إعجاب قصة لـ كيم مونثوو

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
       ترجمة:أسماء جمال عبد الناصر  فاغرة فاها، تستمع الفتاة للروائي المُلغِز وهو يقرأ جزءا من روايته الأخيرة. حينما انتهى، بينما يصفق الناس، استغلت هي الفرصة لتتمركز في موقع استراتيجي، وحينما خرج الروائي من القاعة – مُثَرثرا مع هذا وذاك ومُصافحا- دَنت منه. أخبرته بأنها مهتمة جدا بما يفعله، وإن كان ممكنا، فهي تَود لو تعرفه بعمق أكثر. الفتاة جميلة، وتروق للروائي الفتيات الجميلات. حينما ينظر إليها تدعم الفتاة نظرته وتبتسم له. وافق الروائي: تملص من المُنظِّمين وذهبا للعشاء في مطعم.  كان مطعما بسيطا، لأن الروائي –على الرغم من كونه كاتبا جيدا (أو بالضبط لكونه كذلك)  ليس لديه نجاح تجاري كافِ ليسمح له بارتياد المطاعم الفخمة. وذلك الأمر سواء بالنسبة إليها. فهي (إنتَبه لذلك وهو ينظر في عينها) متيمة به. كان يتحدث ويتحدث دون توقف، وهي مُعجبة بما يحكيه لها. ضحكت كثيرا وخرجا من المطعم متعانقين. ذهبا إلى منزله، فهو يسكن في الطابق الأخير دون مِصعَد. ("كما في الأفلام" !، تحمست هي) وهناك قضيا الليلة. وفي اليوم التالي عاودا اللقاء.  إنتهى الحال بهما بالحياة سويا. وبعد مرور أربعة أشهر صارت حُبلى. لديهما طفل. أضحت الشقة ليست فقط صغيرة بل غير ملائمة مطلقا لتنشئة ابن. وفي ليلة، إتَّخذ الروائي المُلغِز قرارًا: يجب زيادة الدخل بأي طريقة. الروايات المُلغِزة بالكاد تعطي شيئا. ومُحصِّلة ما يقبضه نظير كتابة وصفات لعبة الشطرنج في الجريدة اليومية وما تقبضه هي كبائعة في محل عطور هو محض بؤس. ولحسن الحظ، وجد له صديقًا (نشر من سنوات  كتابي شِعر ويعمل مونتيرا الأن) وظيفة في وكالة إعلانية. قُبِل بالعمل كمصحح لغوي. الإبداع لا ينقصه مطلقا، وبالنسبة للكتابة فهو يعرفها وزيادة. مما دفع المديرين إلى تقديره سريعا. تحسنت الأمور اقتصاديًا ومهنيًا.  استطاعا تغيير السكن في النهاية. وعادت هي حبلى من جديد. ومن حين لآخر بات يتذكر الفترة التى كان يكتب فيها روايات مُلغزة. هي فترة تبتعد بمرور الوقت.  هي مرحلة منتهية، وأحيانا يبدو له مستحيلا كونه قد عكف على الرواية المُلغزة. لن يعود إلى ذلك بأي ثمن في العالم. الآن يتخيل الأدب شيء قديم ، فن ينتمي لعصور وَلَت. المستقبل، والماضي، ليس لهم مكان في الكتب، التي لم يعد يقرأها أحد، لكنه في الصحف اليومية، في التليفزيون، وفي الراديو. والإعلانات، لكونها تمارس البغاء بوعي هي الفن الرفيع. وهو يحرز إنتصارات في هذا الفن الرفيع. حتى بلغ الأمر بأنه أصبح لديه وكالته الخاصة بعد مضي ثلاث سنوات، ويعود يوميا إلى منزله كليلا، في الوقت الذي يُقبِّل فيه طفليه قبل نومهما، لاهثا وحاكيا لزوجته في إيقاع لاهث آلاف الأنشطة المنهكة التي مرّ بها في يومه. تنظر إليه الزوجة بشفقة. تعرف أنه لا يحن للفترة التى كان يكتب فيها الروايات المُلغزة. تعرف أنه يكافح يوميا من مطلع الشمس إلى مغربها ليتقدم ببيته، وأنه يفعل ذلك بسعادة، بل وقد نجح في ذلك، وهذا يرضيه. من المؤكد أنه لا يشعر أنها تشعر بالأسف، ولكن هذا ما تشعر به. لذلك حينما يتأهبا للنوم ويغرق هو فيه سريعا، تبقى هي مشعلة للضوء، قارئة لرواية. هي رواية مُعقَّدة (تنتمي للصيحة الجديدة: فالروايات المُلغزة لم تعد تُكتب بعد) صدرت من أسبوعين وخلال هذين الأسبوعين فقط لاقت نجاح مدو، نجاح عظيم في عالم الأدب المتبقي. بدت لها مثيرة لدرجة  أنها لا تفكر في تفويت المؤتمر الذي سيعقده غدا الروائي في مركز ثقافي مرموق في المدينة.  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خواكيم مونثوو (1952- ...)   كاتب من إقليم كتالونيا

مقالات من نفس القسم