جرجروها بعيداً
ركلوها وصرخوا بها
امتدت الأذرع نحو
أختي الصغيرة
حيث كانت ممدة على الأرض، تحتضر
وقد جفت شفتاها
وغارت عيناها
مدّت ذراعيها النحيلتين
ونادت «ميريك»، لا تتركني!
.
سحبها أبي بعيداً
من يدي الجندي الشاب
ذلك الذي انتهكها ودنسها
الذي يهزأ بها الآن
“تحركي.. لكنها ستموت
قبل حلول الليل”
.
أسرعتُ خلفهم
أتعثر من خلال دموعي
خائف من التخلف عن الركب
التفتّ لألقي نظرة أخيرة
حيث كانت ممدة.. وعيناها مغلقاين
تركتها ورائي
أختي
لتلتحق بقافلة الموتى على طول الطريق.
.
لم أسمع صراخها في تلك الليلة
ولا شكواها بينما كان الجنود
يسحبونها بعيدا
كانت جميلة
أمّي،
بعينين كلون البحر
عينان ترقصان
وتتلألآن
كالنجوم في ليلة صافية
عينان تبتسمان
عينان تتعانقان
عينان تتحدثان
بكلمات لا ينطق بها
وداهمني النعاس على صوت نحيب أبي.
.
سمعتها تقول “انهض”،
بينما كنت أجاهد لأبقي أحلامي حية
وعيناي تنفتحان مرتجفة
لكنني أغلقتهما عن تلك الوجوه الجائعة
أغلقتهما عن ثوبها الذي دنسوه
تبحرت في عينيها
الرائقتين كالزجاج
يبدو أنهما تجاوزتاني
لا تبصران شيئاً
هكذا قرأت فيهما
لا ألم
ولا فرح
ولا إدراك
.
ولا.. حياة!
انبثقت الدموع من عيني
دموع من أجل جسد أختي الميت
دموع من أجل روح أمي الميتة.
.
عينا أمي
عينا أمي
لم تزل تطاردانني
………………………
*شاعرة أمريكية من أصل أرمني
*كاتب ومترجم عراقي