تجاعيد

فن تشكيلي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد حمو

ترجمة عن الكردية: ماجد ع  محمد

لا أعرف

لا، لا أعرف فنَ التبصير

ولا سبقَ لي أن قرأتُ الفناجين!

ليكن فنجانك لك!

فلستُ قادراً على إنارة القمرِ في فنجانك

ولا أن أُلمِّع النجوم فيها

ثق بي

لا الحمامة الجاثمة على فنجانك تأتي بالرسائل

ولا البلبل الظاهر فيها يُغرد

لماذا عليّ إذن أن أسوِّد وجهي معك؟

وأجعل حظك سعيداً بالأكاذيب

فأنا والأكاذيب لا نلتقي أبد على مائدةٍ واحدة

لذلك لا أعلم شيئاً عن قراءة الفناجين

أقرأُ وجوه الناس فحسب

في كل ثلمٍ من أثلام تلك التجاعيد

أرى مئات القصص

أمضي فيها سطراً تلوَ الآخر

وأقرأ الحكايا فيها كقراءة اسمي 

وأرى فيها جنود أهورامزدا وأهريمان واحداً تلو الآخر كما هم

كالكريات الحمراء والبيضاء المتضادة في دمي

تلك التي لا تتخلى عن صراعها الأبدي

إلاّ أنني أضيع في بعض التجاعيد

ولا أستطيع التمييز بين شروخ التجاعيد المعمرة

تلك التي تزيِّن وجوه بعض الناس

وقد أصبحتِ الخطوطُ كميدانٍ لقطعان الأغنام دونَ حلاَّبات

مختلطةً فيها مسارات الذئاب والكلاب

حتى أن جنود أهورامزدا وأهريمان رموا نياشينهم

وتمرغوا في تلك الساحة

جنود الخير والشر راحوا يُجاملون بعضهم بعضا

يخدعون بعضهم ويمتطون ظهور بعضهم بعضا

والكريات الحمراء والبيضاء  

رمت سيوفها ودروعها

وراحت تغازل بعضها

عندما تتسيَّد الخيانة وتغدر العيون، تصبح الحياة حالكة

لأن المرء لا يُميّز وقتئذٍ بين مسارات الكلاب ومسارات الذئاب

فتبقى القضايا ضائعة في تلك الميادين

والقطعان أيضاً تضيع فيها رويداً رويدا 

حتى النور والظلام يتماثلان

وحدهم المرتزقة يتسيدون ويغدوَن من أصحاب الشأنِ

من دون أن يُظهروا وجوههم لأحد

أما بالنسبة لي

فعندما يتوقف اشتباك الكريات الحمراء والبيضاء في دمي

ولا يُباشر المتصارعون بتصفية بعضهم بعضا

وقتها، لا أرى رأسي بين رؤوس الأحياء!

 

مقالات من نفس القسم