قصائد من أفغانستان

قصائد من أفغانستان
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
للشاعرة الأفغانية زهرة سعيد قندهار   إمّا أن تحسنَ التصرف أو يطالبَ الإكسندر النائم بانتزاع رئتيك. قندهار – كانت ذات يوم مكعّبًا من السكّر يأبى أن يذوب في البحر. فتحوّل لفرط عناده إلى مدينة.   

الإكسندر قال بسذاجة،

“هذه الأرض لي!”

 

فراحت الأرض تقهقه وولدت له زوجةً

روكشانا. (أو روكسانا إن أحببت).

هذه الزوجة أبت أن تذوب في بحره.

 

نعرف كيف وجدَتُه الشمسُ المتوهجة 

في اليوم التالي – وسادةٌ مطرزةٌ ومزخرفةٌ وضعت حَدّاً لحياته –

الجبال احتفظت بالوسادة

والنُقَط الثلاث من الدم الإسكندري 

 

ولم يكن ممكناً لقندهار أن تصبح الإسكندرية بعد ذلك الاغتيال الشهيّ.

 

كابول – أفغانستان

 

كابول هي في الحقيقة بلبل

بلبل متنكر في زي مدينةٍ بعض أنحائها ركام

ليلها رفّةُ رمش. للنساء ها هنا جلد لوزيّ

وعيون من الزبدة، يقطفن الرجال من شجرة سِرّية

تنبت عميقاً في سُرّة الوادي.

 

الجبال تَنحتُ أعمدةً فقرية لهاتيك النساء، لذا

حين يرقصن لا يَحنينَ رؤوسهن أبدا. 

 

المدينة المنورة 1979

 

الحَرَم هو أمٌّ أيضاً، الغبار تحت قوسه هو زُهرة، في العام الرابع من عمرها. الكحل يصبغ عينيها بالسواد. سُمّيتْ على اسم نجمة. تعيش أيامها عموداً من الأعمدة العاجية. 

 

جدّي يتكئ على سيارة الهوندا بلونها الأزرق الباهت.

يرفعني إلى السماء

مدّي يديك!

مدّي يديك!

أنا الهاتف الذي يصله بالسماء.

 

بيشاور، باكستان 1984

 

لحيةٌ شيباء، قميصٌ أزرق باهت، معدة ممتلئة، ما يزال قوياً، وجهه وضّاء على الرغم من الموت، جسده ممدّد على الأرض.

 

عمتي الأصغر سِنّاً تقرأ القرآن على موته،

وجهها يتجعد ألماً.

 

في خِضمّ هذا الحزن

من يحتمل أن يلتقط صورة

 

الهجرة – ضروب الشتات  التي تصنعها الحرب، 

 تجعل من الناس سُيّاحاً إلى الموت. 

————————————

 

 

Kandahar, Afghanistan

 

Behave or the sleeping Alexander will reclaim your lungs.

 

Kandahar –

            Was once a cube of sugar

Refusing to dissolve in the sea.

It became a city from sheer stubbornness.

 

Alexander naively said,

“This is my land!”

causing the earth to giggle and birth him a wife

Rukhshana. (Roxanna if you prefer).

This wife refused to dissolve in his sea.

 

We know how the bright sun found him

The next day – snuffed by an ornate embroidered pillow –

The pillow and the three drops of Alexandrian blood

Have been preserved by the mountains.

 

Kandahar could never be Alexandria after that delicious murder.

 

 

Kabul / Cabool / Ca-pul, Affghunistan

 

Kabul is really bulbul

            A nightingale disguised as a partial rubble city

Her night is the bat of an eyelash. The women here have almond skin

butter eyes and pluck their men from a secret tree

deep in the navel of the valley.

 

Mountains craft spines for these women so,

When they dance, they never bow their heads.

 

Medina

Mosque is mother too, beneath her arch is Zohra, age four, eyes darkened with Kohl, named after a star and existing as one of the ivory columns.

Grandfather leans against the pale blue Honda,

Lifts me to the sky,

Reach!

Reach!

I am his telephone line to God.

 

Peshawar, Pakistan 1984

 

Grey beard pale blue Kameez, full stomach still robust,

face lit despite death, he is stretched out on the floor.

 

My younger aunt reads the Quran over his death, 

Her face curl of pain.

 

In the midst of grief,

Who can bear to snap a photo

 

Migration, the scatterings that war creates

Makes tourists to death.

—————————————

ولدت الشاعرة الأفغانية زُهرة سعيد في مدينة جلال أباد بأفغانستان، وهاجرت مع عائلتها  إلى الولايات المتحدة في عام 1980. التحقت بكلية بروكلين وحصلت على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة. تتابع حالياً دراسة الدكتوراه في جامعة مدينة نيويورك.

نشرت قصائدها ومقالاتها في عدد من المختارات الأدبية والشعرية والمجلات. وقد شاركت مع الأديبة الأفغانية سحر مرادي في إصدار كتاب بعنوان قصة واحدة، ثلاثون قصة: مختارات من الأدب الأفغاني الأميركي المعاصر  (2010). كما صدرت لها بالاشتراك مع ست شاعرات من دول مختلفة مجموعة شعرية باللغة الإنجليزية بعنوان سبع وريقات، خريف واحد (2011).

تعمل حالياً مدرّسةً في برنامج الدراسات الآسيوية الأميركية التابع لكلية هانتر، كما أنها عضو في مجلس إدارة مؤسسة السلام. 

مقالات من نفس القسم