حكاية القطط الثلاث

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 38
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أيمن الأسمر

يبدو أن حكايات القطط قد أصبحت جزء أساسيا من حياتنا، فبعد “حكايتي مع القطة المشمشية (2)” بوقت قصير، وبالتزامن مع “حكايتي مع القطة المشمشية (3)” ظهرت في حياتنا ثلاث قطط جديدة رضيعة، كانت القطط الثلاث صغيرة وضعيفة بشكل لا يصدق، ويبدو أنها كانت حديثة الولادة فهي لا تزال عمياء، ولسبب ما فقدت أمها فوجدناها وحيدة تستغيث بالشارع الذي يطل عليه بيتنا، لكنها لم تكن قطط مشمشية اللون بل كانت اثنتان رماديتان والثالثة سوداء، وبالطبع لم نتمكن من تركها هكذا في الشارع دون عائل، فقمنا بتبنيها واصطحابها إلى البيت واحتلت مكانها أمام باب الشقة، بدأت زوجتي في إرضاعها لبنا مخففا بالماء بوسائل مختلفة، وعلى الفور أصبحت القطط الثلاث مثار اهتمام كل أفراد الأسرة، ورغم صغرها الواضح وضعفها الشديد إلا أنها كانت مثلها مثل أطفال الحيوانات أو حتى البشر تتميز بخفة الحركة وطرافة التصرفات، فقد عرفت سريعا الأوقات التي نطعمها فيها فتلتصق مبكرا بباب الشقة من الخارج وتبدأ في المواء بشكل متواصل لتنبهنا لانتظارها لوجبتها، وبمجرد أن يفتح أحدنا باب الشفة تندفع بسرعة خارقة إلى الداخل فلا يستطيع أحد منعها، إلا أنه مع مرور الأيام والأسابيع واستمرارنا في رعايتها بقدر الإمكان داهمها المرض وبدأنا في فقدها واحدا تلو الآخر، بدأ ذلك قبل وفاة أمي بأيام واستمر بعدها لأيام أخرى، كأنها ظهرت في تلك الفترة من حياتنا لتمهد لموتها وتذكرنا أن الموت هو النهاية الحتمية لكل الكائنات الحية، فقدنا القطة السوداء أولا وسبب ذلك حزنا كبيرا لنا وبصورة خاصة لأولادي الصغار منهم والكبار، ثم بعد أيام أخرى فقدنا قطا آخر ولم يبق لنا إلا قط واحد، ظننا أنه سيكون الناجي الوحيد من بين إخوته لتميزه بالنشاط والذكاء، إلا أنه بعد أيام من بقائه وحيدا ظهرت عليه هو الآخر علامات المرض فأصبحنا نتوقع لحاقه بإخوته في أي وقت، وهو ما حدث بالفعل سريعا، وهكذا فقدنا القطط الثلاث بعد أسابيع قليلة من استضافتنا لهم، ولم تنجح محاولاتنا المستمرة في تعويضهم عن حنان ورعاية أمهم المفقودة.

 

 

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب