بقلم الكاتب والفنان اليوناني السريالي المعاصر: توماس.د. تيبالدوس
ترجمة: محسن البلاسي:
(النص مكتوب بتقنية الكتابة الآلية السريالية )
أقيم في عربة متوقفة على الحافة الحادة للحلزون.
شركاء غرفتي كومة من العظام البشرية وشجرة كستناء دموية.
من ثقوب الجدران نتلقى الأخبار كل يوم، مثلما هو الحال في ساحاتنا الفسيحة تتعثر السفن الشاسعة.
الأم واحدة هي الأم الأخرى في الحلم.
حلم الآخر هو الإقامة المشاعية.
حالة السلام والهدوء لم تدفن فأس الحرب بعد.
بروتوس(1 )كان له استدلاله المبرر.
جواهر سوداء براقة وحادة تبث صمتهم.
بتردد يقترب المهاجرون من أوراق الأركانا(2).
المستقبل غير متلائم مع الخطابات المراد إلقاؤها.
حاملات الطائرات ترتدي تنورات الشمع في مضيق الدردنيل، وتنثني مدافعهم الثقيلة وترتفع أسهمها عاليا، ولويس المنتمي للحقول يفقد رأسه التي وجدت والتقطها حصان يتحدث خمس لغات.
وخمسة ضفادع صغيرة قتلت جنية الأسنان، وقطعت سندريلا أصابعها الصغيرة لأنها ترى أنها لا تتلائم مع مضخات التجميل الزجاجية.
الإله تعلم أن يدعى نفسه بالإله، حيث ينادي على نفسه أنا الإله من أجل الإله.
أنا من أجلي.
المشي على الثلج يترك آثار الحمم والنار.
تتحرك الثياب الحمراء البالية في سوق الصين، وعلى النافذة هناك تمثال لثور يكشر ويكسر شعره الفخاري بقدمه.
أربعة وعشرون ساعة من الحياة لإيزيدور دوكاس (3 (
أربعة وعشرون ساعة من السجن للوتريامون.
كرة بلاستيكية تمتص المياه الراكدة في فلسطين، في كل مكان ودائما الملح والقراميط.
هل ترى خادمتي العادلة ؟
في كل مكان ترتدي الساعات أظرف صفراء.
والساعات الرملية تحبس الوقت وراء حواجز شفافة.
في الأيادي الزرقاء تسبح صفارات الإنذار التي استخرجت وصنعت من طن من غبار الذهب.
بصق الدم البدائي.
معالجة مبهمة.
سعي طلائع الحرية لتخليق الضوء.
القراصنة بأحشاء من اللؤلؤ مسنونون على أنغام طبول من يملكون الصوت ويصنعونه. سترى الغراب الأبيض كاملا في احتفالية مغادرتنا الغير متناسقة.
الغراب الذي يحمل في منقاره زنبق ولادتك. قبل ساعات قليلة من ولادتك وقبل ساعات قليلة من موتك بينما في بتلات الساتان يحترق طوطم ذاكرتك المركزة على الجوانب العميقة لحيوان الخلد المسفلت.
ملاك الأراضي تنغلق عقودهم بسمفونية الربيع.
ومرة أخرى تنفجر الشناعة الضبابية في أفواهنا.
موقع بناء للمشردين وجنازة للرغبات.
معادلة جبرية لقطر دائري يضبط ملابسنا المصنوعة من بيض الندى.
سبتمبر يأتي متأخرا إلى القبو الضبابي.
لكن حين يأتي المطر يهدم الصور، الصور التي يتم اختيارها لتكون ملموسة في التسلسل.
الصورة الأولى: فتاة قمت بتقبيلها على شفتيها وفي بضع ثوان تحولت إلى عملاق ضربني بفأس، بعدها تحول الفأس إلى غروب للشمس هناك حيث يسبح العبير وعلى حواف الفأس تحترق أطفالي المتجاورة.
الصورة الثانية: قوارب النجاة التي أصبحت رخامات في الهواء تفتح ممرات هوائية لتمر عجول البحر الحبلى لتمشي عبر وعلى وحول الساحرات المتسللات.
تتبارز صفحات من كتاب متيبس.
الصورة الثالثة: بيض اليراع حيث يفقس المصباح في ذيولها ويسيل ببطء ويصبح النهر مسجون بشواطئه، لكن ثورتي ليست نهرا اندفاعه محدد سلفا.
لكنها بحر اضطرابه دائم.
من سيكون الضحية القادمة ؟
من يستطيع أن يخمن ؟
الصورة الرابعة: ينبت الشرير الباق كما هو إلى الأبد.
………………….
هوامش المترجم:
1ـ بروتوس: كان سياسيا في أواخر الجمهورية الرومانية.قام بدور قيادي في اغتيال يوليوس قيصر
كان بروتوس مقربًا من الجنرال يوليوس قيصر، . ومع ذلك، فإن محاولات قيصر لتولي قدر أكبر من السلطة لنفسه وضعته في خلاف أكبر مع النخبة الرومانية وأعضاء مجلس الشيوخ. جاء بروتوس في النهاية لمعارضة قيصر ، بقيادة بومبي العظيم، ضد قوات قيصر في الحرب الأهلية . هُزم بومبي في معركة فرسالوس في عام 48 قبل الميلاد، وبعد ذلك استسلم بروتوس لقيصر، الذي منحه العفو.
ومع ذلك، فإن التوترات السياسية الأساسية التي أدت إلى الحرب لم تحل. بسبب سلوك قيصر الملكي المتزايد، خطط العديد من أعضاء مجلس الشيوخ، الذين يطلقون على أنفسهم “المحررون”، لاغتياله. قاموا بتجنيد بروتوس، الذي كان له دور قيادي في عملية الاغتيال، التي نفذت بنجاح في 15 مارس، 44 قبل الميلاد.
2ـ اوراق الأركانا: لعبة عبارة صور أو كروت رمزية من التارو يوجد عادة 22 من هذه البطاقات الرابحة الموجودة في مجموعة أوراق من 78 ورقة. تبدأ البطاقات من 0 وترقم إلى 21.
قبل القرن السابع عشر، كانت الأوراق عبارة عن جزء من مجموعة بطاقات خاصة تستخدم في الألعاب والقمار. ربما كانت هناك أهمية مجازية وثقافية مرتبطة بها، ولكن بعد ذلك، كانت لها في الأصل دلالات ورمزية صوفية أو سحرية وتنجيمية
كتب مايكل دوميت أن الرائد أركانا كان له في الأصل معنى استعاري أو غريب، نشأ معظمه في أيديولوجية النخبة في المحاكم الإيطالية في القرن الخامس عشر
3ـ إيزيدور دوكاس: الاسم الأصلي للشاعر الفرنسي لوتريامون
