المتفرج أيضا لن يستطيع أن يرى ملامح يحيى أو حتى يحتفظ في ذاكرته بأي شيء يميزه.. شيء واحد فقط سيتذكره المشاهد وهو الاسم: “يحيى”. قائلا: نعم كان هناك ولدا ينطلق مسرعا بدراجة اسمه يحيى .
ربما كان يحيى نقطة مركزية في الفيلم، لسبب بسيط انه كان سببا في موت البطل. فلولاه لم يكن البطل لبفكر فى كسر قناعاته التى ظل يحارب من أجلها ظول الفيلم. وبسبب تلك القناعات وقع فى العديد من المشاكل، لولا يحيي ما فكر البطل فى شراء دراجة من اجل ابنه نعيم. لولا يحيى ما فكر البطل فى ان يحقق امنية نعيم.. امنية صغيرة بحجمه.. مجرد لفة بالدراجة على شاطيء راس البر.. لفة بالدراجة تدخل السرور الى قلب نعيم. لفة بالدراجة تؤدى الى موت البطل… الامر الاكثر وجعا عندما افكر مع نفسي: ماذا لو كنت انا يحيي.. ماذا لو كانت حياتي مجرد مشهد صامت لن يتذكره احد.. ياااه.. اركب دراجة واعدو مسابقا الريح فى خلفية المشهد.. جسد ضئيل لن يعلق فى ذهن احد.. امرق مسرعا دون ان احظى ـ ولو لثانية واحدة ـ بكلوز اب على وجهى.
لصديقي أحمد شافعي قصيدة يقول فيها :
ميلودراما طويلة هذه الحياة
أعطاني المخرج فيها دورا ثانويا
فلا تندهش
حيث يطرق البطل باب العالم
وتجدني ـ أنا ـ افتحه
ثم لا اظهر حتى النهاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مدونة الطاهر شرقاوي