النحاس

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد كامل

النحاسُ الذي طالَ عينيكَ أبقاهما أسفل النهرِ؛ حيث القواريرُ لن تعرفنَّكَ. مُستسلمٌ للعكارةِ، والقلبُ نصلُ دمٍ يتشظى، وحتى الذين يمدون أيديهم جنب حزنكَ أنتَ بَعُدْتَ عليهم، وكلبشتَ في الرمل ساقــًا. يرفـــُّون حولكَ، أجسادُهم محض طيفٍ، وعينيكَ بالبعدِ وارت عليهمُ سوءاتهمْ. يا لصيقَ البداياتِ، كنتَ تكَـتَّمتَ حتى الثمالة !. أفراس نهرٍ تُسرُّ إليكَ، ويربكها حِملُ عينيكَ. جزلانُ أنت بطبعِ المنافيَ، ألـــَّفـْتـها حسب حُبــِّكَ، ثم استرحتَ، وعيناكَ ذابتْ. وهذا النحاسُ الذي يكتمُ القيظَ والغيظَ أدفأهم بالبعادِ؛ فصرتَ تلوك السؤالَ بسرِّكَ. لاعبتهم بالمسراتِ حتى جُفيتَ، ويومٌ لديكَ بألفٍ ومما يعدونَ؛ لكن دمعَ النحاسِ ثقيلٌ. وشرذمةٌ تحت جلدكَ نهَّاشةٌ، وتشيرُ إليها؛ تصيحُ "الخيانة"؛ أنتَ تشيرُ عليكَ وهم صادقونَ، وهم شاربوكَ، ولم يعرفوكَ!، وهم بالغوكَ؛ فلم يدركوكَ!، وهم جائعون لثمرٍ تأتــــَّى عليكَ، فأي الفريقين ترعى إذن. كيسُ عمرٍ وقد ثقبوهُ؛ فخرَّ رويدًا، وبالَ على محنةٍ في الطريقِ؛ فأطفأها قبل حُرقتهمْ، ثم ألقوه عند المحطةِ قبل خروج القطارْ. كيسُ عمرٍ وسلَّمَ فيهم على السرِّ والدفء والبندقيةِ، لما تقطع من رميهم، قالَ "الطريقُ هو الحادُّ .. ذاك الطريقُ"، أحتى رميتَ الطريقَ الذي صار أنعمَ من كفهمْ!.  يعدُلُ الدمُ، أنت تعضُّ الحبيبَ؛ وحتى كفوف المحبةِ أثخنتها ملءَ فكيكَ؛ صارت عليك غريبةْ. والنحاس الذي طال عينيكَ، طال أعينهم في الغيابِ؛ وأنت عليهم ضعيفْ.

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون