التي رسمت بلادًا على صدري

موقع الكتابة الثقافي writers 25
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ياسر جمعة

ليلة أمس، قبل استغراقي في النوم، إندست تحت غطائي الخفيف امرأة تلهث من بردٍ يسكنها، كانت ناعمة، لينة، عميقة.. فغرقتُ، بعدها تحدثنا همسًا، لم أفتح عيني، قلتُ حلمًا ونمت.

في الصباح، حكيتُ لكوب القهوة ونباتات الظل والمنضدة الصغيرة والمقعد الذي أجلس عليه، كل التفاصيل، وقد أضفتُ القليل من لقاءاتٍ سابقة فلم ينتبهوا، فأخبرتهم أنني سألتها: من أين أنت؟

ضمتني أكثر، ورسمت أنفاسها الهادئة بــلادًا على صدري.. تهتُ فيها، إلى أن دلني فَقدٌ مُلح، قلتُ: لعلك من تلك النبضة الحزينة المصاحبة لقلبي؟!

قبلت صدري، وقالت وهي تعتدل: انظر إليَّ.

وضعتُ كفي على عيني، مع أن المكان مظلم مثل رحم، وقلتُ: لا.. لا أثق بهما، فقد خدعاني يومًا.

أعادت رأسها إلى صدري، وتنهدت.. فارتسم طريق بين جبلين شاهقين، اقتربتُ من أحدهما كي أتسلقه، إنما أعادتني لمسة من أناملها لبطني، ثم قالت: يقولون أنني من صدر آدم خرجتُ، وفي الجنــة صرتُ له أختًا، وعشنا كطفلةٍ وطفل تأخذهما أقدامهما إلى حيث لا يعلمان، وفي يوم، نظرتُ في عين آدم فرأيتُ حزنًا وكنتُ أعلم أنه لا يعلم أنني من صـدره خرجت، ففكرتُ أنه يبحث عني.. يريد دون أن يعي أن يستعيدني إليه، ووجدتني أبحث عن طريقة لأعود إلى صدره، ولكنني اكتشفتُ أنه يبحث عن شيء آخــر، في البداية غرتُ، وما لبثتُ أن شعرتُ بحنين إلى ما إليه يحنُ.

ويقولون أننا بهذا الحنين نزلنا، وأنني متُ، وامتزج تــرابي بكل شجرة، فصرت روح كل زهرة وكل ثمرة، وأن آدم قد صار بحرًا.

ويقولون

أنني

لم

أولد

بعد…

تحسستُ ظهرها الناعم فاعتدلت، ورسمت شمسًا على صدري، ثم قالت: لعلي الآن ولدتُ.

وأطفأت الشمس بقبلةٍ.. امتـــدت لتشمل كل جسدي، أنا في الحقيقة ذبتُ، قلتُ حلمًا ونمت.

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون