في المقهى

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

طارق هاشم

في المقهى

يختبر الغائبون محبتهم

بذكر من تركونا ها هنا بلا ساحل أو مدى

كانت شجرة تبني بيتها من دموعهم

الراحلون إلى بحار غاب ملاحوها

اليوم أسكنتهم الأشباح دياراً ليست لهم

العارفون بسرهم أقسموا أنهم شاهدوا الليل

يتآمر عليهم

الهاربون إلى محبة منتهية الصلاحية

يخرجون الآن بحثا عن قبورهم

في غابات أسلمتها المعارك مفاتيح الفقد بشكل حصري

ليت المقاهي تعرف عاشقيها

لاستبدت بهم دون الغياب المر

المصابيح التي اعتادت أصواتهم

غادرت إلى أسقف أخرى

حين خانت مفاتيحها وأضربت عن العمل

حين طاردتني طيور الصباح بسؤالها

من أغلق كل هذه الساحات في وجه العابرين العزل من البهجة

صار صوتي وحيدا وبلا أسلحة

في المقهى كنت أنتظرك

حتى حلق الخراب فوقنا

فانتزع صباح الخير من فمك الذي نامت أفريقيا على ضفافه

لعقود دون خوف

كنت أنتظرك

حتى غاب المقهى

خلف سجنه الطويل

دون أن يعرف متي يعود صاحبه

ليرفع عنه تلال الكآبة اللانهائية

المقهى المحكوم بإغلاق مؤبد

يعرف كم أفتقدك

مقالات من نفس القسم