منصورة عز الدين: أحب “الجنون” وأعبر عنه

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 29
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

بعد النجاح الذى حققته روايتها الأولى "متاهة مريم"، عادت الروائية منصورة عز الدين إلى الكتابة مجدداً بعملها الجديد "وراء الفردوس"، ولأن "الريف، المرأة، الجنون" تيمات أساسية فى أعمال منصورة عادت لتكتب عنهم من جديد، فتحدثت عن التحولات التى خلفتها مصانع الطوب فى الريف وعن طبيعة الفتاة الريفية إبان فترة الثمانينيات وعن الصراع بين الشرق والغرب والجنون الذى هو شغف "منصورة" والقاسم المشترك بين جميع أعمالها، على حد تعبيرها.

كان لنا معها هذا الحوار..

بعد النجاح الذى حققته روايتها الأولى “متاهة مريم”، عادت الروائية منصورة عز الدين إلى الكتابة مجدداً بعملها الجديد “وراء الفردوس”، ولأن “الريف، المرأة، الجنون” تيمات أساسية فى أعمال منصورة عادت لتكتب عنهم من جديد، فتحدثت عن التحولات التى خلفتها مصانع الطوب فى الريف وعن طبيعة الفتاة الريفية إبان فترة الثمانينيات وعن الصراع بين الشرق والغرب والجنون الذى هو شغف “منصورة” والقاسم المشترك بين جميع أعمالها، على حد تعبيرها.

كان لنا معها هذا الحوار..

ـ “وراء الفردوس” لماذا هذا الاسم وكيف قمت باختياره؟

ـ العنوان كان مربكاً جدا بالنسبة لى، وفكرت أن اسمى الرواية “فردوس العائلة” على اعتبار أن العائلة كلها كانت تبحث عن الفردوس المفقود والسكينة والسعادة ولكننى وجدته اسم مفتعل، ولأن الفردوس تيمة أساسية فى العمل، فقررت أن يكون الاسم “وراء الفردوس” لأنه يعبر عن العمل دون أن يكشف خباياه.

ـ فى روايتك “وراء الفردوس” كان هناك نوع من توظيف التراث فيما يتعلق بتفسير الأحلام مثلا، هل هذا نابع من المقتضيات الفنية أم أنه استعراض لثقافة الكاتبة؟

ـ حاولت أن أوظف الأحلام فنياً، فكل حلم كان له علاقة بالأحداث وكانت الأحلام تكشف الأبعاد النفسية للشخصية، وكل حلم كان مقدمة لحدث تالٍ فى الرواية، ومنذ أول قصة كتبتها كان لى اهتمام بالأحلام وعلاقتها بالواقع، وفى رأيى فإن عالم الأحلام عالم جميل من الممكن أن يضيف إلى الأعمال الإبداعية أكثر من مجرد استعراض للثقافة.

ـ تناولت مسألة اعتقاد أهل الريف وإيمانهم ببعض المعتقدات الراسخة مثل “لكل مصنع طوب ضحية بشرية” و”بدر الهبلة”، هل تظنين أن هذه الخرافات مازالت موجودة حتى الآن أم أنها تغيرت بمرور الوقت؟

ـ بالطبع درجة الوعى تختلف تبعاً لدرجة التعليم، ولكن أهل الريف ما زال لهم اعتقادات وإيمانات خاصة، ومنظومة فكرية بعيدة عن فكرة العلم يجمعون فيها بين حضارات وثقافات مختلفة، ففكرة الأضحية البشرية الواردة فى الرواية ترجع إلى الفكر الوثنى، وهناك إيمان بشم النسيم وطقوسه وهو تراث فرعونى، والعقلية الريفية تحتفظ بكل هذه الثقافات دون وعى بمصدرها. وحاولت أن أتعامل معها فى روايتى من منطلق فنى وجمالى.

ـ هل تغيرت فى رأيك طبيعة الفتاة الريفية وطرق تعاملها مع المجتمع المفتوح عن فترة الثمانينيات زمن كتابة الرواية عن الآن؟

ـ أتصور أن الفتاة الريفية فى فترة الثمانينيات كانت أكثر تحرراً من الآن، والحجاب لم يكن منتشرا بهذه الصورة، وأذكر أن صديقة لى ريفية كانت تدرس فى طنطا وترتدى الملابس القصيرة، ولم يكن هذا يشكل أزمة أو وسيلة للحكم على أخلاقها على العكس من الآن.

ـ تناولت أيضاً مسألة صراع الشرق والغرب المتمثلة فى علاقة “سلمى” بزوجها “ظيا” هل مازال الإنسان الشرقى يعانى ازدواجية أو صراعاً ذاتياً حال تواجده فى مجتمع غربى؟

ـ تقديم شخصية “ظيا” كان سخرية من فكرة النظر إلى البشر على أنهم يمثلون ثقافات، فقد كان “ظيا” يتعامل مع زوجته “سلمى” باعتبارها تمثل الشرق، بينما هو يمثل الغرب، واخترت أن يكون “ظيا” بريطانيا باكستانيا حتى أخلق نوعا من الصراع الداخلى بين الشرق الذى يتبرأ منه والغرب الذى يفخر بالانتماء إليه، لأنى قابلت العديد من الشخصيات التى تشبهه فى الواقع الذين يلحقون بركب الثقافة المنتصرة أو المهيمنة حتى لو لم تتقبلهم المجتمعات الغربية.

ـ ركزت “متاهة مريم”على شخصية مريم كشخصية يمكن أن يقال عنها إنها شخصية مريضة، وكذلك انتهت “وراء الفردوس” بجلوس “سلمى” على شاذلونج طبيبتها النفسية، لماذا يحضر المرض النفسى دائماً فى أعمالك؟

ـ فكرة الجنون من التيمات الأساسية فى أعمالى حتى الشخصيات المتزنة أحاول أن أقرب من نفسياتها، لذلك فأنا مغرمة بكتابات ديستويفسكى، وأؤمن بالرأى القائل “أن مشكلة الجنون ليس فى كونه خطراً خارجياً، بل لأنه خطر داخلى يهدد الذات”، وستندهشى إذا عرفتى أننى أعمل على مجموعة قصصية، الجنون حاضر فيها بشكل أساسى.

ـ هل هناك فرق بين الرواية والسيرة الذاتية فى رأيك؟ البعض يصنف كتاباتك على أنها كتابة ذاتية تقترب كثيراً من السيرة الذاتية والتوغل داخل الذات؟

ـ بالطبع هناك فرق كبير بين السيرة الذاتية والرواية، وبالنسبة ل “وراء الفردوس”، فإن الشخصيات مبتكرة من الخيال، أضفت إليها لمحات شخصية وزعتها على باقى شخصيات العمل حتى الشخصيات الذكورية، والعالم فى “وراء الفردوس” عالم قريب مما عايشته فى طفولتى مع إدخال الغرائبى والخيالى، ولا يوجد انفصال تام عن الذات ولا يوجد كاتب يكتب من الفراغ، ويجب أن يكون هناك نقطة تماس مع الحياة الشخصية حتى يتحقق العمق.

ـ هل يؤثر عملك كصحفية على كتاباتك؟

ـ الصحافة والكتابة كلاهما يحتاج إلى وقت طويل، ومع مسئوليات العمل والمنزل والأسرة لا أجد لنفسى وقتاً للكتابة، ولكنى أحاول أن أجد لنفسى وقتا لأكتب، فبدأت أكتب “وراء الفردوس” أربعة أعوام تقريباً كان يمكن أن أنتهى قبل ذلك بكثير لولا انشغالى بالصحافة.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم