د. شيرين العدوي
إن رواية «أول النهار» لسعد القرش تعد نموذجا يجعل المتلقي يقف طويلا أمام الدال والمدلول(1). فالدال “ثلاثية أوزير”، والمدلول رصد الفعل الاجتماعي والتحول السيسيولوجي من خلال التاريخ. وإذا كان الزمن قد بدا واضحا في إشارات تشير إلى العصر المملوكي، فإن المدلول قد قدم انزياحا في بنية الزمن كشفت عن الزمن الحاضر متواريا خلف قناع الرؤية التاريخية. لقد جعل سعد القرش من الدال السردي لديه مدلولا لا نسقيا غير منضبط لدى القارئ ينفتح عبر كل التأويلات، لقد خلق من القارئ فيلسوفا يعيد تركيب عناصر السرد، ويربط بين مدلولاتها المترسبة في عقليته الواعية الراصدة، ربما يشعرني أنه أشبه بالفيلسوف الألماني نيتشه الذي يقتحم الثغرات في كل أنساق الفكر؛ فيفحص الدروب من خلال محاولته للذهاب إلى الغاية المرجوة من الفكرة الأم التي احتضنت بيئة الرواية. وإن كان الروائي ميلان كونديرا يوضح أن التاريخ مع حركاته وحروبه ونتائجه لا يهم الروائي لذاته، باعتباره موضوعا للوصف والتأمل، بقدر ما يهمه النور الكاشف الذي يسلطه التاريخ على الوجود الإنساني وعلى إمكانياته المتوقعة؛ فإن سعد القرش قد فعل بنا ذلك بروايته ثلاثية أوزير.
ثلاثية أوزير تبدأ بالجزء الأول “أول النهار” الذي سيكون محط دراستنا؛ حيث نجد أنفسنا في قرية “أوزير” التي بناها الحاج عمران البطل الرئيسي في الرواية وهو أحد الناجين من الفيضان على العهد المملوكي، وقد أسسها على العدل والمساواة وعلى التعددية العرقية والدينية؛ بل إن بيته أصبح ملاذا آمنا للعبيد والفلاحين والمظلومين؛ لكن العنف الذي سيطر على أحداث الرواية بشكل أفقي من أول سطر رغم تناميها الدائري جعل سعد القرش يضع القارئ في حركة الزمن الدائرية، حيث حكمت أحداث الرواية نبوءة تشاؤمية تحدث كل خمسين سنة، بدأت بفيضان القرية الذي قضى على كل أهلها، ولم يبق إلا عدد قليل منهم عمران الذي سيصبح المؤسس، وحليمة ابنة خادم منزلهم التي ستصير أمه بالتبني النفسي. فقد قابلتها بنت من بنات الغجر على إثر قافلة مرت بأوزير أثناء الفيضان الذي قضي على أهل الدار جميعا بما فيهم أبوها، وسوّى بأوزير الأرض؛ فنبأتها وهي تقرأ طالع عمران الطفل الصغير وقتها أنها ستكون أهله: “أنت أهله يا حليمة” لتردف وحليمة في حالة ذهول ولا تستوعب، قائلة: “لولاك لهلكتما مع أهل الدار، حافظي عليه… إن هذا الولد من عائلة مشؤومة، تحل بها كارثة كل خمسين عاما” (سعد القرش، أول النهار، ص 11 ـ 12).
وعلى مدار الرواية تتحقق النبوءة، فيموت ابنه مبروك ليلة زفافه؛ ولأنه مبروك فقد ترك بذرته في رحم زوجته هند ابنة العبد هوجاسيان، فأنجبت حفيدين للحاج عمران هما عامر وسالم. وقد مات سالم الذي لم يسلم من عنف القدر والنبوءة أيضا في ليلة زفافه؛ حيث دبر الحاج عمران مكيدة لرجال الباشا الذين قتلوا صفوان بن خليل الطوبجي، فراح ضحية هذا حفيده سالم مثل أبيه مبروك ليلة زفافه. ولم يتحمل عامر الذي سيعمر أوزير مرة أخرى مثل جده عمران موت أخيه، فهام على وجهه، وقد قابل امرأة فوقع عليها، ورفعته إلى مصاف الأولياء وأشاعت حوله جوا من الهيبة والولاية، فكثر مريدوه وتناقلوا عن سيرته الولاية والكرامة. وقد أدمن الحشيش حتى لا تتعذب روحه أثناء الموت، لأنه عايشه مع أبيه وأخيه، وقد كلف جده القهوجي “على الله” بالبحث عنه، حتى إذا ما وجده عاد به. وما إن عاد حتى تذكر حبه الأول صفية بنت الحلبي، وأعلن زواجه منها، ووافق جده بعد أن كان معترضا عليها قبل رحيله، وتؤذن الرواية بغروب شمس أول النهار، منذرة بتسلل منصور ابن القهوجي إلى مقاليد حكم أوزير ليبدأ “ليل أوزير” في الجزء الثاني ويتبعه “وشم وحيد” في الجزء الثالث.
عتبة النص المراوغة:
“أول النهار” هو الوجود الواضح للإشراق والحياة، وقد وجدت قرية “أوزير” من العدم بعد الفيضان، فأصبح لدينا قرية أشبه بالمدينة الفاضلة أو بداية الخليقة، أو سفينة نوح التي حملت الصالحين، فهي القرية النموذج رغم عنف النبوءة التي تحققت بفعل القدر، وعبرت عنه الكتلة السردية للرواية. وتمت مراوغة القارئ والإيقاع به في فخ كبير إذ لا يكاد يتخطى العتبة حتى يفاجأ بأن النهار ليس إلا حدادا مستمرا في الرواية، يحكم الأحداث: موت الابن ثم الحفيد ثم زوجة الابن ثم عمران نفسه المؤسس وحليمة، حتى إننا نجد هذه الصرخة على لسان حليمة الأم التي ربت عمران معاتبة الله في حوار بديع يظهر قسوة القدر وعنفه الذي لم يرحم حيث تقول:
” ـ عاتبة عليك.
واستغفرت الآتيات للعزاء، وذكّرنها بحكمة الله في الموت والحياة، وقالت بثقة:
ـ هو أنا كفرت بالله؟، أنا أحبه أكثر من الناس كلها.
إلا أنها رشقت السماء بنظرة أخرى، وأتبعت:
ـ قسوة الحبيب صعبة.. الطيب حافظ قرآن ربنا، مات، غرق في دمه. وأخوه اتجنن، وأمه خف عقلها من زمان… إلى أن تصل إلى أن تقول:
ـ أنا كفرت يا ناس!
ثم قالت بشيء من الرضا، وعيناها إلى السماء:
ـ لو طلتك لأبوسك.” (سعد القرش، أول النهار، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الثانية، 2011، ص 172).
هذا الحوار العاتب بين المحب والمحبوب يظهر لنا قوة النهار الأخروي الذي انقلب إلى ليل دنيوي. بل يشعرنا برضا مصحوب بعنف القدر ضد شخصيات لا تملك من أمرها شيئا سوى التسليم به. “إن ثمة وجودا ووجودا آخر أرقى منه لقد كان اللاهوت يبتلع الناسوت ويصهره ويعلقه في فراغ من ذاته ومن العالم. كان أشبه ما يكون سرابا مخاتلا موجودا وغير موجود، يقين ووهم، حلم في النفس ولا حسية تجسده في قبضة العقل والفهم” (إيليا حاوي سوفوكليس 2، دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1980، ص 334).
النبوءة الحاكمة للحدث:
لقد حكمت النبوءة الأحداث من أول لحظة وكأننا أمام مسرحية من مسرحيات سوفوكليس فلا نجاة من القدر، ولا فكاك من عنف الحياة التي قدرت وكتبت عليه.
تبدأ الأحداث بنبوءة سوء ستتكرر كل خمسين عاما، ودار شؤم ينتظر القارئ أن يفلت أصحابها من عنفها إلا أن القدر والسماء تأبى ذلك؛ لنجد مبروكا الابن ينظر إلى السماء متسائلا عن معنى الموت الذي كتب على تلك الأسرة، وعن ضياع بلد بكامله، في لحظات غضب لفيضان أحمق، يلتهم العابد والعاصي، وعن غياب عروس الطمي قبل أيام من تحقق حلمها بالزواج، وعن انطفاء فرح أمه بزفافها، بل و عن عدم تمكن هذه الأم من الحزن، ثم يلعن الحياة التي تأتي في لحظة نشوة، تذهب عبثا فالناس يأتون من عدم، ويذهبون إلى عدم، فلماذا لا يعفون من هذا العناء؟! (أول النهار، ص 55) لقد كان عنف النبوءة الحاكمة أكبر من الأحداث ومن الراوي ومن الشخصيات حتى بات الراوي لا يستطيع السيطرة عليها، وفي لحظة مكاشفة يخبرنا سعد القرش أن شخصياته تمردت عليه وأنه استجاب لموت سالم دون أن يستطيع الفكاك من إنقاذه من هذا الموت المحتوم.
إن عنف نبوءة سعد القرش تختلف عن نبوءة اليقين الإغريقي الذي كان يصدر عن اعتقاد بأن الإنسان ينال الثواب والعقاب في هذه الدنيا، وأنه يصفي حسابه فيها، وهو يقترب من اللاهوت اليهودي في تحتيم (خلها حتمية) الثواب والعقاب الأرضيين؛ ولكنه في التوراة يظهر على أن الخير الذي يعم على الإنسان ويتم؛ يأتي بفعل الطاعة وأنه جزاء لها، بينما الشر يعد عقابا علي فعل الخطيئة (إيليا حاوي السابق، ص 372)؛ ولكن في رواية سعد القرش نجد منطقا آخر يحكم الأحداث، إنه منطق القدر الذي لم يكن مكافأة على فعل الخير؛ فالبطل/ الحاج عمران قد ظهر بصورة البطل العادل الذي بنى وشيد وأجار الخائف، ونصر المظلوم ورغم كل هذا الخير لم تكافئه السماء إلا بمزيد من الانصهار في أتون التجربة التي ربما في كثير من مناطق السرد لم يتقبلها، ورفضها داخليا كبشر لم تظهر لديه اللحظة النورانية الصوفية التي تجعله يتقبل الأمر بصدر رحب؛ اللهم إلا في موضوع الإنجاب؛ حيث كان دائم الغضب لأن زوجته أنجبت بنتين، وتزوج الثانية فمنحته الولد، وفشلت الحيل في أن تؤاخي مبروك، وآمن عمران على مضض، بأن الله يهب لمن يشاء ذكورا، ويجعل من يشاء عقيما، ورضي بالنصيب. (أول النهار، ص 14) فالدال على مضض يعطينا دلالة القبول غير المسلم والحامد. وسنجد هذا موجودا أيضا في موت هند غير العادل، هذه الشخصية الساذجة التي لم تفعل شيئا في الحياة حتى يكون مصيرها المحتوم هو موت زوجها ليلة زفافها، وما تمتعا به من متعة طفولية أثناء تكسيرهما لبيض الدجاج، وإلقائه على جسديهما في فرح طفولي غامر لم تشهد مثله قصص ألف ليلة وليلة، في خيال جامح للراوي، وقدرة على خلق الحدث وإبداعه. هذه الطفلة التي تزوجت لم تملك في قلبها الساذج غير هذا الجمال. فهي لم تمتلك مدة كافية الزمن في الرواية لتفعل أي معصية حتى تنال العقاب كما يحدث في الحياة، أو الأساطير الإغريقية، وكذلك نشهد عنف القدر في نهايتها المأسوية بغرقها في الرواية. هنا تكمن سيميائية الشخصيات التي رسمها سعد القرش. أما ما يؤخذ على الراوي فهو الموت الهادئ لشخصيتين شكلتا الأحداث بقوة كلحظة انسحاب حليمة وعمران من الحياة. وكأن موتهما شيء عادي لا يتوقف عنده. وكأننا أمام مسرح انسحب أبطاله بهدوء من المشهد، أو أمام إبرة سقطت في محيط. أما الخمسون سنة التي حكمت الرواية والنبوءة فهي القراءة الخفية للتاريخ التي قرأه سعد جيدا فيما قبل الفكرة والكتابة. فإن كان يقصد أوزير فأوزير في دلالتها تعبر عن مصر في عمقها الحيوي ولن يخفى على القارئ الواعي هذا. فقد ألبس سعد مصر قناع أوزير، وتصرف فيها بكل أحداث التاريخ من بداية عصر المماليك إلى الاحتلال الإنجليزي، ولم يغفل تفصيلة في التاريخ الاجتماعي غير أنه ألبسه ثوب عصر شهده الروائي بنفسه فخلق شخصياته منه، فسعد ابن القرية النجيبة التي عاشت فيه وعاش فيها.
دوال الشخصيات:
تجنح الشخصيات في رواية “أول النهار” إلى البساطة الإنسانية رغم تعقيدات الحبكة الدرامية على المستوى الأفقي الذي يعني الأحداث وتناميها، ثم على المستوى الرأسي برسم الشخصيات وحوارها؛ فرغم إحكام عنف النبوءة، فإن عبقرية الكاتب تأتي في خلق شخصيات من الواقع المصري بصلصال الشخصيات الحي في يد صانع ماهر، وعى مظاهر الحياة الاجتماعية في القرية جيدا وشرب مخزونها الفكري؛ بل عايش هذا الطمي حتى يخرجها لنا بهذا الشكل. فالحاج عمران مثلا حلت عليه اللعنة، وكتب عليه القدر ألا يمتد إلا بجذر منفرد في الحياة، حيث لن يعيش له ولدان في آن واحد، ولذلك كلما اندهش يصرخ قائلا آمنت بالله. (ص 85) حتى باتت لازمة من لزوميات الحوار لديه، وإن كان حوارا ينم عن رضا فإن مسار الأحداث في الرواية تنبئ عن غير ذلك. وسنجد حميمية صادمة قادرة أن تقيم حرية الفعل الإنساني المقيد حيث تطل الشخصيات على رقعة الفراغ؛ فلا تنجدها إرادتها أمام عنف القدر وتحكم السماء. (إيليا حاوي، سوفكليس 2، ص 8).
لقد كانت الشخصيات واعية بإنسانيتها ودورها الطبيعي في الحياة، وشخصية حليمة خير مثال، إذ قامت بدورها المنوط بها رغم أنها كان يمكن أن تتخلص من عمران ولعنته وتتزوج، أو تربيه ثم تتزوجه فليس الفارق بينهما كبيرا، وإنما ارتضت دور الأم التي لم تنجب، وأصبحت سيدة الدار دون زواج حتى إن زوجات عمران، في لحظة إضاءة كاشفة، يغرن منها ومن حوارها مع عمران. حليمة أمي يا بقر. (ص 16). وفي لحظات أخرى تظهر جانبها الإنساني البسيط فهي ليست ملاكا، وإنما ينازعها عوارض النفس البشرية من غيرة وما إلي ذلك، فنجدها تغار عندما تعرف أن “هند” حامل؛ حيث خافت على ملكها الذي بنته بتضحيتها من أجل بناء هذا البيت. (ص 77). ورغم هذه الدلالات الإنسانية فإننا نجد سقطة البطل التراجيدية التي تمت بموت حليمة والتي لم يتحملها عمران، فتمنى الموت فأتاه على حد قول سعد وإن كنا ننتظر بعد كل هذه الحياة الحافلة بالتحديات أن يموت البطل بطريقة تتناسب مع الصراع المثالي الشعبي الذي مضى بنا على مدار الصفحات، فالشخصيتان الرئيسيتان سقطتا كما بدأتا الرواية في صراع بين الظلام والنور بين الفعل ورد الفعل بين الإيمان والجزع. لقد حاول الكاتب رسم شخصياته لتصبح أيقونة شعبية تعبر عن مصر، راصدا تحولها الاجتماعي الزمكاني (توماس بلفينش، عصر الأساطير، ترجمه رشدي السيسي، راجعه د. محمد صقر خفاجة، النهضة العربية، 1966، ص 11 ـ 15).
لقد عبرت الرواية عن أصوات اجتماعية متباينة، من كل الأجناس تعايشوا بفروقاتهم الطبقية والاجتماعية؛ بل إنهم انداحوا في النسيج الاجتماعي حتى لا نكاد نرصد الفروق بينهم. أما العنف الإنساني الذي ابتليت به الشخصيات فكان مبررا لاستقامتها النفسية أحيانا، أو لانحرافها عن المسار المنوط بها بحالة من الانزياح النفسي في أحيان أخرى.
شخصية عامر الذي خاف من الموت فأدمن الحشيش حتى لا يحس سكرات الموت، لقد رسم لنا سعد القرش صفات الشخصية الحدية الموغلة في كل شيء تقوم به، فقد أدمن النساء، ثم الولاية، فالحشيش، ثم الغواية. لقد اتكأ سعد على الجانب الإنساني البسيط في الشخصيات، وكان كمن يسحب من الحياة البساطة في كل شخصياته. إن هذه البساطة هي ما قربت الحكاية من أسطورة الحياة والموت اليومية رغم فداحة فكرة الموت، فإنها كانت دالة الخلق والفعل الإلهي الذي لا نملك معه غير التصديق والخضوع. نعم لقد خلق لنا سعد العنف القدري الذي لم تتصرف معه شخصياته إلا بتقبله في حزن إنساني بسيط وعميق سبب حالة من الخوف القدري، كما حدث مع حليمة رغم أن حليمة لم تكن سوى حالمة وحاملة للأمانة، وليست من أهل البيت لكي تحل عليها النبوءة، ورغم ذلك سيطر عليها عنف من نوع آخر.. عنف الخوف. لقد أبدع سعد في رسم شخصية حليمة بكل مراحل عمرها، كما أبدع في منطوقها الحواري إنه صاحب عين وروح كاميرا تخزن في الذاكرة ما لا يخزنه الإبداع الرقمي، لأنه يخزن الروح ويبدع في نقل ملامحها. لقد شكل من الروح صلصالا نتنفسه ونعيشه.
طبقات السرد المطوية:
حكمت الرواية من الصفحة الأولى سردية الحكي الأفقي والسرد الرأسي الذي قطع رتابة الرواية بفكرة النبوءة. لقد كانت عنيفة وقاسية، ثم توالدت منها سرديات متعددة جانبية. كقصة حليمة منفصلة عن عمران وأسرتها التي لم تنجبها، ثم قصة هوجاسيان وكيف وصل إلى القرية وابنته هند، وقصة هند، ثم قصة عامر. إننا أمام طبقات سردية شكلت نسيجا مغايرا وجذابا لم تشتت القارئ، وكأننا أمام سوفيكليس جديد يحاول أن يحقق المثال الفني الذي ألفه في تجسيد هذه النبوءة لحما ودما على أرض الواقع، مستخدما الأجواء الشعرية والأسطورية. لقد حاول سعد القرش تقديم راوية موغلة في القروية رواية خاصة وحميمية واعية بمسؤولية الإنسان وقدره، إننا أمام سوفوكيس مصري يصنع أسطورة أوزير.
الهوامش:
1 ـ سميرة السعدي: تقابل اللفظ والمعنى في النقد العربي مع الدال والمدلول في الدراسات النقدية الغربية الحديثة، مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، 2015 ـ 2016، ص 7.
· نقلا عن مجلة “الثقافة الجديدة” ـ القاهرة العدد 409/ سبتمبر 2024
اقرأ أيضاً