بضغطة على زر

موقع الكتابة الثقافي art 3
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 البهاء حسين

إلى “هانى يونس.. استودعته حصتى من الشمس فحفظ الوديعة وردها لى”

مات لى أصدقاء كثيرون
لأننى حذفتهم من حسابى
ورحت أتمشى على صفحاتهم بالماوس
كأننى أمثل بجثثهم
أو أنكل بالذكريات
:
قتل صديق أسهل من هجر عادة
العادة ، مع الأيام
تصبح أماً
لكن يكفى أن تدوس على زر ، لتقتل
كأنك دست على الزناد
بينما تنفث دخان سجائرك
وتتفرج على الأنفاس وهى تتلاشى
:
الموت
أصبح الآن سهلاً كنزلة برد
تسلم فيها نفسك لمنديل وترميها فى سلة المهملات
ثم تستأنف حياتك
كحتك المزمنة
:
موتوا بلا خوف، كى تعيشوا
:
مت مرات كثيرة
وها أنا أكلمكم بفم كامل
من القبر
عن خروج الروح
حين ينتابك العمر كله فى لحظة
ثم يصمت كسلة فارغة
:
هل حدثتكم عن المرة التى خرجت فيها روحى كطلقة رصاص
ولم تعد لى
فعشت بلا روح
:
كم ضاقت علىّ نفسى
لكننى أصحو من الموت، كل مرة
أكثر حياة
:
يا حياة
لو أننى قادر على تحويرك
لجعلتك وجبة سريعة
كنت جعلت الزوجات محصنات ضد الخيانة
وربما جعلت الموت عطسة أخيرة
تخرج فيها الروح على هيئة رذاذ
لكننى لن أغير شيئاً فى حياتى
لست مغفلاً لأستبدل الآلام بأم أخرى
حتى الإجابات التى بحثتْ عنها يدى ولم تجدها
تركتها لقلبى
فقط سوف أجعل روحى أطول عمراً من أى طريق
،،
هل أنا قاس ، لأننى أحذف الأوراق اليابسة
لأننى أقلم الشجرة
،،
نعم لا حيلة للسلة فى أنها مملوءة بالمناديل
لا حيلة للمنجل سوى أن يحصد الزرع
،،
الصداقة ملعب
كل منا يحرز فيه نفسه
ويبقى الآخر مجرد شبكة
،،
يا حب
بحثت عنك ولم أجدك إلا فى الشجرة
فى الجذوع، تلتف على بعضها
كل جذع يستر عريه بالآخر
:
حدقوا فى الجذوع
فى ذلك الوضوح
هناك ينتظر الحب أن تروه
فى كل جذعين وهما يبدوان كعاشقين طرحمها الغرام أرضاً
يتمرغان كما كنا نفعل أنا وجيهان
على الرمل
البحر يغطينا بموجه
وحين ينحسر الماء
نتغطى بالزرقة
لكن الأيام سرعان ما تطمس الأثار
:
ما الذى يبقى من الحب
حين تخونك إحدى قدميك
وتمشى عكس الأخرى
:
لوحة المفاتيح لا تقول اللهفة ، لكنها تكتبها
الأبجدية لا تنقل الرعشة
لا تغرز الأظافر فى اللحم عند اتحاد اثنين فى واحد
:
كانت جيهان تركض فى اتجاهى
وكنت أركض نحوها
ندخل فى بعضنا ولا نتهشم
كأننا ظلان
:
ياااه
يا له من شعور يا حبيبتى حين كنا نعانق العالم كأنه أخونا الكبير
غير أنك خنت قلبى
لم يعد لى ظل
أصبحتُ فانياً من دون حضنك
أصبحت بلا تربة
أصبحت بلا ذاكرة.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني