أواصر

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام
الشاعر الكوسوفي فخر الدين شيخو هو واحدٌ من الشعراء الغربيين القلائل الذين اتخذوا من الصوفية منهجًا في حياتهم وشِعرهم. فقد ولد وترعرع في بيئة إسلامية صوفية، وأبدى اهتمامًا كبيرًا بدراسة التصوف والبحث في التراث الروحي الإنساني على اختلاف منابعه المعرفية التوحيدية.  وقد كتب عشرات القصائد التي تنحو منحىً صوفيًا. ولد شيخو في بلدة راهوفيتس الواقعة إلى الجنوب الغربي من جمهورية كوسوفو في عام 1972. تخرج من جامعة برشتينا، بالشهادة الجامعية الأولى في الدراسات الشرقية. ثم حصل من خلال التعليم المستمر على شهادة الماجستير في الأدب وشهادة الدكتوراه في الجماليات المقدسة.  

صدر له ديوان شعري بعنوان “الراهبة” (1996)، ومجموعة من القصائد الصوفية بعنوان “الكثرة الخفية” (2000)، ورواية بعنوان “نكتارينا” (2004)، ومجموعة قصصصية صوفية بعنوان “أولي-99” (2006)، ومجموعة من القصائد الغنائية بعنوان “كَن” (2007)، وكتاب إلكتروني بعنوان “تفكيك الكراهية” (2010)، ومجموعة قصائد صوفية بعنوان “ندى الروح الكليّة” (2012). وقد ترجمت أشعاره إلى ما يقرب من 15 لغة، منها الإنكليزية والفرنسية والفارسية والتركية والعربية والسويدية والصربية والعربية.

يعتبر  شيخو نفسه تلميذًا في مدرسة الحب الإلهي. يقول في فاتحة كتابه “ندى الروح الكليّةّ: “إنه يتعين علينا جميعًا في نهاية المطاف أن نفهم أن أي شيءٍ لا يمتلك الحب ينتهي بلا معنى. لذا فقد عزمت على أن أوصل رسالتي وأن أجعلها مفهومة. ذلك أننا لا نمتلك مفرداتٍ أرضيةً تعبر عن مبتغانا السماوي.”

وقد نوه الشاعر والكاتب البوسني صباح الدين هادزيالتش الحائز على جائزة ناجي النعمان للإبداع لعام 2014 بهذا الجانب من شعر شيخو، مؤكدًا أن مفرداته وأفكاره وتطلعاته تتميز بدفق عاطفي أصيل ومخلص التوجه نحو الحب.

أما الشاعر والمترجم المنغولي هادا سندو رئيس تحرير تقويم الشعر العالمي فقد كتب عن شيخو قائلًا إن “الخيال المدهش يمنح شعره أجنحة مفتوحة للطيران” وإن هذا “الخيال الخصب… ينبع من دقة ملاحظته… ذلك أن شعر فخر الدين هو هبةٌ من الله.”  وهذا هو ما عبر عنه شيخو في إحدى قصائد ديوانه ندى الروح الكليّة” وعنوانها “أزهار السوسن”: “قلت لك أيها الإنسان / لن تستطيع أن تتعلم الشعر من البشر / إنه هبةٌ من الله، وأنه يسّاقط من لدن رحمته”.

لكن شيخو يحاول أن يوفق بين الصبغة الكونية التي تصطبغ بها النزعة الصوفية، وبين انتمائه الأوروبي. فهو يود أن يظل “مجرد ذرة من الغبار تحت قدميْ المصطفى الذي لم يولد” الذي يأتي ليعانق كل ما أبدعه الجنس البشري.” وفي الوقت نفسه يؤكد شيخو على أنتمائه الأوروبي، وعلى ارتباطه بأوروبا “التي أتى منها هوميروس وشكسبير وجويس وغوته وبليك.” ويردف “لا أريد أن أخيب آمال هؤلاء…” غير أنه يعود ليؤكد على السمة الكونية لشعره، متمنياً أن يستقبل القارئ “العبق” الكامن في كلماته. فإن حدث ذلك، فإن سحر المعجزة سوف يتحقق، “وسوف يجذب الناسَ جميعًا في هذا العالم.”

 

أواصر

للشاعر الكوسوفي فخر الدين شيخو

ترجمة نزار سرطاوي

 

ثمة دماءٌ جافة

في الحجارة القديمة 

أشجار الصنوبر أفرزت صمغها

الذي استحوذ على آلامنا

هنالك في شمال كوسوفو

حيث الكهف الرخامي الذي يعود

إلى ما قبل التاريخ يكمن في رَحِم الأرض

يوشك أن يبوح بكلِ

الأسرار التي تتراكم في طبقات  أشيه

بالحجارة التي تعود إلى الدهر الوسيط

ثمّة شيءٌ يغلي

كما تُسَخّنُ الدماء في الجسد

أجزاءَ روحِنا المشلولة جميعًا

هنا في شارعي حيث

يعبُرُ الجّني العجوز 

ليُريَنا استعداده

 

أن يخدم القلب الصافي

الذي سرقه أحدهم منا

 

 

Bonds

By Fahredin Shehu

 

There’s blood dried in
In the stones of ancient
The pines released the resin
That captured our pain

There in the North of Kosovo
Where the marble prehistoric
Cave is in the womb of earth
Is about to reveal all

Secrets layered as plates
Of stones from Mesozoic times
Something in is boiling
As blood in body warms

All paralyzed parts of our Soul
Here in my street where
The old Jinni passed through
To show his readiness

To serve the pure heart
Somebody stole from us

 

 

مقالات من نفس القسم