مرحباً، آسف، لم اعرفك بنفسي هكذا قال لي وهو يواجهني دون أدني حركة مني قد تدل على ترحيبي بالحديث، أكمل بتلقائية غريبة: أنا .. ولكن ماذا يهم أن تعرف اسمي بعد! كان الجو غائماً بشكل يغري بالتفكير في الأمطار فلم أقاطعه ولم أعد اسمعه تماماً.
فكرت أين يكون زوجي السابق الآن، ووجدتها فكرة سخيفة أن أتذكر أيضا انه ربما ما زال يقاوم هطول لعابه اللزج بعد جرعته المكررة من مخدره المفضل.
ابنتي التي لم أنجبها كانت تتمرن على دورها معي كل ليلة كيف ستكون شقية وجميلة ومطيعة، ثم كيف سأبكي كثيراً وانا اراقبها وهي تحدث دميتها القطنية التي صنعناها سويا يوماً ما، ذلك الحديث الذي ينم عن ذكائها المبكر وافكر يا الهي كيف لي بهذه البنت الجميلة الذكية!
كنت محتارة بشأن عرض زواج وعرض لتناول الغداء مع صديقتي وعرض ثالث لتخريب حياة احدهم انتقاما، مشتتة كنت ولكن ذلك لم يمنعني من تناول الآيس كريم المفضل، وقبله سرت مسافة طويلة جدا ولم ارَ شيئا أذكره بخلاف الأشجار والاشجار الميتة والاطفال والاطفال اللذين لا يبدون كذلك، اما ما بين الاشجار والاطفال فكانت هناك نسوة بعيون ميتة وذكور يحاولون بلا رغبة ان يصبحوا رجالا يوما ما.
كان حديث الرجل المجهول عن الفيلة والزراف يتردد في عقلي بلا مناسبة، واحاول ان انساه، لكنني اتذكره فجأة وابتسم اهز رأسي وامضي فيما اعمله، عندما رفضت عرض الزواج انكسرت لي سن أمامية، وعندما قلبت عرض صديقتي فقدت سن ثانية اما عن عرض الانتقام فلم يتكرر وفاتتني الفرصة الوحيدة ان اصير حقا من قاطني المدينة العجوز والمنزل المحدودب .