عجلة فريس

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

بن لوري    

يهبط ولد وبنت إلى حديقة ملاهي، ويمتطيان عجلة فريس. عندما يبلغان القمة تتوقف العربة.. ينظران إلى الخارج.

"المنظر جميل"، تقول البنت.

"نعم، إنه كذلك"، يقول الولد، ثم يبتسم. "ينبغي أن نتزوج هنا".

"يا إلهي"، تقول البنت. "هذه فكرة رائعة".

"السؤال الوحيد هو متى؟"، يقول الولد.

"ماذا؟" تقول البنت، وتنظر إليه، ثم تشيح بنظرها بعيدا.

"ما الأمر؟" يقول الولد.

"لا شيء".تقول البنت.

وتعيدهما العجلة إلى الأسفل.

غير أنهما حين يكونان وسط حشد من الناس، يكتشف الولد فجأة أن البنت لم تعد هناك. يلتفت ليرى أين اختفت – ينظر حوله – لكنه لا يعثر على أي أثر لها. يبحث عنها في الحديقة طوال الليل غير أنه لا يجد هناك سوى غرباء. وعندما ينقضى الليل يُرْكَل الولد، و يعود وحده إلى المنزل .

ويقضى الولد النهار الموالي في البحث عن البنت، بيْد أنها ليست موجودة في منزلها وفي عملها. يخبر السلطات ويبحث لأسابيع سُدًى.

يمر الوقت، وتمتد السنوات، ومازال الولد يتساءل “ماذا وقع. إلى أين ذهبت؟أين هي الآن؟ وهل ما تزال تفكر فيه؟”.

غير أنه لا سبيل إلى إيجاد جواب لأسئلته، ويكبر الولد وتصير حياته فارغة وحزينة.

وذات يوم يدرك أنه سيموت.

“ما زلت لا أعرف ماذا وقع”، يقول.

الولد(هو الآن عجوز) ينزل إلى حديقة الملاهي. يستغرق الوصول إلى هناك منه قليلا من الوقت، غير أنه يصل في النهاية. يقف محدقا في عجلة فريس متذكرا الوقت الذي قضاه صحبة البنت.

“أتود أن تركب؟” يقول مُشَغّلُ العجلة.

ويومئ العجوز برأسه أن نعم. ويدخل إلى العربة، ويركب. وفي الأعلى يجد البنت هناك تنتظره.

إنها جالسة في العربة، قربه تماما، و شعرها ينساب في النسيم. وتنظر إليه وتبتسم وتلوح بيديها.

“أخيرا عدت”، تقول.

وينظر الولد إليها. ويمسك يدها ويجثو على ركبة واحدة.

“تزوجيني”، يقول، “تزوجيني الآن”.

“ولكن نحن كنا متزوجين طوال كل هذا الوقت”، تقول.

آنذاك يدرك الولد أن البنت قد شاخت كما شاخ هو أيضا. وكليهما يرتديان خاتمي زواجهما كما فعلا دوما.

“أه، نعم، لا بد أنني غفوت”.

“لا بأس”، تقول المرأة. “الوقت متأخر”.

ويتبادلان القبل، يسحبان الملاءات ويضعانها عليهما، ويمسكان ببعضهما البعض خلال الليل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عجلة فريس، نسبة إلى المصمم الأول للعجلة:George Washington Gale Ferris .وتعرف أيضا بالعجلة الكبيرة أو عجلة المراقبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصورة من فيلم: جنس وفلسفة للمخرج: محسن مخملباف – 2005

 

مقالات من نفس القسم

تراب الحكايات
موقع الكتابة

خلخال