قصائد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

الشاعر البرتغالي: فرناندو بيسوّا

ترجمة: نزار سرطاوي

 

القصيدة الأولى: أعاني من زكام فظيع

أعاني من زكام فظيع

والجميع يعرفون كيف أن الزكام الفظيع

يغير نظام الكون برمته،

يجعلنا نقف ضد الحياة،

ويجعل حتى الميتافيزيقيا تعطس

لقد أضعت يوماً كاملاً وأنا أتمخّط.

رأسي يعاني من صداعٍ غامض

وهذه حال محزنة لشاعر مغمور

اليوم أنا حقّاً وصدقاً شاعر مغمور

ما كنت عليه في الأيام الخوالي كان أمنيةً وانقضت.

 

الشاعر البرتغالي: فرناندو بيسوّا

ترجمة: نزار سرطاوي

القصيدة الأولى: أعاني من زكام فظيع

أعاني من زكام فظيع

والجميع يعرفون كيف أن الزكام الفظيع

يغير نظام الكون برمته،

يجعلنا نقف ضد الحياة،

ويجعل حتى الميتافيزيقيا تعطس

لقد أضعت يوماً كاملاً وأنا أتمخّط.

رأسي يعاني من صداعٍ غامض

وهذه حال محزنة لشاعر مغمور

اليوم أنا حقّاً وصدقاً شاعر مغمور

ما كنت عليه في الأيام الخوالي كان أمنيةً وانقضت.

وداعاً وإلى الأبد يا مليكة الجنيات!

أجنحتُكِ كانت مخلوقةً من الشمس، وأنا هنا أسير.

ولن تتحسن حالي ما لم أمضِ وأستلقِي في فراشي.

لم أكن يوماً على ما يرام إلّا وأنا مُستلقٍ على الكون.

 

استميحكم عذراً… يا له من زكام فظيع!… إنَّه شيء ملموس!

أحتاج إلى الحقيقة والأسبرين.

 

القصيدة الثانية: إذا قلت أحياناً إن الأزهار تبتسم

إذا قلت أحياناً إن الزهور تبتسم

وإذا كان ينبغي أن أقول أن الأنهار تغنّي،

فليس ذلك لأنّني أعتقد أن هناك ابتسامات في الزهور

وأغانٍ في تدفق الأنهار

بل أقول ذلك حتى أتمكن من مساعدة الرجال التائهين  

في أن يحسّوا بالوجود الحقيقي للزهور والأنهار

 

وحيث أنّني أكتب لهم ليقرأوا لي، فإنني أنحدر أحياناً

إلى غباء حواسّهم

ليس ذلك مقبولاً، لكنّني ألتمس لنفسي العذر،

لأنّني تقمّصت هذا الدور البغيض، دور مترجم الطبيعة،

لأن هناك رجالاً لا يستوعبون لغتها،

التي ليست بِلُغَةٍ إطلاقاً.

 

 

القصيدة الثالثة: أشعر بالرثاء للنجوم

 

أشعر بالرثاء للنجوم

التي تضيء منذ أمدٍ بعيد،

بعيد، بعيد جدا… 

أشعر بالرثاء للنجوم.

 

أليس هناك من تَعَبٍ

تحسُّ به الأشياء،

كلُّ الأشياء،

مثل الذي نحسُّ في أطرافنا؟

 

تعبٍ من الوجود،

من الكينونة،

مجرد الكينونة، 

سواء كانت حزينة أو سعيدة. . .

 

أليس هناك، في النهاية،

لجميع الأشياء الكائنة،

ليس موتٌ وحسب

بل خاتمةٌ أخرى؟

أو غاية أسمى؟

أو أعلى الغرض ،

نوع من العفو؟

———————————-

*ولد الشاعر فرناندو أنطونيو نوجيرا بيسوّا في 13 حزيران / يونيو 1888 في العاصمة البرتغالية لشبونة. توفي والده بالسلّ وهو ما زال يافعاً. وبعد فترة تزوجت والدته من القنصل البرتغالي في دوربان في جنوب أفريقيا، وعاشت العائلة هناك اعتباراً عام 1896.

تلقى بيسوا تعليمه الأوليّ في كيب تاون. تعلم اللغة الإنجليزية وأتقنها، وأعجب بشعرائها الكبار مثل شكسبير وميلتون. في السابعة عشرة من عمره عاد الى البرتغال لمواصلة تعليمه الجامعي في لشبونة. لكنه انقطع عن الدراسة بسبب  إضراب طلابي وعمل كمراسل ومترجم تجاري.

أصدر بيسوا كتابه الأول “أنطونيوس” في عام 1918، وأتبعه بمجموعتين أخريين من القصائد التي كتبها باللغة الإنكليزية. في عام 1933 نشر كتابه الأول باللغة البرتغالية بعنوان “رسالة.” ومع أن الكتاب حاز على جائزة، فإنه في ذلك الوقت لم يجذب الكثير من الاهتمام.

اشتهر بيسوا بتقنية شعرية لفتت انتباه النقاد وتتمثل في استخدام الأسماء الخيالية كأسماء أدبية بديلة لاسمه الحقيقي. ويصل عدد الأسماء الخيلية التي اتخذها إلى حوالي 70 اسماً. ولعل أشهرها ثلاثة شخصيات نسب بيسوّا الكثير من أعماله إليها: ألفارو كامبوس، ريكاردو  رايس، البرتو  كاييرو.

ألفارو كامبوس مهندس، ويمثل تجربة النشوة، ويكتب الشعر الحر. ريكاردو ريس هو طبيب أبيقوري تلقّى تعليماً تقليدياً، ويكتب شعراً موزوناً وقصائد مكونّة من عدة مقاطع. ألبرتو كاييرو راعي غنم، لا يحب العواطف، ويكتب الشعر الحر باللهجة العامية. وكل شخصية لديها فلسفتها الخاصة في الحياة. وقد كتب بيسوّا مناقشات أدبية فيما بينها.

كما كتب بيسوّا قصائد تحمل اسمه. وتميزت تلك القصائد بلغتها المبتكرة، على الرغم من انّه استخدم فيها الشكل الشعري التقليدي.

لم يكن بيسوّا يحب المجتمع كثيراً. فقد كان يتجنب الحياة الاجتماعية والعالم الأدبي. ولكن شعره بدأ يكسب شعبيةً أكبر اعتباراً من عام 1946 في البرتغال، وفيما بعد في البرازيل. وقد تم نشر العديد من مجموعاته الشعرية بعد وفاته وتُرجمت إلى الاسبانية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والسويدية والفنلندية وسواها.

توفي بيسوا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1935 في مدينة لشبونة.

 

خاص الكتابة

 

 

مقالات من نفس القسم