أفكّر كثيرًا في موتك

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 وئام غداس

أريد أن أصارحك

بأني أفكر كثيرا في موتك

كنهاية سعيدة أو منطقية

لقصة حبنا القصيرة

وبأنني لم أكن لأصدق قسوتك

 

 

كل تلك القسوة

لو لا تفعلها وتموت،

وبأنك رغم كل شيء

ستترك لي هكذا

سببا أخيرا لحمل الضغائن عليك.

أفكر كثيرا في موتك

لأنك ارتكبت كل الأخطاء الفادحة

كل الأخطاء المخزية

والموجعة

وتركت فقط أن تموت،

وأفكر في جلدك

ماذا سأفعل به

وفي قلبك ورئتيك وأمعائك

وفي رأسك والمنطقة السوداء المسماة “ذاكرة،

والمنطقة المهجورة المسماة “وعيا

والمنطقة المحروقة التي لم تقل لي ماهي..

ومكان الأغنية الوحيدة الجارية فيك كنهر

ولم تسمعها

والكلمة الوحيدة المنهمرة كمطر

ولم تشعرها

والقصيدة التي ظننتها نجمة

وجبل الأكاذيب الذي يشكل عمودك الفقري،

أفكر في أولادك الذين من صلبك

من أين لي بقطع نسلهم؟

وزوجتك من سيخبرها أنها أسوأ حظا مني؟

وبالنساء الكثيرات اللواتي شعرن بالغيرة

يوم ظننا جميعا أنك تحبني.

أفكر في عظامك

وعينك الباقية التي ستنظر بها في وجهي الأسود

وأنا أتلقى خبر موتك.

أريد أن أصارحك

أنه عليك فعلا أن تموت

الحياة حقيرة والريح تعربد برائحتك

هنالك جثة في ممرات القصيدة

يلمع دمها على الحروف

من سيقرأها الآن بحق الجحيم؟

صدقني عليك أن تموت

الأحداث تخرج من الماضي

وتطل علي

من نوافذ يومي وغدي

تخرج

بأقدام جنود

وتمشي في رأسي

أعجز عن الكذب واقناعهم أنهم شرفاء

تعرف مقدار خزيهم

ومهما رددت أن لا حرب بيننا

يطالبونني يوميا

ومع اشراقة كل حب جديد

برأسك!

افهمني

من الأفضل لو تموت.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني