تقبيل .. قصيدة لـ دوريان لوكس

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
ترجمة: ضي رحمي يتبادلون قبلة، على مقعد الحديقة،  على حافة سرير قديم، أمام مدخل الكنيسة  أو بداخلها. يتبادلون قبلة بينما تضج الشوارع بالبالونات أو الجنود، بالجراد أو القصاصات الملونة، بالماء أو النار أو الغبار.  يتبادلون قبلة عبر قرون تحت الشمس أو النجوم، أسفل شجرة ميتة، أو في رحاب مظلة بين الأطلال. يتبادلون قبلة،  بينما يحمل المسيح صليبه،  ويلقي غاندي خطاباته،  كرصاصة تشق طريقها في الهواء صوب قلب طيب لطفل.  يتبادلون قبلة، ممتدة، عميقة، قبلة رحبة، تستكشف صمت اللسان، وسكون الحلق، قبلة تواقة لجسد حي.  قبلة لا تتوقف أبدًا، لا لحوادث السيارات ولا لسقوط القنابل،  لا لبكاء المواليد حال اصطدامهم بالهواء الأبيض، ولا لانحناء موتسارت فوق صحن الحساء، أو ستالين لزهور حديقته.  يتبادلون قبلة ليبدأ العالم من جديد. لا شيء يمنعهم.  يتبادلون قبلة، حتى تتورم شفاههم،  حتى تغدو ألسنتهم الغليظة براعم رقيقة تمتص الرحيق الحلو.  أود لو صدقت أنهم يتبادلونها إنقاذًا للعالم، لكنهم لا يفعلون. كل ما يعرفونه إلحاح الرغبة، والحاجة،  ييشتبكون، يلتصقون كزهورتنغلق على نفسها وتنفتح،  تتلاصق أسنانهم،  يفعلون ما ينبغي عليهم فعله للإفلات مما هوأسوأ، يحبسون الكلمات القاسية بالداخل، يشتهون خطايانا.  في هذا العالم المتصدع، يمارس العشاق هذا الفعل البسيط الفريد الكامل،  يتشبثون ببعضهم البعض، يتبادلون قبلة.  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   مترجمة وشاعرة مصرية 

مقالات من نفس القسم