طارق الحلفي
1
الكتبُ الورقيةُ تُعلّقُ نفسها،
تعاني من اضطرابِ النسيانِ الجماعيّ.
2
الأصدقاءُ في القائمةِ السوداء،
ينتظرونَ عفوًا رقميًا مُحتملًا.
3
الذكاءُ الصناعيُّ يُجرّبُ أن يحلم،
لكنّهُ لا يعرفُ كيفَ ينسى.
4
الساعةُ الذكيّةُ تفكِّرُ نيابةً عني،
تقيسُ نبضي، تحصي خطاياي،
تذكّرني أنّي نسيتُ أن أكونَ إنسانًا.
5
الروبوتُ، يُلقّمُ طفلًا طعامَهُ
يُغنّيهِ تهويدةً مُبرمَجة،
ويُطفئُ ضوءَهُ عندَ النوم.
6
رجلٌ افتراضيٌّ يكتبُ وصيّتَهُ،
يوزّعُ ذاكرتَهُ على حساباتِهِ المُؤمّنة.
7
الشوارعُ تُعيدُ تدويرَ المارّة،
الوجوهُ مكرّرةٌ،
التنهّداتُ مُستوردةٌ من مسودّةِ أمس.
8
المدينةُ تُصابُ بعطلٍ تقنيّ،
الإشاراتُ الضوئيةُ تعاني الاكتئاب،
والطرقاتُ لا تعرفُ إلى أينَ تقودنا.
9
في المتجرِ الإلكترونيّ،
تُنقَّحُ الأحلامُ قبلَ الشراء،
يُعادُ ضبطُ النهاياتِ كي تُناسبَ الجميع.
10
يدٌ اصطناعيةٌ تكتبُ رسالةَ عشق،
المُرسَل إليهِ بلا ذاكرة،
يُحيلُها إلى ملفّاتِ المهملات.
11
كي لا تضيعُ، “GPS” قطةٌ أليفةٌ ترتدي
لكنّها تنسى كيفَ تجدُ نفسها.
12
المطرُ الإلكترونيُّ يَهطلُ،
الحقولُ البلاستيكيّةُ تتنفس،
والغيمُ يَطلبُ إذنًا بالتحميل.
**