البعيدُ ، في يقينه الصافي
الرئيسية >> البعيدُ ، في يقينه الصافي
- مؤمن سمير
- 16 فبراير 2016
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
* عند الريح *
سيدخلُ الغرفةَ الآن سيحكي ، وأتضاءِلُ ..
أو أهمسُ لقلبي
: يغيبُ بعد برهةٍ ،
لأمسحُ الغبارَ عن جَنَاحاتي ..
كنتُ قد حفرتُهُ على عَظْمَةِ كَفِّي
منذُ أيامٍ ..
وحَطَّت الريحُ على السقفِ
ورتَّبت الضلوعَ على مِقاسِها
فنسيتُهُ ..
ولم ألحظ أنه يكُبُّ الهدوءَ على لُهَاثي
كي تشمَّ الطيورُ القسوةَ
وينكسر عزمها ..
سيدخلُ ،
حاملاً أمي المكسورةِ
من جَرَّتِها
وفأسِ أبي الطائرِ ..
مفاتيح الأنبياءِ
وعرائسنا التي من القشِّ والطينِ
وبحراً
وصندوقاً عليه نقوشٌ من الرملِ ..
أقولُ سآخُذُ نَفَسَاً طويلاً ،
لحَدِّ عِظامِكِ
وأشفُطُ رعشتي
وأسمعُ الجدارَ يَئِنُّ
تحتَ صوتي المحبوسِ وجوعِهِ
والأحداقِ المدفونةِ في العمقِ
..................
أنا في انتظاركَ يا أخي
حتى يصيحَ الصباحُ
وأفردُ نظرتي لحدِّ المرآةِ
وأُشبِهُني ..
أنا في الطريقِ إليكَ ..،
أسبقكَ
وأُمَهِّدُ لكَ الظِلالَ
وأغني للدماء
الصديقةِ
وأصيرُ أجمل ..
* عند الشُهُب *
فيكِ ،
كنتُ ولم يكن أحدٌ معي ..
حتى ذاتكِ أنتِ
وظلالكِ
وحزمة الأقدار ..
ملأتُ المنافِذَ والسطوحَ
والقلب انفَجَرْتُ فيهِ
حتى صارَ أنا ..
لكني دوماً أحِنُّ إليَّ ،
وأهفو إليكِ ..
صرتِ ظِلِّي الذي يعدو
في الممرات البعيدةِ
ويصرخ ..
وأبي يُذَكِّرني كل ساعةٍ بي
ويقولُ يا شبيهي ، لا تضيِّعْني معك
حتى مللتُ .. وتهتُ ..
أريدُكِ
حتى وأنتِ تختلفينَ
كل مرآةٍ
وتزخرفينَ ثِقَلَكِ كل صبح ..
أَحِنُّ إلينا معاً
صرتُ الآن الغريبَ الأبديَّ
عني وعنا ..
عيونكِ عيوني
حتى لما تمطر..
سفينتي قرصانكِ والكنز السريَّ
طيرانكِ في الذكرياتِ
والحَفْر المجنونَ في الجدرانِ
والأظافرُ التي تطول .. الخ
كلهم أنا ..
جِلْدي صارَ يسقطُ مثل الرملِ
قبل اكتمال القمر
وقيامة الذئاب ..
عظامي تصير سكاكينَ
وشموساً في أيدي محاربين
أو خَيْباتٍ تدورُ في الفَلكِ البعيد
وترقد جنب السور ..
اغتربتُ بكِ عني
واختلفَت نقوشكِ بي
لكني قبل المقصلة
سأبتسم برضا ..
وأناديكِ وألهث ..
هذا البريقُ
ما عادَ يكفيني
لكنهُ ينير سكَّتي
المرتعشةِ ،
لكلِ
سماءٍ
بعيدة ..
مؤمن سمير
شاعر مصري * صدرَ لهُ: 1 - بور تريه أخير، لكونشرتو العتمة . شعر ، دار سوبرمان 1998. 2- هواء جاف يجرح الملامح . شعر ،الهيئة العامة لقصور الثقافة 2000. 3- غاية النشوة . شعر، طبعة أولى: الهيئة العامة لقصور الثقافة 2002. طبعة ثانية : مكتبة الأسرة 2003. 4- بهجة الاحتضار. شعر ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003. 5- السِريّون القدماء . شعر، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003. 6- ممر عميان الحروب . شعر، الهيئة العامة لقصور الثقافة 2005. 7- تفكيك السعادة . شعر ، دار هفن 2009. 8- تأطير الهذيان . شعر ، دار التلاقي للكتاب 2009. 9- بقع الخلاص . مونودراما، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، بيت ثقافة الفشن 2010. 10- إضاءة خافتة وموسيقى . مجموعة مسرحية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2009. 11- يطل على الحواس . شعر. كتاب اليوم . دارأخباراليوم 2010. 12-الهاتف . مسرحية للأطفال . الهيئة المصرية العامة للكتاب 2010. 13-أوراد النوستالجيا . مقالات نقدية . إقليم القاهرة الكبرى الثقافي2011. 14 -رفة شبح في الظهيرة . شعر. الهيئة المصرية العامة للكتاب 2013. 15- عالِقٌ في الغَمْرِ كالغابة كالأسلاف . شعر. الهيئة العامة لقصور الثقافة 2013. 16- كائنٌ وحيدٌ يقبعُ في لوحة وكتابات أخرى ، مقالات ، مطبوعات اتحاد الكُتَّاب فرع بني سويف والمنيا 2016 . 17- إغفاءة الحطَّاب الأعمى ، شعر، دار روافد 2016 18-حيزٌ للإثم ، شعر ،دار " بتانة " 2017 19- بلا خبز ولا نبيذ ،شعر، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2017. 20-صياد السمك الناطق ،قصص مترجمة ،الهية المصرية العامة للكتاب2016 21-غذاء السمك ،نَص ،الذهبية للنشر والتوزيع 2019. * يعد الباحث /محمد عبد المريد ، رسالة ماجستير في جامعة جنوب الوادي بمصر ، بعنوان " آليات الخطاب الشعري في قصيدة النثر . مؤمن سمير أنموذجاً " . *صدر عن تجربته كتاب "بصيرة المتشكك:رؤى نقدية حول تجربة مؤمن سمير الشعرية" عن هيئة الكتاب 2019
تصفح مقالات الكاتب