متابعة : خلود الفلاح
ما هي المحرمات في الكتابة النسائية؟ من أين تنبع الخصوصية التي تميز إبداع المرأة؟ ما هو فهم الروائيات العربيات للاختلاف؟ إشكالية الحرية وتصادم الذوات في الرواية العربية؟ تمثيل الرجولة في الرواية النسائية العربية؟ ماهو موقف الأديبات العربيات من مصطلح أدب رجالي وأدب نسائي؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور ندوة ” الحرية في الأدب النسائي” التي اختتمت فعالياتها بمدينة طرابلس الليبية في الفترة من 22 _24 من شهر نوفمبر 2009 برعاية المؤسسة العامة للثقافة.
شهدت الندوة حضور أسماء إبداعية مميزة من مختلف أنحاء الوطن العربي نذكر :د. رشيد العناني_سلوى بكر_شوقي بدر يوسف_ مصطفى عبد الله_نجاة علي “مصر” ، ربيعة جلطي_ نفيسة لحرش “الجزائر” ، و د.محسن الرملي_ يحي البطاط “العراق” ، نبيل سليمان_غازي حسين العلي_ ديما الشكر_ روزا ياسين ” سوريا” ، و نعمة خالد “فلسطين” ، و بروين حبيب” البحرين” ، وسميحة خريس_ ليلى الأطرش “الأردن” ، فاطمة الهد يدي_فاطمة السويدي_ ميسون صقر “الإمارات” ، و بشرى خلفان” عُمان” ، ود.عمر عبد العزيز”اليمن” ، وربيعة ريحان_د.محمد المسعودي_عبد اللطيف الزكري_سعيدة شريف “المغرب” ، و د.أمال قرامي_ د.محمود طرشونه “تونس” ، ود. موزه المالكي ” قطر” ، ود.فاطمة الحاجي _ نعيمة العجيلي_ منصور بوشناف_ رزان نعيم المغربي_ د.فريدة المصري_ أسماء الأسطى_ تركية عبد الحفيظ “ليبيا”.
وفي كلمتها الافتتاحية قالت الكاتبة إيناس أحميدة عندما بدأنا الإعداد لهذه الندوة تملكنا شعور مقلق عن جدوى عقد ندوة عن الحرية في الأدب النسائي في مجتمع كأي مجتمع عربي أخر لا يخف على أي منا تقييمه للحرية فما بالك بربطها بالنساء وأدبهن.
أرقني العنوان لتسترجع ذاكرتي إيقونات الحرية في الأدب النسائي أمثال نظيرة زين الدين وهدى شعراوي ومي زيادة وليلى بعلبكي وفدوى طوقان ونوال السعداوي وكوليت خوري وغادة السمان ومرضية النعاس وفوزية شلابي وغيرهن من الحاضرات الكريمات اليوم.
أسماء أثبتت بجدارة قدرتها على التعبير بحرية عبر أدب تغنى بلياليهن، أدب عشناه بشغف وبمسحة من السحر يسبغه نفوذ وسلطة ذكورة قبلنها فرضا وطواعية واقعا لا سلطان لهن عليه ورفضنها لغتا ونصا ولهذا نحن هنا اليوم نكشف عالما صار نهاره أكثر نورا .
وأضافت نهنئ الأصدقاء علوية صبح ومحسن الرملي وروزا ياسين بترشيحهم لجائزة البوكر للرواية العربية.
على الهامش :
_ حفل توقيع ديوان ” أعطيت المرآة ظهري” للشاعرة بروين حبيب .
_ عرض مسرحية ” امرأة وحيدة” بطولة جميلة المبروك.
_ عرض موسيقي للفنان نصير شمه.
_ افتتاح معرض تشكيلي.
_ أمسية شعرية عربية.
الأوراق البحثية :
ملاحظات في التجربة والأدب النسائي الإماراتي_ إشكالية ما بعد الحرية في الأدب النسائي شرقا وغربا_ المحرمات في الكتابة النسائية بمفهوم الحكائية_ تداخل الذوات.. تبعات السيرة الذاتية تلاحق الكاتبات_ الذات والهوية وتتبع الخطاب الذكوري في تجربة الشاعرات_ السرد النسوي العربي_ قضايا النقد_ الحرية في الأدب غادة السمان نموذجا_ محاولات لتفكيك القناعات المسيطرة في فهم الروائيات للاختلاف_ الهوية الاجتماعية للمرأة العربية الليبية: قراءة في النص السردي_ إشكالية الحرية وتصادم الذوات في الرواية التونسية_ تجليات الكتابة الأنثوية :قراءة في النص السردي الليبي_ صراع الحرية مع ثقافة العنف في الكتابة النسائية.
وقفات :
تقول الروائية سميحة خريس : الكتابة إنسانية بالمقام الأول وأنا شخصيا لا أعير اهتماما للرأي الذي يقول كتابة الأنثى مختلفة ولها خصوصية لان الكلام حول هذا الموضوع بمثابة الدفاع المسبق عن اتهام غير موجود.
الاختلاف موجود بين كل الكتاب بسبب المرجعية والثقافة والظروف وطريقة التفكير ولكن المرأة بسبب خضوعها لعدد من الظروف التاريخية والاجتماعية والبيولوجية المختلفة عن ظروف الرجل كل هذا لابد ان يترك أثارا في مكان ما في تفكيرها ونمط كتابتها وأسلوبها هذا الاختلاف لا يعني الدونية.
أنا أتحيز للكتابة النسوية واعتقد إنها كتابة خصبة فيها جمال وخيال وإضافة سواء كتبها الرجل أو المرأة وبالتالي نوعية الكتابة التي تتميز بهذه الصفات هي كتابة متقدمة ولا أتحرج في القول ان كتابتي وكتابة مجموعة من المبدعات تتمتع بهذه الخواص وينضم إلينا مجموعة من الكتُاب الرجال الذين اكتشفوا الجانب الجميل في شخصيتهم وفي إبداعهم.
يقول الشاعر عبده وازن لا أعتقد ان التمييز بين كتابة المرأة وكتابة الرجل مازال قائما بعد ان استطاعت المرأة ان تفرض نفسها ككاتبة وهنا أتذكر ما كتبته الكاتبة الفرنسية “نتالي ساروت” عندما أكتب لا أشعر أنني امرأة ولا رجل فقط أنا إنسان يكتب.
إذا شئنا ان نحدد ماذا نعني بالخصوصية في أدب المرأة فيمكن القول إنها تكمن في النظرة الأنثوية إلى العالم والى الحياة والى الأسئلة الكثيرة المطروحة في حياتنا اليومية، قد تكون هذه النظرة مرتبطة بالأحاسيس أو اللاوعي الكامن في حياة المرأة.
هناك قضايا كتب فيها رجال وكتبت فيها نساء وكانت النسوة أشد رجولة وفي المقابل هناك كتُاب رجال كتبوا عن قضايا أنثوية أفضل من المرأة الكاتبة وهنا برأيي يلتقي الأدبين .
الروائية سلوى بكر ترى ان عالم المرأة وتفاصيله ومنظور المرأة إلى ذاتها والى العالم وعلاقتها به هو ما يشكل جوهر الكتابة النسائية ولكن هذا التشكيل يستند إلى جملة من الآليات والطرق الأسلوبية والى استخدام قاموس لغوي مرتكز ونابع من هذا العالم كل هذا يميز كتابة المرأة برأيي.
خاص الكتابة