فدوى الزياني: كل نص جديد ليس إلا تمريناً على كتابة نص آخر

فدوى الزياني
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
حاورها: رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الشاعرة فدوى الزياني
(1) كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
– فدوى الزياني / شاعرة
مواليد مدينة زاكورة 1975
(2) ماذا تقرأين الآن وماهو أجمل كتاب قرأته؟
– في الحجر، وحتى الآن ركزت على قراءة الشعر على غير عادتي.
وكتاب “عندما بكى نيتشه” للكاتب الأمريكي إرفين د. يالوم هو ما يلمع بذاكرتي الآن.
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتبين؟
– بدأتها حين وجدتني أردد جملا شعرية ما بين النوم واليقظة، ربما حتى الآن لم أفهم حالة الكتابة التي كبرت معي ككل الأشياء التي تولد معنا ولا نشعر بقيمتها إلا حين نفقدها..
– أكتب لعلي أكتب نصا يرمّم الفوضى والخراب الذي يحفر بصدر شخصٍ ما حتى لو كان هذا الشخص الوحيد أنا.
(4) ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
– الصويرة، القاهرة، اسطنبول أيا كنت، مدن لن تغادرك.
(5) هل أنت راضية على إنتاجاتك وماهي أعمالك المقبلة؟
– حالة الرضا الكامل عن النص لم أعشها بعد، وكل نص جديد ليس إلا تمرينا آخر على كتابة نص آخر.
بالنسبة لأعمالي المقبلة لا جديد تحت الشمس كما يقولون.
(6) متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة بشكل نهائي؟
– أظنني أفعلها مجازيا بعد الانتهاء من الكتابة، وكل نص أكتبه أحرص على ألا أعبره مرتين، لكن مسألة اعتزال الكتابة ليست واردة فأنا لم أكتب نصا جيدا بعد.
(7) ماهو العمل الذي تتمنين أن تكوني كاتبته، وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
– رواية “زوربا اليوناني”.
طقوسي مزاجية تشبهني، أكتب على أوراق معلقة على باب الثلاجة، أكتب وأنا جالسة في مكاني دون حراك لساعات طويلة.. وأحب النصوص إلى قلبي كتبتها في طريق سفر أو إثر حزن طافح يثير كل الغبار النائم بداخلي.
(8) ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالمغرب؟ وهل للمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
– وضع المثقف عموما وخصوصا بأوطاننا العربية يشبه شخصا يشعل نارا صغيرة في غابة واسعة، كل منا ينفخ على ناره ظنا منه أن النور يجيء من شعلته وحده.
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل بسبب الحجر الصحي؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
– الحصار هو ما يولد الرغبة في تكسيره، والضَّيق هو الذي يدعونا إلى البحث عن سبل الانعتاق، لذا كان الحصار مضاعفا، حصار النفس خوفا عليها، وحصار الخارج خوفا منه، لم يكن الأمر سهلا ولا حرية أبدا بين جدران حبس إجباري.
(10) شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
– “مورغان فريمان” شخصية ماتزال حاضرة بيننا بقوة وأتمنى لقاءه لإعجابي الشديد بشخصيته واختياره المميز لأدواره السينمائية، وربما لأخبره بهذا الكم الكبير من الصراعات في داخلي والتي لا أخبر أحدا عنها.
(11) ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
– لاشيء غالبا، فكل ماحدث معي سابقا هو ما جعلني ما أنا عليه اليوم..
(12) الى أي حد شكلت العصامية دافعا وحافزا للمثابرة والبحث من أجل الوصول إلى مكانتك المرموقة حاليا في مجال الكتابة والإبداع؟
المعاناة والتجارب الحياتية والمحافظة على حقيقتنا الإنسانية أعتبرها من أهم أدوات الكاتب الملاحية التي تظهر جديته في توصيل صوته وتوضيح رؤيته ورهاناته.
(13) إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز؟ إلى دهاء وحكمة بلقيس، أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
– أن تثق بقدراتها وطاقاتها، وأن تؤمن بأنها والرجل كيان واحد يعتمد نصفه على الآخر ولا اكتمال ولا سطوع لأحدهما بانطفاء الآخر.
(14) ماجدوى الكتابة الابداعية؟ وما الذي يريده الناس، تحديداً، من الشاعر؟ وهل الكتابة سلوى وعزاء أم مرض كما عبر كوكتو ذات يوم؟
– بخصوص المطلوب مني كشاعرة لا أظنني أستطيع فهم الجدلية التي تجمع بين القارئ والنصّ.
وقد قلت في حوار سابق “وظيفة الشاعر أن يبحث عن الحب لدرجة استيعاب الشرّ كله”.
أما الكتابة فهي أرض الله الواسعة والشعر أقدامك التي تقفز بك باتجاه الصحاري والحقول والغابات.
(15) من هو قارئك؟ وهل تعتبرين نفسك شاعرة مقروءة؟
– مجموعتي الأخيرة ماتريوشكا عرفت عن طريق الصدفة أن أغلب مقتنيها شابات وشباب بعمر الورد لذا سأعتبرهم قرائي..
أما جوابا على الشطر الثاني: مواقع التواصل توهمنا بأننا كتاب مقروئين، لكن الحقيقة ليست كذلك.
(16) كيف ترين تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
– بهذه السرعة المكوكية التي يمشي بها العالم، القراءة أصبحت فعلا بطيئا وسلوكا يحتاج إلى الكثير من الجهد، لذا فالنشر على مواقع التواصل رغم مساوئه الكثيرة ساهم في تقريب الأدب وكاتبه إلى المتلقي بسلاسة بعيدة كل البعد عن النهج التقليدي.
(17) أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
دخولي بضفيرتين وكرَّاس إلى القسم الأول
وما يتعرّض له الأساتذة في بلادي..
فرق شاسع بين شهقة الفرح الأولى والإحساس بالغُبن والحيف.
(18) كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه؟
-أود أن يكون العالم أوسع قليلا خارج النص.
-“رضوان بن شيكار” شكرا لأنك كنت سريعا بما يكفي لتجعلنا نفلت من كوة الفراغ الزمني

مقالات من نفس القسم