مديحُ الصيفِ

موقع الكتابة الثقافي art 21
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

رضا كريم

 الصيف ُ الصاخبُ بالشمسِ

 بالنهارِ الطويلِ يتعثرُ بين الخطى

بين الزهورِ البريةِ العطشى لطراوةِ المساءِ

الصيفُ الجالسُ فوقَ جذرِ الشجرِ الناتئ

بغفوةٍ للاستراحة

ليخلخلَ رتابةَ الوقتِ

بين شمسٍ زاهيةٍ على أغصانِ الشجرةِ

وكآبةِ ساعةِ الجدار

 تبضُ بين كراسي المقهى الفارغ

الصيفُ

المُحاصُر لفسحةِ التأمل

كنادلٍ أدركَهُ وقتُ الانصرافِ

 يرى الليلَ يهرولُ بين النجومِ

ونقاوةَ السماءِ

فينسى إن للمنفيّ الماثلِ أمامَهُ

 صورَهُ المتناثرةُ على ناصيةِ الذكرى

هو

الصيفُ الجالسُ في الحديقةِ العامةِ

يداعبُ الكلابَ المدللةِ

عند النافورةِ ليبعدَ عنها النعاسَ

منبهٌر ببرقهِ

على الأجسادِ العاريةِ

تقاومُ تقلباتَ الطقسِ

بالنومِ على طراوةِ العشبِ

بلذةٍ اسمهُا الصيفْ

 الصيفُ

 أو تلكَ الشمسُ

التي خرجتُ منها خالي الوفاضِ

 إلا من أحلامٍ عصيةٍ على التصريفِ

تتقدُ فقط على رفوفِ الوسادةِ

الصيفُ

 أو قلْ : الوهج

لا أحدَ يعيقُ خلوتَهُ عندَ النافورةِ

لا أحدَ يعيقَهُ بين الأجسادِ العاريةِ

لا أحدَ يخلخلُ الإيقاعَ الصاعدِ

بين الماءِ والعشبِ والندى البراقِ

من وهجِ الشمسِ على الملمسِ البضِ

المرحُ يفوقُ كلَّ حرارةٍ

بين جذوعِ الشجرِ الوارفِ

حيثُ تتوحدُ بيدِ الصيفِ

النسمةُ والطيُر المغردُ

دلالُ الكلابِ

صخبُ الأطفالِ

وملامحي التي تستظلُ بعزلةِ المنفى .

 

 

مقالات من نفس القسم