حب الرمان
...
أحببت رجلا يشبه الرمان
هكذا أجبته
حينما سألني: أي فاكهة أُشبه بِدَوري؟
كانت إجابتي عَفوية
لكنها تُثبت صحتها مع الوقت
...
أحب الرمان كثيرا
لا يبدو لي جذاب القشرة
تتراءى لي سميكة وصعبة المِراس
أُعالجه بسكين حاد
ليُظهر مكنونات قلبه
أحتاج لقفازات بلاستيكية لتقشيره
وبالرغم من ذلك يُسَود أظافري
ويجعلني مثل أطفال الشوارع
ربما أتلذذ بتقشيره أكثر من التهامه
...
يبدو لي ذا حبات متلئلئة
حمراء ولامعة كجواهر حقيقية
بأشكالهاالهندسية غير المنتظمة
رغم اجتماعها في خليتها البيضاء
...
أبتهج باستخراجها مكتملة
حَبَّة بحَبَّة
كأنني أنبش أثرا
وأُخرجه من كهفه
أجمعه في وعاء شفاف
أضيف إليه ماءه والسُكر
أحيانا أتأمله في كوبه قليلا
أحيانا أتركه يتناغم مع الإضافات
...
وبعد حين
أجرشه ببُطأ وألفظ بذره
لا تقوى أسناني على تهشيمه
ولا أريد
ربما يستخدم غيري تلك البذور
لتنبُت ثمرات جديدة
مُعَدَّلة وراثيا
فلا يحتاج من يجيءُبعدي لقفازات لحماية أظافره
ولا للفظ الحب من جديد.