حنين طارق
الساعة
في مثل هذه الأيام
منذ شمسين
كنت أركض أنا وغزالي
في جنة الخلد
نتبع النور والعطر
نحصد الحب والقبلات
لا تكفينا ليلة لشرب التوت
قرر البحر الرحيل
دار دورته
فخلق أراضين جديدة
لا تحتمل الخُلد
أكثر هشاشة من زرع الحب
كلٌ منا يحصد نوع مختلف من الألم
و كانت الساعة سجنٌ شفاف يحاوطني
يمنعني من الحياة..
………………
“رحيل”
الرجل الذي هو
يحمل الأساطير
يسرق الليل
يلعب بالآمال
كبهلونٍ محترف
اللقاء السابق
أغلق في وجهي
ثلاثة أبواب وهمية
أخبرني أن أنتظر المستقبل
الحرب قادمة
إياكِ أن تقطعي رأسًا
إن قتلتِ
فاطعني في القلب
أو بين العينين
هكذا تصبحي بطلة
فمن لا رأس له
يتحول لأسطورة
قبل الحرب
كان لي قبيلة وعشرة أطفال
وبستان زرعت به الورود وأصحابي
كلٌ في أوانه
حافظت عليهم وهدهدتهم
أعطيتهم جزءًا من روحي مع الماء
مع الوقت ذبلت الورود
وأقتلع كل واحد منه جذره وهرب
صديقي الصغير ألقى بنفسه في البحر
وتحول إلى سمكة
جاب الله صار طائر نمنم صغير
لؤلؤ القلوب بات فأرًا يصنع المعكرونة
ويعد الخسائر
منى الآمال غاصت بحثًا عن الشهرة
ولم تعد
ونسيم الليالي سافر
ليجمع سنينه الثلاثين
رفيقتي أم الضياء والوحي
تردد: الطفل القادم للأرض طفلك
لتجعلني أصبر على وحدتي
بعد أن تركتني وسكنت الجبل
لم يبق لي سوى الغول
وقصص خرافية عن العقل
ونصف جسد معطوب
يستند على نصف آخر
محاولاً الهرب
يمنعني من الموت..
طلبتُ من الآلهة عصرها
لتصبح سائلًا معكر
أحفظه في زجاجتي
أخرج منه قدر حاجتي
لأبدد الانتظار والركض
خدعتني!
تسربت كلها من بين يدي
وأخرجت لي لسانها وهربت
الآن كأصحاب الكهف أنا
لا أعرفُ كم لبثت
ولا كم ألبث
أبحث عن بدايةٍ أو نهايةٍ
أو نقطة ارتكاز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعرة مصرية ـ الديوان يصدر قريبًا عن دار هن – معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023