عزيزتى أم أحمد حارسة العقار

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 102
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ناهد السيد

ليس معنى امتلاكى سيارة أنى مرفهة، فهى غالباً تؤدى دور عربة الإسعاف، ليس معنى أن لديّ حديقة أني ثرية وأستحق ابتزازك، إنها مجرد ممر منعش لحياتى المتعفنة بين أربعه جدران، أحج اليها فقط لتغيير معدل ضغطى بتنشق هواء متجدد، ثم أهرع للداخل حيث لا أحتمل نسمات الهواء لا صيفا ولا شتاء لضعف مناعتى، كما لا تقوى قدمى على وطأ الأرض والتدلى أكثر من ربع ساعه، فيمكنك أن تعتبريها ممرا يسر الناظرين، بينما تئن أوراقها حزنا على حلمى الباهت فى امتلاك حديقة لم تطأها قدمى، أقدمها فقط للغرباء افتخارا بحبى للزرع، لأنال عليها ثناءهم وحقدك عليّ.

ليس معنى أن لدى أبناء أنهم سند لى، فلكل منهم حياته الخاصة وعالمه وأظل وحيدة حتى وهم حولى، فلم يعد بيننا رابط سوى ربت أياديهم على كتفى وقت الألم، ودفع كرسى الطوارئ.

 ليس معنى أنى أتأبط زوجى أننا فى موعد غرامى، فقد تتشابك أكتافنا لكن عقولنا تفنط حسابات مابعد الرحيل الذى يسحبنى إليه المرض ولا يملك زوجى سوى تشجيعى للوصول إلى أحضان الموت بكل ثبات وقوة، ليس معنى أن أعطيكِ فائضا فى المناسبات أنى أتصدق بنية الشفاء، لكنى فى حقيقة الأمر أجعلكِ صك غفران، نعم أحاول التمسح فى ربى ليغفر لى  حسدى لك وتمنى تبادل نعمنا، فكم تملكين من قوة وعتاد وسرعة أداء وحكمة تدبير الأمور؟ تجيدين التحكم فى أبنائكِ ليساعدوكِ، فلا يمكن أن يعصيكِ أحدهم ؟ تدبرين شأنك بأقل التكاليف؟ فكيف يكفيك راتبك الزهيد مهما تصاعد بالتقاطك أعمال اضافية كغسيل سيارات وتنظيف الشقق وجلب الطلبات؟ كيف تدخرين  وتتعاملين بفئة الجنيه وأقصى فئة لديك هى المائة؟ ألا تكفيكِ رائحة طبيخكِ الشهى التى تهب فى مدخل العمارة وتثير لعاب ابنائى، الذين تلبكت أمعاؤهم من أكل الشارع؟ ألا  يكفيكِ جلسات الثرثرة مع زوجات حارسى العقارات المجاورة فى المداخل المشمسة بلا تنهدات أوكراسي تطل على حمام سباحة وجلسة فى النادى تستدعى التجهيز لها يوما كاملا وتتكلف قسط النادى والاشتراك السنوى وبنزين السيارة وملابس تليق بصيحات الموضة؟

ألا يكفيكِ أن أحزانك كلها تتلخص فى لقمة العيش..

تتساوى رؤوسنا الآن فى الحسد فأي منا ياترى يستحق غفران الرب؟

 

مقالات من نفس القسم