ثلاث قصص

أرييل ماغنوس
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

أرييل ماغنوس

ترجمة: راضي النماصي

معارف قدماء

تعانقا ما إن التقيا فجأة، وهتف كل منهما “لم أرك منذ زمن!”، ثم تحادثا وتبادلا رقمي الهاتف، ووعدا بعضيهما بلقاء آخر على فنجان قهوة في يوم ما. وفي طريق عودته إلى المنزل، حاول م. تذكر سبب توقفهما عن رؤية بعضهما البعض؛ إذ كان شخصًا لطيفًا. (كان يتفكّه في باله “إن المرء ليلتقي بالكثير من الحمقى في الحياة، بينما من يستحق المعرفة يغيبون دونما أثر.”) لكن حين وصلت سيارة الأجرة، اكتشف أن محفظته مفقودة. وما إن عرف المذنب مباشرة حتى تساءل عن توقيت من كان يعرفه: أخلال مصافحتهما المفاجئة أم عناق الوداع؟

*

أشباح كانترفيلّا

اقتحموا المكان عبر النوافذ ليلًا وسدوا الباب من الداخل. وفي الصباح التالي، أسدلوا علمًا أحمر يحوي صورة تشي على واجهة القصر (كان القصر فارغًا لسنوات)، ثم راكموا الحصى على الشرفات صدًا لهجوم الشرطة وكوّموا منشورات من أجل توزيعها على الصحفيين. لكن لم يلق أي من الشرطة أو الصحفيين بالًا لهم. والآن باتوا ساكنين هناك لأعوام على ادعاء بأنهم متمردون ثوريون، بيد أن أهل الحي اعتبروهم مجرد مستحلّي عقارات بسطاء.

*

رذاذ

نظرًا لموقعها الجغرافي، لا تهب الرياح على قرية “إل هويو” من الجانب بل من الأعلى. يعني ذلك أن القبعات لا تطوَّح من الرؤوس ولا تصفق الأبواب مغلقة، لكنه يعني أيضًا أنك لا تستطيع تهوئة الغرفة عبر فتح النوافذ (ولا تطير تنانير الفتيات تحت تيار المحركات). فهنا تُعلَّق الأعلام من سواري أفقية وتشعل السيجارة عموديًا والمظلات تدعى مهبّات. وعلى الرغم من أن الأطفال لا يقدرون على أن يطيّروا الطائرات أو يدفعوا القوارب الورقية إلى الإبحار، إلا أن طفولتهم ما زالت سعيدة ولو على الأقل للحظةٍ يرون فيها شعورهم مرتبة ونظيفة على الدوام.

………………

عن الكاتب: أرييل ماغنوس (1975 – الآن) كاتب ومترجم أرجنتيني. نشر العديد من الروايات والمجموعات القصصية، وحرر عدة أنطولوجيات من النصوص الأرجنتينية الفكاهية والمكتوبة لصالح إذاعات الراديو. تُرجمت العديد من كتبه إلى الفرنسية والألمانية، وسيُترجم أحد كتبه لأول مرة إلى الإنكليزية قريبًا بعنوان «شطرنج مع جدي».

 

مقالات من نفس القسم