هيا بنا نلعب!

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

سأكون قاسيةً يا صديقتي

لكن الأوراق التي ملأناها بالأمنيات

لم تكن سوى لعبة..لم تعد تروقني.

.

عن الحقيقةِ أتحدث يا حلوة

عن أصابعي المكسورة تحت الحذاء

عن عروسة القطن التي أهدتها لي أمي

فخبّأتُ داخلها سجائر مسروقة

دخنتها عندما كبرتُ

في انتظار قطاراتٍ

وأجنّة شائهة

وموتى يطيرون!

.

في الثانية عشر

أهداني أبي لعبة شطرنج

ورغم أني أتقنتها

كانت المربعات المرسومة

 بالأبيض والأسود

تشعرني بالدوار كلما بدأت اللعب

كنت ألعب وحدي بعد أن أتخيلني اثنتين

لأحدهما عينا ذئبة جائعة

وللأخرى عينٌ مفقوءة

قطعةً بعد أخرى

كانت اللعبةُ..تختفي

ما تبقّى كان اللوحة المدوِّخة

وصورة لي وأنا أقف داخلها

مذعورة!

.

من الشرفة

كنت أراقب الألعاب الخشنة للصبية

التي تنتهي بشجارات وسيقان مجروحة

لم أكن أحب ما أسمته معلمة الحساب

ألعاب البنات

لكنني لم أمتلك قوة كافية

ولا مهارة في الجري

تجعلني أشارك الأولاد لعبهم

لذا..جلست هادئة في الركن

ورأسي تغلي من الكراهية

كان السقف مأوى لكائنات شاركتني

طفولتي الشرهة

تنانين بادلتني نفخ النار

وأسماك ابتلعتني في الليل

وأفلتتني في النهار.

.

في الخامسة عشر

كانت جارتي اللي تشبهكِ

تعلمني طبخ القهوة

تتباهى بطبقة كثيفة تعلو الفنجان

قبل أن تبدأ معي لعبتها المفضلة

التي أرادت الاحتفاظ بسرها

كي تجبرني على صداقة امرأةٍعجوز

أذكر العلبة التي كانت تحتفظ داخلها

بأوراق اللعب

يدها وهي ترص الأوراق في صفوف متوازية

وصوتها وهو يرتعش كي تخبرني

عن مستقبل سعيد وحكايات حب مجنونة

تؤكدها بأرقام وأشكال لا أفهمها

لم أكن أهتم بكل ذلك

لم أكن أريدأن أعرف.. ماذا سيحدث؟

لكنني أحببت العجوزومذاق قهوتها

وبيتها الذي جعلتْ منه مكاناً سرياً

تخبيء فيه أرغفةً ساخنة وسنواتٍ من الوحدة.

.

لم نخف من الظلام

ولا الباب المغلق للغرفة

وقفنا خلفه نتخلص من ملابسنا

ومن شعور غامض بالذنب

كان غريباً على طفولتنا

بدأ كل منا يكتشف أماكنه الحميمة

سميناها “لعبة الاكتشاف”

ثم بدأ كل منا يلمس الآخر

فغيرنا اسمها إلى “لعبة اللمس”

دغدغة وضحكات كتمناها بأيدينا

لنفلت من العقاب

في كل المشاهد الإيروتيكية

التي تمر على ذاكرتي

لا يوجد ما يشبه تلك اللحظات

من الجنّة الخالصة.

.

في الأفلام

أصبحت الأرواح الشريرة

تسكن الدمى

و الألعاب متاهات وطرقاً

تلتف على المشاءين كأفعى

من يعبر المتاهة إلى الخارج

سيربح الجائزة

لتربح الجائزة

ستدع وحشا يعلق رأسك في خطاطيف

وينتزع بعض أسنانك  للذكرى

لتربح الجائزة

سيفرغك أحدهم من روحك

في لعبة تسمى”قصة حب”

لتربح الجائزة

ستتمنى ثلاث أمنيات

وتتركهن في أوراق مطوية

لدى ساحرة طبية

تتظاهر أنها لم تفقد بعد

عينيها وتعاويذها

مجرد لعبة يا صديقتي

مجرد لعبة

اسمها الحقيقة!

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني