(جزمة) واحدة مليئة بالأحداث.. لعبة الدايرة الواحدة

جزمة واحدة مليئة بالأحداث ..  مسرح كسر التابوهات
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

محمد عادل عبد العظيم

مشكلتنا إننا بنلعب لعبة الدايرة الواحدة ومش عارفين إمتى ابتدت اللعبة

حياتنا..

مجرد (لعبة)..

 (لعبة الدايرة الواحدة)..

لا بداية..

لا نهاية..

بالرغم من معرفتي التامة بإن (حياتي دايرة)..

لكن..

* * *

أنا مش عارف عايز إيه

* * *

إذن..

ربما أكون مُخطئاً..

ربما كانت حياتنا..

(مش دايرة)..

هي..

(ملهاش ملامح)!..

بدليل..

* * *

الولد الذي تظهر رأسه تحت ستارة العرض، ليقول:

“أنا مع كل ما هو مرفوض في المجتمع لحد ما أعرفه”..

* * *

إذن..

كيف نتمسك (بالثوابت)، بالرغم من أن (حياتنا) تُشبه (البلالة)؟!..

هو حد يعني يعرف إيه هي ملامح (البلالة)؟!..

لكننا برغم ذلك ننتظر(ه)..

* * *

على فكرة أنا مش جاي

* * *

وننتظر أشياء أخرى..

* * *

انتو مستنين مين؟.. ماهو مش جاي، والله العظيم ماهو جاي، وخليكوا قاعدين

* * *

ننتظر التغيير..

بجانب إنه..

* * *

اشمعنا العلو عايش وحيد، وإحنا مع التحت بنغير فيه وعمره ما حس إنه وحيد؟

* * *

فلنكتفي بهذا القدر..

ودعنا نعود (للحياة) التي نعرفها..

* * *

أنا عايز أعلق على الحدث ده لإني حزين.. حزين لإن الأهلي انسحب، وأنا شايف إن ده مشكلة كبيرة، لكن ربنا يوفقه في البطولة اللي جاية .

إظلام

* * *

(سبوت والنبي هنا يا ابني)..

الله ينور..

نبدأ بقى!..

قبل شروعي في الكتابة عن كتاب “(جزمة) واحدة مليئة بالأحداث”، لا بُد -كما أتصور- أن نتعرف على رحلتي مع هذا الكتاب نفسه..

أتذكر أنني قابلت “باسم شرف” -مؤلف الكتاب- مُنذ عدة أعوام، وعرفت أن “باسم” كاتب ومخرج مسرحي من طراز خاص جدًا، فهو يُحاول أن يؤسس لنوع من الكتابة الجديدة لم تظهر بمصر بعد في مجال المسرح، حيث النص المسرحي قد يكون عِبارة عن نصف صفحة أو أكثر بصفحات قليلة جدًا، ربما تحمل هذه الصفحات مجرد حدث فقط، أو بها جملة حوارية -أو أكثر- يقولها شخص واحد -أو أكثر- ليكون النص بهذا الشكل له بداية ووسط، بل ونهاية أيضًا!..

أتذكر كيف تحدث معي “باسم شرف” حول مشروع كتابه هذا، وحماسه الشديد لنشر الكتاب بمصر، رغم الاحباطات، التي تلقاها من دور نشر مختلفة، ومطالبتهم إياه بأن يكتب على غلاف الكتاب أنه “مجموعة قصصية”، لأن المسرح “سوقه مايبعش” -الغريب في الأمر أن هذا الكتاب كان من أكثر الكتب مبيعًا في معرض القاهرة الدولي الماضي للكتاب- وكيف طالبه البعض الآخر بأن الأفضل له أن يكتب رواية في الوقت الحالي، في الوقت نفسه كانت هناك عروض كثيرة جدًا من مؤسسات أجنبية وصلت لـ”باسم” لنشر هذا الكتاب، وتسويقه بالخارج، خاصةً أن هذا النوع من “الكتابة الجديدة” مُنتشر بشكل أكبر في الدول الأوربية..

أتذكر أيضًا كيف أنني حاولت أن أواسي “باسم” بأن هناك بالتأكيد دار نشر مصرية ستتحمس لهذا المشروع -الذي استغرق “باسم” في كتابته ما يُقارب الأعوام الست -فقط عليه ألا ييأس بسرعة، خاصةً أن أي طريق للكفاح في مصر يأخذ أعوامًا على عكس ما يحدث بالخارج..

كل هذه الأشياء قد حدثت، ولم أكن قد قرأت الكتاب بعد، وبعدها توطدت علاقتي بـ”باسم” أكثر وأكثر، لدرجة أنه دعاني لمسرحيته “بنشوف” -وكنت قد كتبت مقالاً عنها، ليُنشر بـ”بص وطل” – بل أعطاني النسخة المطبوعة على الكمبيوتر من كتابه، والتي لا يُعطيها لأي شخص- كما علمت منه – وطلب مني ضرورة الحفاظ على ما في يدي..

وما وجدته -وها نحن نتحدث عن الكتاب – لا بُد وأن يخاف عليه “باسم”، وله كل الحق في ذلك، فـ”المجموعة المسرحية” – وهو ما كُتب على غلاف الكتاب، ولم يُكتب “مجموعة قصصية” – بسيطة جدًا، وفي نفس الوقت مُعبرة للغاية عن مواقف حياتية أو بالأصح ذاتية عاشها الكاتب بشكلٍ أو بآخر، الأهم في الوقت نفسه أن النصوص نفسها من الممكن أن تُمثل في أي مكان، فلا حاجة لديكور مُبهر، بل النصوص في حاجة لأشخاص يُمثلون، واكسسوارات بسيطة جدًا -لدرجة أنني قلت لـ”باسم” إنه من الممكن لمجموعة من الأشخاص أن يُمثلوا هذه النصوص فوق “سطح بيتهم”! -فهنا المكان لدى “باسم شرف” رحب جدًا، فهو لا يهتم كثيرًا بالمكان أكثر من اهتمامه بالحدث، الذي قد يحدث في الشارع أو على القهوة أو حتى في المنزل -وهنا عالم أضيق- لكن “الحدث” أو “الجمل الحوارية” المُعبرة عن الحدث، تحدث في بيوت أخرى كثيرة، وهذا ما يجعل المكان لدى “باسم شرف” أرحب وأرحب، بجانب أن الحدث قد يتم تأويله بطرق عديدة، وهذا يرجع إلى عوامل مختلفة لدى القارئ منها ثقافته وبيئته الاجتماعية.. إلخ، فربما يكون رأي القارئ في نصٍ ما يبتعد تمامًا عما يريد “باسم” أن يقوله في النص، ويبتعد عنهما رأي قارئ آخر.. وهكذا، لكن الروعة هنا أنك ستشعر بأن النص من الممكن بالفعل أن يُعبر عن رأيك، وربما ستجد نصوصًا من الصعب عليك تفسيرها، لكنك ستشعر بأنك عايشتها أو رأيتها بشكل ما، ولعل أقرب مثال لقولي هذا نص “الراقص والبيض”..

أنت في نهاية الأمر أمام كتاب ذي مذاق مختلف، فالكتابة هنا لها نكهة خاصة جدًا، ولكي (تستطعمها)، فهي تطالبك بـ(أرجوك ما تتحركش)!..

* * *

بنقول كان فيه حاجة!

(يتم عرض الفضاء المسرحي جميعه، ثم يدخل طفل عمره 12 سنة من العمق، ثم يتوجه إلى مقدمة المسرح)

الطفل: عندما تنظر إلى العالم تجده ما زال يحلم بالصحراء، وهو يعيشها، وتسمع دقات طبول الحرب، تسير معك أينما سرت، وتحاول أن تبحث عن المكان، الذي يأتي منه هذا الصوت فلم تجده، ويظل بداخلك هذا الإحساس، إلى أن تأتي الطبول الجنائزية لتذهب بك إلى مكان هذه الأصوات.

إظلام

مقالات من نفس القسم