“بابٌ واحدٌ ومنازل” هو الديوان السَّابع للشَّاعر أحمد الشهاوي بعد أعماله: ركعتان للعشق 1988، الأحاديث – السِّفْر الأول 1991، الأحاديث – السِّفْر الثاني، كتاب الموت 1997، قل هي 2000، لسان النار 2009، إضافةً إلى أربعة كتب نثرية هي: كتاب العشق 1992، أحوال العاشق 1996، الوصايا في عشق النساء – الكتاب الأول 2003، الوصايا في عشق النساء – الكتاب الثاني 2006.
وَسَيُقَام حفل توقيع للديوان الجديد وبعض أعمال الشَّاعر، ومن نصوص ديوان “بابٌ واحدٌ ومنازلُ”:
مَا الجَحِيمُ؟
مَا الجَحِيمُ؟
سَأَلْتُ
أَنْ تُحِبَّ
وَلاَ صَدَى
أَنْ تَسْألَ
وَلاَ جَوَابَ
أَنْ تَكْتُبَ
وَلاَ قَارِئ
أَنْ تَنَامَ
وَلاَ أَحَدَ في الحُلُمِ
أَنْ تَبْتَهِلَ
وَلاَ إلَهَ
أَنْ تَحْمِلَ مِفْتَاحًا
وَلاَ بَيْتَ
أَنْ تَفْتَحَ كَفَّكَ
فَلاَ تَجدَ امْرَأَةً تَقْرَأُ·
قَلْبٌ لِكِلاَبٍ
سَأَرْمِيهِ لِكِلاَبِ الشَّوَارِعِ
قَلْبِي
الذي لا يَرَى صَوْتَهُ في المَرَايَا·
الذي يَرِنُّ كَإِبْرَةِ صَمْتٍ
وَحْدَهُ
الذي يُمَوْسِقُ لحْنَ مَحَبَّتِهِ
دُونَ صَوْتٍ يَؤدِّي·
الذي بَلَيْلٍ وُلِدَتْ شَمْسُهُ
الذي مِنْ فَرْطِ دُخَانِهِ لَمْ يَنَمْ
في انْتِظَارِ
مُعْجِزَةٍ مِنْ إلهٍ
يُخَايلُهُ في المَنَام·
مُسْتَثْنَاةٌ بي
سَأُرَتِّبُ المشْهَدَ كَامِلاً
سَأَخْتَارُ
وَأُوُصِي
وَأُسَجِّلُ عَدَدَ الذينَ أُحِبُّهُم
سَأَمْنَحُ فُرْصَةً لِمَنْ فَاتَتْهُ الجَنَازَةُ
أَنْ يُثْنِي عَلَى مَنَاقِبي
لَكِنِّي سَأَسْتَثْني وَاحِدَةً
سَأُسمِّيها المِئَةَ
لَرُبَّمَا تَكُونُ مَشْغُولَةً بي هُنَاك·
إِذْ قَال
تَرَكْتُ نَفْسِي لَهُ
فَلَمْ يَأْتِ·
تَرَكْتُ نَفْسِي لَهَا
فَلَمْ تَأْتِ·
تَرَكْتُ نَفْسِي لي
فَلَمْ أَجِدْني في قَوَائِمِ الأَحْيَاء
تَرَكْتُني
فَأَجَابَني أَحْمَدُ:
هل تُقَارِنُ مِئَةً بِمَوْتْ؟
غَيَابَةُ الجُبِّ
ألأَنَّ عَيْنَيَّ جَرِيحَتَانِ
وَظُلْمَتي مُضَاءَةٌ بِهَجْرٍ
وَجسَدِي مَنْسِيٌّ بِزَاوِيَةٍ
وَقَصَائِدِي فَضَحَتْ رُوحَهَا
وَمَوْتي يَنُوءُ بِمَوْتِهِ
وَمَتْلُوفَةٌ لَيَاليَّ
أَلأَنَّ ضَرِيحًا غَرِيبًا يَنْتَظِرُ مَا أَكْتُبُ
وَمِزَقًا مِنِّي
تَنَاثَرََتْ في شَارِعٍ لِبَطَلٍ
تَكْتُبِينَني عَلَى رِيحٍ
تَفْتَحِينَ بَابَ عَرَبَةٍ مِنْ نَارِي
لِيَسْخَرَ اللَّيْلُ مِنِّي؟
بُرْهَانِي
مَاجِئْتُ إلاَّ
لأَرْوِيَ الأَرْضَ من عَطَشٍ
لأَسْمَعَ صَوْتَ المَلاَئِكَةِ
لأُرْغِمَ المَوْتَ عَلَى الفَرَارِ
لأَكُونَ لامرْأَةٍ تَرْعَى الشَّهْوَةَ
لأَمْلِكَ فُقْدَاني المُتَكَرِّرَ
لأُحَاوِرَ طَائِرًا فَرَّ مِنْ أُمِّي
لأُعِيدَ لي ذَاكِرَتي التي سَرَقَتْهَا المِيَاهُ
لأُحْيِيَ المَوْتَى·
هَذِهِ سَبِيلي
المَغْمُورُ في الصَّمْتِ
أَنَا
الغَرْقَانُ في اللَّذَّةِ
المُنْقُوعُ في هَلاَكِهِ
المُتَأَخِّرُ عَلَى الأَرْضِ
الذَّاهِبُ إلى القِيَامَةِ بَاكِرَا·
تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ
مَا أَحْلُمُ بِهِ
مَازَالَ مَجْهُولاَ·
أَنَا المُتَكَلِّمُ الذِي لاَ يَعْرِفُ
الصَّامِتُ الذِي يَعْرِفُ·
ضَلاَلٌ قَدِيمٌ
يَأْتي إلى العَالَمِ
لِيَنْكِحَ نَجْمَةً·
تُولَدُ لُغَةٌ تَبْقَى
تَدَلُّ عَلَى اتَّحَادِهِمَا·
مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ
حُروفٌ سِرِّيَّةٌ
أَسْعَى إِلَيْهَا·
نُورٌ آَخَرُ
أَبْتَغِيهِ·
أُلاَحِقُ سَمَاءً
تَنَامُ عَلَى رَأْسِي·
بَابٌ وَاحِدٌ وَمَنَازِلُ
الزَّمَانُ الأَوَّلُ
بَيْتي
لَكِنَّ المَرْأَةَ الأُولَى
لَيْسَتِ المنزلَ الأَخِير.
شَغَفَهَا حُبًّا
في معبدِ امرَأَتِهِ
يَكْتُبُ
وَفي طَقْسِه
يَخْلُقُ مُوسِيقَاهُ
مِنْ دُخُولِ آَيَاتِهِ وَخُرُوجِهَا·
رَغْوَةٌ كَوْنيَّةٌ
عَيْنَاهُ
تَرَيَانِ الأشْيَاءَ في مِرْآَتِهمَا
إنَّهُمَا صَوْتُ المَلاَئِكَةِ
بَدْءُ الحَاءِ في مَسِيلِهِ·