استعادة مصر والعالم العربي في سبتمبر 1892.. في عدد “الهلال” الجديد

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

    في عددها الجديد، سبتمبر 2015، تستعيد مجلة "الهلال" لحظة صدورها في سبتمبر 1892. استعادة لا إعادة بالطبع، نظرة بانورامية إلى تلك الفترة، ثم القفز إلى المصائر مع بداية عامها الرابع والعشرين بعد المئة. تتشعرض "الهلال" ظواهر فكرية وحضارية وثقافية، كما نعيد النظر في مسلمات.

 

    في عددها الجديد، سبتمبر 2015، تستعيد مجلة “الهلال” لحظة صدورها في سبتمبر 1892. استعادة لا إعادة بالطبع، نظرة بانورامية إلى تلك الفترة، ثم القفز إلى المصائر مع بداية عامها الرابع والعشرين بعد المئة. تتشعرض “الهلال” ظواهر فكرية وحضارية وثقافية، كما نعيد النظر في مسلمات.

  يكتب سعد القرش تحت عنوان “جرجي زيدان.. المغامر” عن سياق نازف غادر فيه جرجي زيدان لبنان تحت سطوة الاحتلال العثماني، وكيف احتضنته مصر. ولكن الفرق بين البلدين أن مصر، في أسوأ الأحوال، تحتفظ بمفهوم «الدولة»، وهذا اختيار وقدر له تبعاته ومساوئه في عدم تشجيع روح المغامرة الفردية. كان زيدان ثمرة «العقل الشامي»، إذا جاز الوصف. هو عقل طليق يؤمن بأن «أرض الله واسعة»، ولا يميل إلى التباكي على فرص ضائعة والتواكل وأوهام الاستقرار البليد، هذه من سمات «العقل الزراعي» المستكين في خوفه من عواقب المغامرة. لا تقتصر المغامرة على السفر، والاشتباك الحضاري مع عوالم جديدة، ولهذا كان أدباء المهجر، وغيرهم ممن منحوا أنفسهم حق التجربة وتفاعلوا مع العالم الرحيب، أكثر جرأة على التجديد، وتفجير اللغة، وطرح اشتقاقات صارت تراثا عاما نسينا أصحابه.

    وتحت عنوان “ظاهرة المثقف اللبناني في مصر” يكتب الدكتور خالد زيادة عن آثار اللبنانيين في المجالات الثقافية والفكرية، وهي مازالت قائمة، فبالإضافة إلى المجلات والصحف التي أسسها لبنانيون والتي مازالت تصدر حتى الآن مثل الهلال والأهرام التي أسسها الأخوان تقلا، وروزاليوسف التي أسستها فاطمة اليوسف. فإن لبنانيين آخرين كان لهم أثرهم في تكوين الاتجاهات الفكرية أمثال الليبرالي فرح أنطون والإصلاحي رشيد رضا والعلماني التطوري شبلي شميل، والشاعر خليل مطران والأديبة مي زيادة.

   ومن القدس يكتب تحسين يقين عن “فلسطين الشامية العربية العثمانية.. هكذا كانت” كما يكتب الروائي التونسي تحت عنوان “تونس سنة 1892.. صراع على الهوية بعد 11 عاما على الاحتلال الفرنسي” مستعرضا المشهد النضالي المبكر للتونسيين ضد الاحتلال. وبحكم اهتمامه بالفنون يكتب الشاعر العراقي شاكر لعيبي عن الإخراج الفني في الأعداد الأولى للهلال، وكيف كان استخدام الصورة، ويقدم الدكتور نبيل حنفي محمود صورة لواقع الموسيقى والغناء الذي أسس لانطلاق مدرسة سيد درويش، وعلى النهج نفسه يكتب الدكتور عمرو دوارة عن المشهد المسرحي المصري، العربي بالضرورة.

    في العدد دراستان غير مسبوقتين، درس في جدية استخدام مناهج البحث العلمي في الاستدلال والتوصل إلى نتائج عبر تقصي أجزاء من الصورة للتوصل إلى المشهد العام: الأولى للشاعر أسامة عفيفي عن  واقع الفنون الجميلة في مصر في نهاية القرن التاسع عشر، قبل سنوات من تأسيس مدرسة الفنون الجميلة 1908، والثانية للباحثة والناقدة التشكيلية الجادة شذى يحيى عن مشاركة مصر في معرض إكسبو شيكاجو، وكيف تم نجح مصرفي تركي من أصل يوناني في تنظيم جناح مصر الذي أصبح منصة لبعد آخر للاستشراق من زاوية الرقص الشرقي.

    في القضايا يطرح الدكتور محمد عفيفي أسئلة جديدة عن الثورة العرابية، كما يتساءل الروائي محمود الورداني: من يخاف الإسلام السياسي؟

    ومن الماضي إلى الحاضر يتساءل الناقد السينمائي سمير فريد عن ضرورة الإبقاء على وزارة وزارة الثقافة المصرية بعد انتفاء الحاجة إلى وجودها، ويطرح البديل. أما الشاعر علي عفيفي فيقدم اقتراحا لمن يريد اسئجار غرفة بالوزارة.

    في الفنون يكتب أحمد البكري عن ثنائية أحمد رامي ورياض السنباطي، ويكتب محمود الحلواني عن عرض “ليلة من ألف ليلة”.. وإضافة إلى الأبواب الثابتة والدراسات النقدية والإبداع تنشر “الهلال” نصا فريدا للزعيم محمد فريد، كتبه بلغة تفيض ألما وعذوبة، عن زيارته للجزائر عام 1901.

مقالات من نفس القسم