هُنا

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

تحركت المكنسة في يد عامل النظافة

سمعت ذلك الصوت الرتيب لانزياح الأوراق الجافة

يشبه الصوت محاولة نسيان

وقدمي على الرصيف ترتعش

لتكمل طقس المحو

هذا الرصيف غريب فعلاً

في كل فصول العام لا يخلو من الأوراق الميتة

وعامل النظافة بوجهه الذي لا يترك  أي أثر

أراه كل يوم لكني لا أستطيع تذكره

غراب يحجل ويتقدمني  بخطوة

 ذاهبة إلى مكان ما،

 ودائما ،

 الرصيف في طريقي إلى مكان ما

عيني في عين عامل النظافة

أمشي وأنا ألوي رقبتي خلفي

حتى نهاية الرصيف

أشعر أنني أنتمي لهذا المشهد

أشعر أن عامل النظافة ربما كان أبي

تؤلمني ذراعي عندما أرتطم بالحائط

كيف لم أنتبه لوجوده؟

كان موجودا بالفعل طول الوقت

أشعر أنني عشت حياتي كلها هنا

وأن هذا لا يغضبني أو أنه أمر غير مهم

في النهاية، أي مكان غير آمن بما يكفي

حتى هذا الرصيف

فقد يموت عامل النظافة وتتراكم الأوراق الجافة

الرصيف نفسه

 ربما ينكسر فجأة تحت قدميك

هذا سيجعلك تبكي بلا سبب واضح

لكن البكاء الحقيقي ستجربه 

عندما لا تجد ما تتذكره أو تنساه

وقتها ستفعل أي شيء لتوقف الألم

ربما تعد الأوراق التي تسقط كل لحظة

ويدهشك العدد الكبير

 وتدرك أنك لم تعط عامل النظافة هذا حقه

وأنه أفنى عمره من أجلك

هناك شيء  فيما يحدث لك

شيء تحبه

شيء يجعلك –تقريبا-ميتًا!

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم