ربما تكون المرة الأولى التي نُقدم فيها لقارئ العربية كاتبًا كبيرًا من إندونيسيا. ذلك الأرخبيل المهول في جنوب شرق آسيا بجُزره التي تقارب ألفي جزيرة، رابع دولة عالميًا من حيث عدد السكان وأكبر دولة مسلمة.
وكاتب هذا العمل إيكا كورناويان قالت عنه نيويورك ريفيو أوف بوكس إنه تلميذ مخلص لجونتر جراس وسلمان رشدي وجارسيا ماركيز. وعلى غرار ماكوندو القرية الشهيرة في “مائة عام من العزلة” يخلق كارنياوان في الجمال جرح بلدةً ساحلية، ويجعل منها مسرحا يعرض عليه تاريخ إندونيسيا المعاصر، وما شهدته من حوادث كبيرة على مدار القرن العشرين. وعبر ثلاثة أجيال من أسرة واحدة، يحكي عشرات الحكايات، مُخلصا لكلّ حكاية منها، كأنّما هي هدفه الوحيد من الرواية كلها، ثم ينصرف إلى حكاية أخرى، حتى ليوشك كلّ فصل في هذه الرواية، أن يكون في ذاته قصة طويلة محكمة.
وتجمع الرواية بين الحسّ الملحمي والتاريخ، والتراجيديا العائلية، والخرافات والكوميديا اللاذعة والرومانسية في سلاسة مذهلة، كما وصفتها الصحافة الفرنسية حين صدور ترجمتها في باريس عام 2017 ووصولها للقائمة القصيرة لجائزة مدسيس المرموقة، وتنبأ المحرر الثقافي لجريدة لوموند بأن هذه الرواية قد تصل بصاحبها إلى أبواب الأكاديمية السويدية فتكون أول نوبل في الأدب لأندونيسيا.
* ولد كورناويان بجزيرة جاوا عام 1975، ودرس الفلسفة بجامعة جادجا مادا، وهو يكتب الرواية والقصة والمقال والسيناريو السينمائي، إضافة لعمله كمصمم جرافيك. وقد صدرت له حتى الآن أربع روايات وخمس مجموعات قصصية وكتاب واحد من المقالات. تُرجمت أعماله إلى 27 لغة، وكان أول كاتب إندونيسي يصل إلى القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر عام 2016 بروايته “الرجل النمر” والتي حصلت أيضًا على جائزة صندوق أوبنهايمر للأصوات الناشئة التابعة لجريدة الفايننشيال تايمز. أما الرواية التي بين أيدينا “الجمال جرح” – من ترجمة المترجم المرموق أحمد شافعي- فقد حصلت على جائزة “وورلد ريدر” لعام 2016 فضلا عن ترشحها لجائزة ميدسيس الفرنسية لعام 2017.
*أحمد شافعي، شاعر وكاتب ومترجم مصري، ولد سنة 1977، درس الأدب الإنجليزي، وله العديد من الكتب المترجمة، منها رواية “الباب الأزرق” للكاتب الجنوب أفريقي آندريه برينك، “قصص” -قصص قصيرة- أليس مونرو، كتاب الاقتصاد “السامريون الأشرار” لعالم الأقتصاد المرموق ها جوون تشانج، كذلك ترجم إلى العربية الشاعر الأمريكي تشارلز سيميك “العالم لا ينتهي”، والشاعر الأمريكي راسل إدسن “كلنا نولد مصابين بالغثيان” وكتاب “هنا والآن” لبول أوستير وجيه إم كوتزي. صدرت له رواية “الخالق” وعدة دواوين شعرية منها “وقصائد أخرى”، و”77”.