“إلى حرْقةِ فَمِ المَعِدَة التي لم تُفارقْنِي منذ الولادة!”
بهذا الإهداء يصدّر الشاعر الفلسطيني “أشرف فيّاض” ديوانه الجديد الذي سمّاه “سيرة مرضية” والصادر مؤخرًا عن “دار الديار” للنشر والتوزيع بتونس.
وهو الديوان الثاني للشاعر بعد ديوانه “التعليمات بالداخل” الصادر عام 2008، والذي أودع بسببه للسجن في السعودية، وصدر بحقه حكم الإعدام بتهمة الإلحاد، تم تخفيف الحكم بعد ضغوطات دولية عديدة إلى السجن ثمانية أعوام وجلده ثمانمائة جلدة!
يعد الديوان حالة شعرية خاصة، لشاعرٍ يصرخ من خلف قضبان زنزانته، ساخرًا من الظلم والظالمين محتفيًا بقيم الإنسانية وما فيها من حرية وعدالة.
من أجواء الديوان:
“أين أنتِ الآن ؟
طعم القهوة يقتله الملل ..
والمدينة المصابة بالحمى عاجزة عن استقبال الليل بشكل لائق !
أين أنتِ الآن ؟
منذ شهور أبحث عن سبب وجيه لحلاقة ذقني ..
وارتداء معطفي المفضل .. تحسباً لشعورك بالبرد أثناء سيرنا تحت المطر.
أين أنتِ الآن ؟
أعلم أن الليل خذلني كالمعتاد ..
أعلم أن البرق لن يستجيب لطلبي بالبقاء لوقت أطول في السماء ..
وأعلم أيضاً .. أن جدي الأول .. لم يكن ليعرف طعم التفاح ..
قبل تذوُّق شفاه جدتي .. التي خرجت من بين أضلاعه بطريقة ما !”
غلاف الديوان للفنان السوري “رامي شعبو”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ