نصحتني صديقتي چانيت أن أكتب إليك لأستشيرك، تقول إنك قديسٌ ونوراني وأنك بمثابة الأب الأرضي ليسوع، وأن لك كرامات عديده، تقول أيضاً أن الرب أرسل إليك ملاكاً مرتين، مرةً ليخبرك بطُهر مريم، ومرةً لتهرب وتنجو بالرضيع، أعرف كم نجحت في هذا، تأخذني لزيارة كنيسة سُميت بإسمك هنا في القاهرة، ثم تسألني هل أنا أفضل؟، فلا أجيب.
يقول صديقي السلفي بأنك محض كذب وإفتراء، يتلو علي أياتٍ عديده (وكفلها زكريا)، (كلما دخل عليها زكريا المحراب)، …..
حين أعدد له آثارك وأخبره عن كنيستك وعن تعداد أخبارك، من أين جاءت كل هذه الحكايا؟ يتراجع قليلا ربما كان ثمة شخص يسمي هكذا، ربما كان أحد الخاسرين حين ألقوا أقلامهم وهم يختصمون، ربما
غريبٌ أن يختلف الناس عليك، ويتفقوا علي خسارتك،
أنا تعنيني تلك الخسارة،
كيف إستحققت خسارةً بهيةً كهذه؟
فعلنا كل ما بوسعنا ولم نحصد سوي خيباتٍ هزيله، أولسنا جديرين بالملحمة؟
مخطئٌ أنت حين ظننت أن هيرودس إنتهي
في كل يوم يزورنا هيرودس بقناعٍ جديد
لا زال يتبع خطواتك، رأيته ف الناصرة متخفياً خلف نجمة داوود، ومراتٍ يأتينا بلحيةٍ طويلة، رأيته في العراق في زي المارينز، رأيته يحمل الصليب والقرءان والتلمود وكتاب الأمير و…..
ما يفضحه دوما شهوته التي لم تخفت لقتل الطفل فينا
كم أنت محظوظ يا عزيزي يوسف، هل كنت تحب مريم؟، هل كانت خطيبتك بالفعل؟، أعرف أناساً كثيراً فقدوا أحبتهم، ولكن أنت وحدك حظيت بمواساة الملاك.
نحن أيضاً غير جديرين بالملائكة !
أنا لا أحقد عليك ولا أحسدك يا يوسف، أعرف أننا لا نشبهك، نحن أبناءٌ محبطون لآباءٍ محبطون، نحن المحملون بكل أنواع الخطايا، جربنا يهوذا مراتٍ عديده ولم نتب، ساعدنا هيرودس كثيراً، فقدنا أحبتنا في معارك تافهة لم يذهبوا للمقدس كمريم، فقط تركناهم لأوغادٍ آخرين، أو في أفضل الأحوال يخطفهم مرضٌ سخيف.
أنا لا أحقد عليك ولا أحسدك، ولا أطمع في خسارةٍ مقدسةٍ كخسارتك، ولا أحلم أن تعود إلينا الملائكة، فقط لو إستطعت أن تدلنا:
كيف ننجو بكل رضيعٍ جديد؟