يعود وحيد الطويلة لنسج حكاياته التى استقاها فى رحلاته فى أوطاننا العربية المليئة بتاريخ من البطش والديكتاتورية والدماء من خلال فضول الصحفي وروح الروائي والتى – على ما أعتقد – ظلت مختمرة تنتظر السياق المناسب لإخراجها . وهل من سياق أفضل من أن يقع الجلاد بعد هزيمته تحت يدي الضحية ليحكى الطويلة عن إشكالية الضحية والجلاد .
” أنا لا أحكي عن التعذيب، فمائة رواية كتبها كتّاب من مختلف بقاع العالم لم تشف غليل أحد ولا جعلت السلطة تتوقف عن التعذيب، ولا جعلت الجمهور الغبي يقف ضد التعذيب …مائة رواية ومائة كتاب وفيلم امتلأت بالدم وصراخ الضحايا ولا من مجيب . “
كان سعد الله ونوس يشعر بمذاق المرارة يتجدد كل مساء بانتهاء تصفيق الختام وخروج الناس كما يخرجون من أي عرض مسرحي فلا يتحول التحريض إلى فعل ثوري من خلال مظاهرة أو اعتراض على الواقع المذل. والطويلة يدرك ذلك أيضا لكنه يحاول تثوير وعى القارئ وطرح أسئلة عديدة من خلال ” حذاء فيلليني ” حول صناعة الديكتاتور الإله ، والتشوه الفكري والأخلاقي للجلاد ، والسبيل أمام الضحية لتخطى قهره وإذلاله .
لماذا فيلليني ؟
” أحكي عن تعذيبي وحدي، أنا الآن فرد عنّين الروح، وهو أيضاً فرد برتبة جلاد، أو جلاد برتبة فرد، اشف غليلك وعقِّم جراحك، جراح روحك التي لم تندمل يوماً، هذا هو سبب علاقتك الخاصة بفيلليني التي لا يعرفها أحد، وبجملته التي عرفت طعمها الآن: لا شيء أصدق من حلم. حلمت أن تقابله لتقتص منه، وجاءك على تروللي برقبة ملتوية معوجة، جاهزاً للذبح كما لم يحدث في أفلام فيلليني نفسها. “
لمذا يختار وحيد الطويلة ذلك المخرج الذى نمت أفكاره فى طفولته ما بين المدرسة الكاثوليكية التى انتقدها عبر أفلامه وعروض السيرك ومؤديي المسرحيات الهزلية التي كانت تعرض في مدينته، ليجعل حياة بطل روايته وقفا على جملة له ؟ أنه الحلم ” لا شئ أصدق من حلم ، الأحلام آخر ما يموت ” ، القدرة على صنع حياة أخرى من خلال الأحلام ، فهو المخرج الذى “يصور أحلامه” بحسب تعبير الكاتب والشاعر الإيطالي ألبرتو مورافيا ، الخيال فالحياة بدون خيال شئ بشع إن لم تكن موتا كاملا .
نال بطل الرواية لقب فيلليني الشام أو مجنون فيلليني فهو يحاول السير في حذاءه ، يحاول أن يبدأ بحلم يعمل على تحقيقه كما كان فيلليني يحقق أحلامه ولو من خلال فيلم بدلا من الكوابيس التى ترهقه وتحيل حياته إلى جحيم.
فيلليني هو ملاك اليمين للبطل هو الدافع لنهوضه من عثراته وإحباطه وهواجسه ورعبه ، هو من يشير إلى بداية جديدة أو دعوة لكتابة سيناريو مختلف لفيلم يسمى حياة مطاع بطل الرواية.
فيلليني يحب شخصياته ويعني بها ويحول أحلامه إلى أفلام ، والطويلة يحاول أن ينتصر لشخصيات روايته ولو من خلال مشهد فى فيلم لفيلليني .
الطويلة والمرأة
فى روايته السابقة ” باب الليل ” التى تدور حول العالم السري للمقاهى فى تونس فترة حكم بن على يعرض الطويلة لنماذج نسائية قهرها الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي باعتبار أن الفئات الأكثر تهميشا هى الأكثر عرضة للتأثر والتأذى أو بعلاقة براجماتية بين صاحبة المقهى وأحد الضباط ، وذلك فى مزيج مع عشق الراوى لتفاصيل الأنثى الجمالية الشكلية والنفسية وشغفه بالمرأة فنيا وانسانيا.
أما فى ” حذاء فيلليني ” فنرى العلاقة بين السلطة والمرأة أكثر وضوحا
” معظم الضباط لا يريدون سوى الفلوس والنسوان، ينبشون الجيوب والأجساد، يرمون جثثهم، يحصدون الطاعة ورائحة الأفخاذ، هكذا قالت، لا ظهر لي في الدنيا، تتمنى كل النساء الحب، وفي لحظة ما يفضلن الأمان على الحب، وحين يحط الخوف ينسين كل شيء حتى أعمارهن وأعياد ميلادهن. “
المرأة هى وسيلة إشباع سادية الجلاد والملاذ للضحية ، هى الجنس للجلاد والحب للضحية ، هي فريسة الجلاد وصيادة العشق والانتقام للضحية .
المرأة فى حذاء فيلليني ضحية للجلاد يقتاتها ليفرغ فيها هوسه بالتعذيب أو استعراضا لسلطته ، فهو يروي شبقه مرة بدم الرجال ومرة بماء النساء، بالعسل المسفوح. ففى أنظمة المواطنون فيها ليسوا أكثر من عبيد للديكتاتور الإله يستطيع زبانيته أن يدوسوا على البشر ، بل وعلى إحساسهم بالشرف الذى ينتهك عبر انتهاكهم لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم .
والمرأة هى من تلجأ إلى الحيل والانتقام وكيد جبروت الجلاد عبر خداعه والتلاعب بجلادين مختلفي الدرجات ، كما تنتظر اللحظة المناسبة للانتقام لتعتصر سنوات تعذيبها قطرة قطرة من جسد وإحساس جلادها.
والمرأة هى الملجأ والملاذ والحضن والمرفأ الأخير للضحية بطل الرواية ، فبالحب يستطيع الضحايا تقوية بعضهم البعض واستكمال الحياة وربما مقاومة الجلاد فى يوم من الأيام.
الأصوات:
تنقسم شخصيات حذاء فيلليني إلى رواة يسردون حكاياتهم على أجزاء متشظية زمنيا ليقوم القارئ بتجميع تلك الأجزاء ليرى الصورة كاملة وبين شخصيات نعرفهم من خلال سرد الرواة .
أتاح الطويلة لكل شخصية أن تعبر عن نفسها وطريقة تفكيرها واتجاهاتها التى تكونت عبر ترسبات الأحداث التى مرت بها الشخصية فيجد القارئ نفسه وكأنه قاضى تترافع أمامه الشخصيات فلا يلجأ إلى التعاطف ولكن التفاعل معها والتفكير فيهم كبشر ليسوا ملائكة ولا شياطين ، بشر يكونون جلادين ولكن أيضا آباء وتظهر انسانيتهم ولو للحظات عبر مسيرتهم الدموية ، وبشر ضحايا لمنظومة القهر وصراعهم بين الإبقاء على انسانيتهم أو التحول إلى جلادين آخرين عبر الانتقام ودائرة الدم والقهر .
” .. أنت عشت حياتك تعتقد أن عليك محاسبة الناس في الأرض كي لا يتعب الملائكة في أوراقهم يوم القيامة، أقمت القيامة قبل ميعادها، صنعت من نفسك ظلاً للشيطان والإله معاً على الأرض، وتتخيل نفسك قائد فيلق تقودنا يوم القيامة لتسليمنا طائعين مطأطئين، خالين من كل سوء.
.. مهمتنا الأساسية أن نروِّض الشخص لا أن نقنعه، وعليه لا يمكننا أن نترك الأمور لتصاريف القدر، لا ينبغي أن تنتج الأمة بشراً على غير هوانا. “
أتاحت تقنية الأصوات التعبير عن الصراع النفسي للشخصيات وحواراتهم الداخلية ، بل وينشأ الطويلة حوارا بين نزعات الانتصار على الماضى من خلال المضى فى الحياة وتجاهل تاريخ القهر ، وبين الانتقام والحياة مع ذنب الدماء ، من خلال حوار فيلليني والشيطان ، حوار مطاع ومطيع وجهي الشخصية الرئيسية للرواية ، وأيضا حوار صامت يدور بين عقلي الضحية والجلاد يفند به هذه الإشكالية وكيف ينظر كل منهما للآخر.
الديكتاتور الإله وجلادوه
” هل تعرف شعور ماو، عندما تهتف باسمه ثلاثمائة مليون حنجرة في توقيت واحد في قلب بكين العاصمة؟… في هذه اللحظة يولد ماو آخر اسمه الإله ماو، ربما لا يعرفه هو وربما حلم به في أحد الكوابيس ورآه فجأة أمامه.
في هذه اللحظة تحديداً يفقس الديكتاتور جلادين، يدخل في عقولهم، يبدل أمخاخهم بأشياء أخرى، يحقنها، فيقدسونه ويسبحونه، يتحدثون باسمه ويدافعون عنه بكل الوسائل التي تخيلها ولم يتخيلها، ويصيرون كائنات أخرى على مقاس مقام جلالته.
أنت واحد من هؤلاء، أنتم من تصنعون الجلاد، الرعاع هم مطيته ووقوده، لا يفلحون في شيء آخر بعد صناعته سوى عبادته دائماً ورجمه أحياناً. “
كان وحيد الطويلة ديمقراطيا بما يكفي لنسمع صوت الجلاد ونعرف كيف تحول من شاب من أسرة موسرة كسرت السلطة أنفها لتصل إلى يقين أن السلامة فى أن يصبح أحد أبناءها واحد من رجال السلطة إلى جلاد يعشق رائحة الدم، الوجوه المكلومة، المرعوبة، الأرواح المكسورة، الأنوف النازفة كرامتها، الانسحاق، التذلل، صعقة الكهرباء، المطارق، كماشة نزع الأظافر وكماشة نزع الروح، ثم بعد ذلك اليقين بأنه المنقذ لها من الضلال والزندقة.
ولكنه يشير إلى البداية ، بداية تكون نظام قمعي يحكمه الديكتاتور الإله مشيرا إلى كيفية تعامل السلطة مع أبناءها وصراعاتهم الداخلية ، بل يشير إلى أن هذا النظام هو نتيجة شبه تواطؤ بين من سعوا إلى لعب دور الجلاد للتمتع بالقوة ( حتى لا يسألهم أحد : أين بطاقتك ) وبين من ارتضوا أن يكونوا عبيدا يسبحون بحمد الديكتاتور الإله .
” هل ينام ملك التعذيب بعد أن خرج على المعاش؟ هل يستريح ليعدِّد ضحاياه على كفوف يديه ورجليه؟ لا أسألك بل أجيبك: لا ينام. “
لم يسع الجلاد إلى كسب تعاطف القارئ ، لكنه يعرفنا إلى أنه ترس فى آلة القهر التى يديرها الديكتاتور ومراكز القوى وأصحاب المصالح فى الوسية الخاصة به التى يطلق عليها دولة ، كما يشير إلى احتمال وجود جانب انساني فى حياته الشخصية ولكنه يختفى وراء التشوه الأخلاقي الفكري والجهل الانساني الذى يسمح بأن يكون التعذيب والقهر والدماء عقيدة له .
” لقد أفنيت عمري كله في خدمة هذا الوطن، نذرت كل وقتي لأبنائه، أسعدت خمسة وعشرين مليوناً، ضحيت براحتي وراحة بيتي من أجلهم.
هل كل من عذب مجرماً صار جلاداً!!! المجرم الحقيقي هو الذي يترك واحداً يعبث في مؤخرة الوطن أو حتى أنفه.
وجملة واحدة صارت لبانة في فمه طيلة أيامه الأخيرة قبل الذبح: لا نعذبهم، نحن نعلِّمهم كيف يحبون وطنهم بطريقة رشيدة. “
قد يستمر الجلاد فى ساديته لمدد قد تصل إلى ثلاثة وعشرين أو ثلاثين أو حتى اثنين وأربعين عاما ، ولكن لا تتغير أفكاره أو نظرته لما يقوم به بأنه فى خدمة الوطن وسعادة أبناءه ، فخضوعهم هو ما يحافظ على تحقيق الاستقرار والأمان و إلا تنازعتهم الأفكار الثورية المدمرة فإما الخضوع وإما الفوضى ، فالنظام هو أبوهم الذى يعرف الصالح لهم وهو الذى يمنح ويمنع ، ويكافئ ويعاقب .
“- سوري؟
– سوري، مصري، تونسي، كلها بلاد واحدة وكلنا واحد.
بعد المحاضرة كانت يده الطيبة على كتفي وابتسامته تحاصرني وسؤال يتيم:
هل تعرضت للتعذيب من قبل؟ “
بالرغم من وقوع بعض الأحداث فى إحدى دول أوروبا الشرقية مع ذكر لماو وستالين وفاليسا وكيم إيل سونج ، وذكر بعض الوقائع التى تشير إلى بلد عربي محدد إلا أننا لا نستطيع أن نجزم جغرافية الرواية إلا أننا نستطيع أن نرى أنها إدانة للأنظمة العربية القمعية التى أخذت فى فترات تاريخية بالإيديولوجية الاشتراكية والشيوعية قناعا من خلال شعارات جوفاء تشحذ الوعى القومى – المرتخى – كما تصفه الرواية .
مطاع – مطيع :
” الحديث عن التعذيب ليس بالجمل المتوارثة، كل حكاية هي حكاية جديدة ومؤلمة حتى في الكتابة، الذين تحدثوا عن تعذيبهم قلة، والذين سكتوا هم الكثرة، بلعوا ألسنتهم خوفاً ورعباً، هو من أسكتهم، هذا الرجل أسكتني، جعل لساني خلف حلقي وعينَي ّبلّورات من حجر. “
يهدى وحيد الطويلة روايته إلى الذين صرخوا ولم يسمعهم أحد ، وإلى الذين لم يستطيعوا أن يصرخوا . فتتعدد الضحايا داخل الرواية ولكن تظل شخصيته الرئيسية حائرة بين مطاع اسمه الحقيقي و مطيع الاسم الذى فرضه عليه الخضوع والقهر والتعذيب ، هو من ضمن السائرين جنب الحيط وبتعرضه للتعذيب تتهشم روحه وتنحصر حياته فى صوت جلاده ، وحيرته الحقيقية بعد وقوع الجلاد بين يديه منكسرا وضعيفا فهل ينتقم أم يتابع حياته ؟
” مهمتنا الأساسية أن نروِّض الشخص لا أن نقنعه، وعليه لا يمكننا أن نترك الأمور لتصاريف القدر، لا ينبغي أن تنتج الأمة بشراً على غير هوانا. “
أحببت أن أحميك من نفسك لتعيش سعيداً مستقيماً، لم يكن مطلوباً منك أن تعترف كما تتخيل، مطلوب منك أن تبدي الذل كي تستطيع أن تعيش معنا. “
هل القبض على مواطنين وتعذيبهم فعل عبثي ولاعقلاني من السلطة الغاشمة ؟ الرواية تجيب أن جلادي السلطة لا يبحثون معترفين لقضايا ليغلقوا ملفاتها لديهم أو حتى ليشبعوا ساديتهم – فقط – ولكن الهدف هو خلق مواطن خانع خاضع ذليل لا يفكر فى أى فعل قد يكدر صفو السلطة بل لا يفكر على الإطلاق ولماذا يفكر ولديه أبوه – النظام الذى يرعاه ويعرف ما هو أفضل له فعليه أن يقبل كل ما يراه هذا النظام وممثلوه .
ما لا تعرفه السلطة أنها تصنع ببطشها وغبائها أبطالاً، ثم تستدير تعدُّ العدة لمقاومتهم أو على الأقل تصنع قنابل انتقام موقوتة قد تنفجر فى رجالها أو فى وجهها هى ، ولكن مطاع – مطيع لم يحلم بثورة أو بتغيير للنظام ولكن أراد حلا لحياته التى استحالت إلى جحيم ووقع فى حيرة داخلية بين ما سيفعله فى جلاده هل ستتحقق السكينة بعد أن يسقيه من نفس ما أسقاه له من تعذيب وقهر أم أن انتصاره عليه يكون من خلال إفشال هدفه من تعذيبه بأن يصبح صوتا حرا قادرا على متابعة حياته بشكل طبيعي دون خوف ؟
هناك حياة أخرى ممكنة، لا يجب أن تتماهى مع الجلاد حتى لا تقع فريسة لروحه الشريرة، أو لشبحه الذي يحوم حول سريرك، عليك أن تنسى كلمة ليت، ليس صحيحاً أن النار تدمر كل شيء، تبقى دائماً بارقة أمل، لا تنسَ أن تمنحه لحبيبتك، للشوارع، للمرايا، لمفاتيح الكهرباء، للشروخ في الجدران، الأمل رشوة يقبلها الجميع. “
فهزيمة الجلاد ومنظومة القهر تكون من خلال الانعتاق من سطوة تنميطها للبشر وإخضاعهم لزبانيتها ، التحرر بالأمل والحب وهذا لا يعنى أن الضحية قد سامحت الجلاد بل تحررت من سطوة التفكير فى تعذيب الجلاد لها وفتح أفق جديد للارتماء فى حياة جديدة فبهذا يكون الانتقام من الأفكار التى تغلغلت في رأس الجلاد لخدمة السلطة، من نظرته إلى نفسه وإلى البشر الرعاع وقود ساديته وغضبه وانتقامه.
وإن كان هذا يدعونا للتساؤل وهل إذا استطاعت ضحية أن تتغلب على جلاد هل ستتركها بقية الجلادين ممثلي هذه المنظومة فى تحقيق سكينتها وقدرتها على الحياة أم سيقابل مطاع جلادا آخر يحاول تحويله إلى مطيع مرة أخرى ؟
” عليك أن تحرمه من شيء يحبه حتى ترتاح، وفي حالتك أنت أتصور أن تلتفت إلى مستقبلك حتى تحرمه من وقوعك أسيراً لماضيك وهو ما يتمناه هو وغيره كي تظل ترساً في آلته التي لا ترحم، مسخاً لواحد جعلوه مسخاً، تعرف، عليك أن تصنع من نفس الأفيش فيلماً جديداً كما يقول صاحبك فيلليني، لا تنس أن حذاءك الذي اشتهر بأنه حذاء فيلليني ربما يكون هو من أوقعك، كانوا يشيرون به عليك: الذي يلبس حذاء فيلليني أو مجنون فيلليني. “
عليك أن تصنع الفيلم الخاص بك بالحب والأمل ، أن تصنع من نفس القالب الذى فرضه النظام على ملايين البشر لتنميطهم وإخضاعهم حياة تستحق أن تُعاش لا أن تهرب منها أو تشعر أنك ميت بقلب ينبض ، أن تصنع من نفس الأفيش فيلما مختلفا رائعا . أن تظل تفكر فى تحقيق أحلامك لا أن تبقى تحت سطوة الكوابيس التى سترهق روحك وعقلك . فى مواجهة منظومة للقهر والظلم تحول الانسان إما إلى جلاد أو إلى ضحية عليك أن تلبس حذاء فيلليني لتمشى به على صخور الواقع الموجعة نحو أفق الحلم البعيد .