هكذا يكفيني
لو كنت إلها
وكان لدي السر
لخلقت كائنا مماثلا لك تماما
ولتذوقته
(على طريقة الخبازين
حين يتذوقون الخبز، أي
بالفم)،
ولو كان هذا الطعم
مثل طعمك، أي له
رائحتك نفسها وطريقتك في الابتسام،
وصمتك،
وشدك على يدي بحرارة،
وبقبلاتنا من دون أن يؤذي أحدنا الآخر
– نعم أنا على يقين من هذا: حيث أكون منتبها تماما عند تقبيلك-؛
إذن،
لو كنت إلها
لكان بإمكاني أن أكررك وأكررك،
دائما أنت نفسك، ودائما مختلفة،
دون أن أتعب مطلقا من اللعبة المتطابقة،
ودون أن أستخف كذلك بما كنت عليه،
وبما كنت ستكونين عليه خلال وقت قصير؛
لا أعرف إذا ما كنت أشرح الأمر جيدا،
لكنني أود توضيح أنه إذا ما كنت إلها
لكنت صنعت كل شيء كي أكون أنخل جونثالث
كي أحبك مثلما أحبك الآن،
كي أنتظر بهدوء
أن تصنعي نفسك كل يوم،
وأن تفاجئي كل صباح
النورَ الذي ولد لتوه بنورك ذاته،
وأن تسحبي الستارة
غير الملموسة التي تفصل
الحلم عن الحياة،
باعثة إياي بكلمتك،
لَعازَر فرحا،
وأنا،
لا أزال بعد مبلولا
بالظلال والكسل
مندهشا ومنذهلا
بتأمل كل ذلك
والذي –في التحامي بنفسي-
تستعيدينه وتنقذينه، تحركينه وتتركينه مهجورا
عندما – بعد ذلك – تصمتين…
(أصغي لصمتك.
أسمع
كوكبات: أنت موجودة.
أؤمن بك.
أنت.
يكفيني هذا.
…..
كان ذلك حبا
قلت لها:
إن عينيك تثيران جنوني.
وهي قالت:
– أتعجبانك وحدهما أم بالريميل؟
– واسعتين.
أجبتها دون تردد
وهي دون تردد تركتهما لي في طبق ومضت تتحسس طريقها.
………..
من أجل أن يكون اسمي أنخل جونثالث
من أجل أن يكون اسمي أنخل جونثالث،
من أجل أن يدب كياني على الأرض،
كان يلزم مكانا واسعا
وزمنا طويلا.
رجالا من البحر كله والأرض كلها،
أرحاما خصبة لنساء، وأجسادا
وأجسادا أكثر، تنصهر بشكل متواصل
في جسد جديد آخر.
انقلابات صيفية وشتوية واعتدالات ربيعية وخريفية
أضاءت بنورها المتغير، بسمائها المتعددة،
الرحلة الألفية لِلَحْمِي
منقلبا عبر القرون والعظام.
من عبوره البطيء والمؤلم،
من هروبه إلى النهاية، ناجيا من الغرق،
متشبثا بالزفرة الأخيرة للموتى،
أنا لست أكثر من نتيجة، من ثمرة،
مما تبقى، متعفنا، بين الخرائب؛
من ترونه هنا
هو فقط هذا:
ركام مستعص، يقاوم خرابه،
يكافح ضد الريح،
ويمضي في طرق لا تقود إلى أي مكان.
نجاج كل الفشل.
القوة المجنونة لليأس.
……………….
حكاية هي بالكاد مقابلة
بحزن
أخذ العابر
– لم أكن أنا لأنني كنت أراه من داخل بيتي-
حقيبته المغبرة، رسم علامة الصليب ومشى قليلا.
بعد ذلك توقف عن المشي، أدار وجهه ونظر مليا إلى الأفق.
كان سيواصل طريقه بالفعل، من يدري إلى أين
عندما رأى شخصا قادما من بعيد. عكس وجهه نوعا من الأمل،
بعد ذلك فرحة رهيبة.
أراد أن ينطق باسم ما، لكن
قلبه لم يحتمل،
وسقط ميتا على التراب،
على الجانبين القمح غير المبالي.
جاءت امرأة، قبلت فاه وقالت:
ها أنت الآن لا يمكنك سماعي
لكن أقسم
أنني قط ما توقفت عن حبك.
…………….
المدينة صفر
ثورة.
ثم حرب.
في ذلك العامين -اللذين كانا
خُمس حياتي كلها-،
كنت قد جربت مشاعر مختلفة.
تخيلت بعد ذلك
الصراع بوصفي رجلا.
لكن بالنسبة لطفل
فإن الحرب كانت بالنسبة لي هذا فقط:
إلغاء الحصص المدرسية،
إيسابيلا الصغيرة بسروالها الداخلي في القبو،
قبور سيارات، شقق مهجورة، جوع لا يوصف
دماء مكشوفة فوق الأرض
أو على بلاطات الشارع،
ذعر دامَ
ما تدومه الرجة الضعيفة للزجاج
بعد الانفجار،
وألم الكبارغير المفهوم تقريبا،
دموعهم وخوفهم وغضبهم المختنق
كل هذا من ثقب ما
تسلل إلى روحي
كي يتلاشى بعد ذلك سريعا
أمام واحدة من عجائبهم اليومية الكثيرة:
العثور على طلقة لا تزال ساخنة بعد،
حريق مبنى مجاور،
بقايا نهب
– أوراق وصور في عرض الشارع…
كل شيء مر،
كل شيء مطموس الآن،
كل شيء عدا ذلك الذي كنت بالكاد أستشعره
في ذلك الوقت
والذي، بعد سنوات، بعث في داخلي
إلى الأبد:
هذ الخوف المنبث
وهذا الغضب المفاجئ
وهذه الرغبة الحقيقية وغير المتوقعة في البكاء.
……..
هذا ليس شيئا
إذا كان لدينا ما يكفي من القوة
للضغط كما ينبغي على قطعة من الخشب،
فإن ما سيتبقى لنا فقط
بعض التُربة.
وإذا كان لا يزال لدينا المزيد من القوة
لعصر هذه التربة بكل صلابة
فإن ما سيتبقى لنا فقط
بعض الماء.
وإذا كان ممكنا بعد
محاصرة الماء
فلن يتبقى بين أيدينا شيء.
…………..
حواشٍ قصيرة على سيرة ذاتية
عندما يكون لديك نقود أهدني خاتما،
عندما لا يكون لديك شيء أعطني زاوية من فمك،
عندما لا تعرفين ماذا تفعلين تعالي معي
لكن لا تقولي بعد ذلك إنك لا تدركين ما تفعلينه…
.
تجمعين حزمات الحطب في الصباح
فتستحيل ورودا على ذراعيك.
أنا أسندك والتويجات تأخذك
فإذا ما تحركتِ فسوف أجتث عبيرك.
.
لكن كما قد قلت لك:
إذا أردتِ الذهاب فها هو الباب:
اسمه آنخل ويقود إلى الدموع.