جاءَ
من أقصى الأرضِ
يسعى.
***
هجيرٌ
قاسٍ
مَسَّه
…
وهجْرٌ
فادحُ الوقْعِ
أحرقَ شيئًا
من جَناحيه
فانزوَى
في حُضنِ الشَّجرْ
وصمَتَ عن الغناءِْ
…
لكنَّ الشَّدوَ
في صدرِِه
خبيءٌ
ثائرٌ
يتقاطَرُ
فوق أوراقِ الشجرِ
وجَعًا محزونًا
وخافتًا
كان في سالفِ الدهرِ
صدْحا.
***
علّمتْه الشجرةُ الأمُّ
بحكمتِِها:
يا شادي الشُّداة
هل يصمِتُ عصفورٌ؟!
…
لا يسكنُ أيكتي صموتٌ
ولا كسيرُ جَناحٍٍ
…
إن خِِفتَ على حبالِ حنجرتِك
اِرحلْ عند الفجرْ
إلى حيثُ الوطنِ البعيدْ
…
فثَمّةُ فتاةٌ
يتيمةٌ
تجلسُ في ركنِ الدارِ
وحيدةً
لا يُسامرُها سميرٌ
ولا يُربِّتُ على ظهرِها
حانٍ
ولا يقطعُ صمتَ بيتِِها
إلا دفقُ الأغاني التي
تركَها الموتى
لنتعزَّى
…
حُطَّ بجَناحيكَ المصدوعين
على شرفةِ دارِها
وغنِّ
ما تيسَّرَ من قِصارِ الأغاني
حتى تفتحَ لكَ القلبَ
وتمدَّ كفّيها بالحَبَّ
من شعيرِ الحقولْ
…
فكُلْ
واسترِِحْ
ثمّ نمْ ليلتَكَ فوق صدرِها
…
فإن شبِعتَ
وصحَّ جناحاك عند العصرْ
أَشْبِعْ قلبَها عِشقًا
ورَِِيًّا
فهي مثلُكَ ظمأى
منذ دهرٍ
…
وعند الفجرْ
انزعْ بمِنقارِك شوكةً
مغروسةً في قلبِها
لتبرأَ
مثلما أنتَ برأتَ
ثم طيرا معًا
جناحًا
بجناحٍ
إلى حيثُ الهوى
والبراء.
القاهرة/ ١٩ ديسمبر ٢٠١٥


















