النَّص

النَّص
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد عابدين

هنالك نص يترجاني أن أكتبه .. ليس ذلك الرجاء المعتاد بل رجاء من يملك القوة .. أترجاك أن تكتبني وإذا لم تفعل لانتشرت في زوايا عقلك واخرجت قلبك وسكنت بدلا منه . لجعلت من نبضات عروقك موسيقي لقصيده أبديه لا تنتهي

---------

أخاف من الوحده .. يتصيد النص وحدتي ما ان يجدني وحيدا بعيدا عن العالم يتردد علي ذهني كنوبات الصداع النصفي التي لا تزول .. يغرقني في الكآبه يغمرني بحزن بعيد وقديم مدفون تحت طبقات الجلد والأعصاب .. يلتف حول قلبي المختبئ بين الضلوع .. لا اعرف كيف في استطاعت بعض الحروف ان تتسرب بين العظام .. كيف استطاعت السباحه بين كل هذي الدماء ؟!!

—————–

يخبرني النص أنني أعيش وسط مجموعه من الجرذان . يحمل فراؤهم خطايا العالم .. يتساقط منه دم النساء التي غرست اسنانهم الحاده في فروجهن .. مستمتعين برائحه الدفء التي يفتقدونها في بالوعاتهم القذره … يتحسسون طريقهم متتبعين رائحه امرأه عابره يهجمون عليها غارسين انيابهم في لحمها العاري .. موسعين الشق بين الفخذين .

عند الهجوم تكون تشع هذه المرأه بالسعاده تنشررائحتها كما تنشر وريقات الياسمين رائحتها علي الطري. وعندما يتركوها تصبح كومه من عظام متكسره عليها بقع من الدماء واثار اسنان لا تزول مع

—————

يخبرني النص أني لن استطيع المقاومه إلا اذا كتبته .. اذا قطعت شرياني مسقطا الدم الملوث لتطهيره بالكتابة علي جدران الشوارع .. علي المباني المشوهة .. يريد النص أن يسيطر علي كتل من الخرسان .. أن يحتل قلبها مثلما احتلني

—————

أكره نفسي مثلما أكره توقفي عند صياغة جمله ما في وسط القصيده .

. هذا هو ما جعلني مستسلما له .. فهو يسيطر علي يجعلني اكتب دون توقف .. لا ينتظر سن القلم للتفكير او لمواراة لفظ بآاخر .. تفاجئني صراحتي .. وتفاجئني مقدرته الارتجاليه .

————–

اذا استمر هذا النص علي طريقته في إجباري علي الكتابه سيصيبني الجنون .. إنه يستغلني فقط لامتلاكي يد تستطيع الامساك بالقلم وتعديل وضع الورقه علي الطاوله.

————-

لقد خلق النص داخلي في محاولة يائسه للتخلص من سيطرة اله متجرد من وصفه .. فخلقت إلها أكثر قوة.

————-.

أبتعد قدر استطاعتي عن العالم أتحدي الكلام بداخلي .. أنزوي وحيدا في غرفه بلا أقلام بلا ورق .. بلا شئ يصلح للتدوين .. سوف أقتل هذا النص .

——————

يقتلني قبل أن أقتله ..

بدأ في تنفيذ وعده .. أصبح شعوري بالاشياء ينعدم .. لم اعد أرى العالم إلا من خلال الكلمات المستنزفه من داخلي .. أجلس علي الأرض حانيا ظهري و مكيلا لأرضيه الغرفة اللكمات حتي انشقت الي نصفين

—————

لقد أهداني النص طوق النجاه .. فبما أن البشر مثل الجرذان وقد عشت معهم فتره كافيه لتجعلني أشابههم في الصفات فأنا بالتالي لن اكون أقل من فأر . تحسست أسناني ووجدت سنتين بارزتين قادرين علي اختراق اللحم .. غرستهم في يدي تلك التي استعبدتني.. قطعت ذلك الخيط الذي يوصل الدم المحمل بالجُمُل .. اوقفت عمل النص .. تقطر من يدي الحروف دون ترتيب .. فقدت معناها .. أستطيع الان تشكيلها .. أستطيع الان السيطره من جديد .

——————

علي جدران الغرفه كتبت عدد لا نهائي من بيت شعري واحد .. أردت أن اثبت للنص أنني أمتلك زمام الامور الآن .. حانت نهايته ..لن يخرج أبدا للحياه .. لن يتكون علي الورق .. لن أسمح له بامتلاكي

——————

همد جسدي أخيراً .. وقعت علي الأرضيه لا أقوي سوي علي رفع عيني لقراءة عدد لا نهائي من نفس الجُمله : فلو كان حرا لما صار أسطوره .

 

شاعر وقاص مصري*

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون