انقضى الوقت بسرعة وبدأت الصغيرة تشعر بإحساس غريب بين الخوف و الضعف.. دخلا إلى الغرفة من جديد, ثم طلب منها الرجل أن تستلقي على السرير, كان يتحدث معها، وفجأة لم تشعر بنفسها.
في ذلك الوقت حلمت بحلم غريب لكنه مضحك جدًا , رأت نفسها في مصنع لتعليب سمك التونة، وأنها قد تم تعليبها ووضع على العلب المعدنية صورتها, لم تكن هي الوحيدة التي تعلّبت، بل إن الشخصيتين الكرتونيتين (القط توم و الفـأر جيري) كانا يمران بنفس التجربة.
أفاقت من ذلك الحلم لتجد نفسها بين يدي والدها خارجًا من ذلك المكان المريب ونساء واقفات يزغردن و يباركن له أما هي فكانت تشعر بجفاف في الحلق, و إحساس خانق بالوهن والضعف.
هي الآن واقفة في شرفة المنزل, تتذكر كيف أدركت حقيقة ما حدث.. عندما بدأت الغيوم تجتاح صفحة السماء ليتوارى خلفها البدر, و يتلاشى نوره ليخيم الظلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من مجموعة ” بعد إجباري” الصادرة أخيرا عن دار فكرة بالقاهرة
خاص الكتابة