ريح السموم

ريح السموم

صفاء عبد المنعم

شىء يدخلنى بقسوة ووحشية، شىء لا أعيه تماما، ولكن مدركة حين يهزنى هزا عنيفا، أشعر بثلج فى صدرى، وعرق غزير يملؤنى .

يوم قلت لها: أحبك .

لم أدر من المخطىء ، فقط تملكنى شعور بالإحباط ، وأنصرفت مسرعا .

كنت أداعب أحلاما صغيرة تقفز فى صدرى .

ولد وبنت .

 هل انا همجى ؟

هل وصلت إلى حد الفوضى ؟

وتجاوزت حدودى ؟

فى العمل وجدت ورقة على مكتبى تحذرنى ( أنا لا أحب فى الحياة أمثالك )

إلى الآن لم اعرف ، لم ، لم أترك المكان فورا ، فقط أنكمشت داخلى وهربت .

على السلم قابلتنى مروة .

لم ابتسم ، لم انظر إليها ، ام أنزل سريعا .

تركتها واقفة ( كم نحن مجروحين بالحب )

تفاجئنى فى لحظة طائشة ، أن العالم لم يعد حولنا .. وأننا معذبون بالمفاهيم والحب والعادات القديمة .

وللأوز الأخضر جناحان ، ولى أم تطبخ وتكنس ، وتغنى ، وآخر الليل تجمعنا ، ترسم دائرة وتسمينا ..

أنت ابن السلطان

وأنت بنت الفوال .

ونطير .. نحلق ، نرتجف بين الأحضان الصغيرة ، ويجرى كل منا ، وتحكى لنا أمى عن بلاد للغز ، وبلاد الهند ، وبلاد يخرج إليها أبى .

وأجرى خلف البنات الصغيرات ، أنجيل وفاطمة وسناء ومريم ، ويروق لى أن أقف جوار أمى ، واسرق كبدة البطة والبصل المشوى .

فتجرى فاطمة ورائى وتلحقنى .

والله لأموتك ياوديع .

بحبك يابنت .

بحبك يافاطمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مقطع من رواية بنفس الاسم

 

خاص الكتابة

 

صدر لها: أشياء صغيرة وأليفة - بنات في بنات - حكايات الليل - تلك القاهرة - أنثى الخيال - بشكل…

مقالات ذات صلة

أقسام الموقع