قائمة الشرور التي لم تستطع أن تلوِّث يدي

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ندى خالد


إلى كل تلك الأشياء 
التي مدّت لي يديها
ثم سحبَتها بشدّة حينما كنتُ على وشك
الإمساكِ بها،
هؤلاء الذين ما إن اقتربوا
خُلقت معهم هوّة كبيرة بصنع إيديهم
وامتدت بيني وبينهم
للحد الذي معه لم يعد باستطاعتي رؤيتهم،

.
إلى عود النعناع
الذي كان أكثر طيبًا وصدقًا
من أيديهم الموسخة برائحة الكذب،


والبحر الأزرق الذي يحتضن وحدتي 
ويعيد لي نصفي المفقود
يهدهدني كما طفلة صغيرة
ويقود روحي إلى فضاءٍ واسع
يشبهها تمامًا.


إلى الله الذي كان إيماني به 
أكثر قوّة من أن تشككه
الرغبة في الطرق الأكثر طمأنينة
وراحة.


وإلى العصا التي لم تعد لي فيها 
مآرب أخرى، ولم يعد باستطاعتي 
أن أتكئ عليها
بعد أن تكسّرت بي.


والقشة التي قضمت ظهري
والتي آلفتها حينما كنت أغرق
واستطاعت بخفّة شديدة
أن تنقذني
محطمّة ادّعاءات كونها بلا نفع.
إلى العابرين سريعًا دون أن يخدشوا
بعبورهم 
شيئًا ما حفظناه داخلنا طويلًا، وحاولنا مرارًا
أن نحافظ عليه.


إلى المحطات التي وقفنا عندها كثيرًا
منتظرين
ولم يأت أحد.


إلى الذين أدركوا أن الوقت يوسّخ اللذة
فما كان قرارهم إلا أن يظلّوا إلى النهاية
دون الحذر والتحديق في الساعة.


إلى يدٍ ربتت على كتفي 
ولم تتغير مع الوقت؛ لتكسرها بعد حين.
إلى "أنا" التي حفظتني من قائمة الشرور
ولم تسمح ليدي أن تُلوث بها يومًا.
تلك أشياء تدرجت بين قبحٍ آذاني
وجمالٍ أنقذني،
لم تكن عادلة كفاية لتجعلني أنجو تمامًا
ولكنها كانت قادرة على أن تصنع داخلي 
سترة نجاة
تساعدني لكي أنجو،
 كلما وسّختني مستنقعات التجربة.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

شاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني