في عام 1934 استقر تيرتينين في هلسنكي وبدأ ينشر في إحدى المجلات، ولم يلبث أن شارك في جماعة شعرية تميل إلى الماركسية وتدعم كتابة الشعر الحر المتطرف، وأصبح رئيساً لها حتى عام 1951. وقد أصدر مجموعته الشعرية الأولى التغيير عام 1936 والثانية طريق من تحت الثلج عام 1939.
أثناء الحرب العالمية الثانية التحق تيرتينين بالجيش، لكنه فيما هرب من الجيش رافضاً المشاركة إلى جانب ألمانيا النازية في الحرب على الاتحاد السوفياتي. وقد قبض عليه أودع السجن لمدة عامين، حيث كتب مجموعة شعرية بعنوان عدت إلى البيت (1944)، أتبعها في عام 1945 بمجموعة أخرى حول تجربته في السجن وكتاب مذكرات عن تلك الفترة عام 1946. وفي العام الذي يليه أصدر ترجمة لمجموعة قصائد للشاعر الأمريكي إدغار لي ماسترز. .
نال تيرتينين أول جائزة دولة للأدب في عام 1954 وذلك عن ديوانه أغنية الزمن والحب. بعد ذلك اتسعت شهرته حين بدأ يستمد موضوعاته من حياته ويستعمل شيئاً من اللغة العامية للمدينة في قصائده الغنائية التي توجها بديوانه أنا حافي القدمين (1962). وقد برز في الخمسينيات والستينيات من خلال مواقفه السياسية اليسارية، وكذلك بتناوله الساخر لشوارع ومناطق وسكان مدينة هلسنكي.
بالإضافة إلى الشعر كتب تيرتينين عدداً من المسرحيات الإذاعية والمقالات وترجم قصائد لعدد من الشعراء. وفي عام 1973 منحته جامعة هلسنكي الدكتوراة الفخرية. وفي نفس العام نال جائزة إينو لينو التي تمنح لكبار كتاب فنلندا خصوصاً الشعراء.
توفي تيرتينين في 8 تشين الأول / أكتوبر عام 1980.
***
لقد زجّوا بي في السجن
الشاعر الفنلندي آرفو تيرتينين
ترجمة نزار سرطاوي
لقد زجّوا بي في السجن
نعم، لقد زجّوا بي في السجن
لم يعرفوا – أولئك الحمقى –
أنْ ليس بإمكانهم أن يبقوا على عقلٍ حرٍ في الحديد
لقد وهبوني عالَماً لم أكن أعرفه
أسباباً جديدة، أفكاراً جديدة،
منحوني رؤية عبر القضبان المتقاطعة
فيها قبضة من غروب الشمس
أو عصير من الصباح
قدموا إليّ أصدقاء متوّجين
بأوراق القدر.
في الزجاج القاتم لعيونهم وَجَدتُ كلماتٍ عميقة
كتبتها الحياة.
قرأت أسماءهم منقوشةً على الجدران الحجرية.
تحدثت إليهم،
أكلت من صنف الخبز الذي يأكلون، عشت طبيعة الحياة التي يعيشون.
وتعرفت على كلمة الحرية
الحرية بضروبها الكثيرة.
لقد زجّوا بي في السجن – أولئك الحمقى –
من أجل جنود الحرية،
لقد صنعوا مني بالطَرْق سيفاً،
حوّلوني إلى سهمٍ من البرق.