضًا جيران”.

تسألينى عن اسم الولد الذى يُغنِّى، أو البنت، أحيانًا تكون فرقة، “حلو الأرضًا جيران”، تقولين، أُردِّدُها “حلو الأرضًا جيران”.

 بعض “الأرضًا جيران” يأكلون فى مَطعمكِ، مطعمنا، ويؤلِّفون لكِ أغنية اسمها “حبيبة المنيرة”، كنا نُغنِّيها أنت وأنا معًا، أُغنِّيها لك الآن، لكنك لا تذكرينها، أنا أُصدِّق أنها تتمشَّىَ فى مكان ما بداخلك، على الأقل لها طيف هناك، صدى ما زال يتردد فى عالم روحك، أنا أحبها، أحبك، وأنتِ.. أجمل عينان أُغنِّى لهما.

تشترين لى ملابس من محلات راقية بوسط البلد، لتُعوِّضينى برأيك عن الملابس التى أشتريها بنفسى من أماكن رخيصة أحبها، أو من باعة فى الشارع، ملابس تلائمنى أكثر، أشعر فيها بالحرية، الخِفَّة، والبساطة، تُعبِّر عن شخصيتى، الملابس التى ستقولين عنها “ملابس أرضًا جيران”، أبتسم، ومن وقت لآخر أطلب منك أن تختارى لى طقم “أرضًا جيران” لأقابل به أصدقائى، وأضع فى يدك “المِشْطَة” لتُمَشِّطى لى شعرى الأهبل.

ملابس “أرضًا جيران” وشعر أهبل، أحب هذا.

تقفين فى باب غرفتى وأنا وسطَ موسيقا صوفيَّة، أرى دموعًا جميلة فى عينيك، نور، وفرحة، ترفعين يدكِ لى كى لا أتكلم، تقولين “أعرف هذه الموسيقا”، طبعًا، أنت تعرفينها جدَّتى، تقولين “صوفيَّة، موسيقا صوفى”، أبتسم، وأمسك بيدك أُجلسكِ فى مقعد قريب من اللوحة التى أعمل عليها، أرسم، ونستمع معًا إلى الملفّ الصوفى الذى أُسمِّيه “طيران الروح”.

سأُسْمِعُكِ مِكْس من الصوفى والأندر جراوند، طَعْمُه أرضْسَمَاوى، يُعجبكِ، وتُحبينه، أنتِ أيضًا تُعجبينه، ويحبك.

جدَّتى، أُحب عندما تظهرين فى باب غرفتى، وتقولين لى “شَغِّلى لى أرضًا جيران”، أو “طَيّرى لى روحى”.

وأنتِ.. أجمل عينان أطير فيهما. 

……………..

*مقطع من رواية: زهايمر حبيبة ـ قيد الإصدار

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون